أحدث التقنيات الموجودة لزراعة الأسنان
يقول الدكتور “سليم أبو إسبر” الاختصاصي في طب الأسنان: أن زراعة الأسنان بشكل عام تتألف من جزء مدفون تحت العظام، وآخر ظاهر فوق العظام، وما يتم زراعته هو الجزء المدفون تحت العظام السنية والذي يتم من خلال إجراء جراحي معين، ومن ثم يتم إضافة الجزء الظاهر فوق العظام، وأخيراً يتم وضع تلبيسة خارجية على السِنْ من الخارج.
ويؤكد “أبو إسبر” أن الأساس في جميع تقنيات زراعة الأسنان ثابت، ولكن تختلف الطرق والتقنيات المستخدمة، والتي غالباً ما تؤدي بتطورها إلى تيسير زراعة الأسنان على الطبيب والمريض كذلك، كما تساعد على تعجيل شفاء المريض بشكل كبير.
فمثلاً هناك طرق يتم الاعتماد عليها حديثاً، مثل الموجه الجراحي “Surgical guide”، والذي يساعد على توجيه الزراعة بشكل أفضل، وكذلك يساعد في تفاصيل دقيقة أخرى، وكذلك يمكن الاعتماد على تقنية “Flap surgery”، والتي تتم بدون التدخل الجراحي، وأخيراً هناك الطرق التقليدية التي يمكن الاعتماد عليها في زراعة الأسنان والتي يتم استخدامها منذ القدم.
الوقت المستغرق لإتمام عملية زراعة الأسنان بشكل كامل
إن عمليات زراعة الأسنان قد تستخدم لتجميل الأسنان، أو لتعويض ضرس أو عدة أضراس مفقودة، وفي أغلب الأحيان يكون المريض في عجالة من أمره حتى يرى النتيجة، ولكن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا في بعض الحالات النادرة جداً.
ويؤكد الدكتور “سليم” في حوارهِ المُتلفز، على أنه هناك ثلاث مراحل للشفاء في زراعة الأسنان؛ فهناك بعض حالات زراعة الأسنان قد تنتهي بشكل كامل خلال أسبوعين، وهناك بعض الحالات التي قد تستغرق من أسبوعين إلى شهرين تقريباً، كما أن هناك بعض الحالات التي تتطلب وقتاً أطول قد يكون ثلاثة أشهر أو أكثر.
ويرجع السبب في أن معظم الأشخاص الذين قد يتسرعوا في طلب النتيجة، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تظهر لهم صورة غير واقعية في سرعة الشفاء، فالشفاء التام يحتاج إلى عدة عوامل مهمة مثل كثافة ونوع العظام، والحالة الفموية والصحية للمريض. كذلك لطبيعة الزراعة المطلوبة أيضاً عامل، فمثلاً تختلف درجة الشفاء تبعاً لعدد الأسنان المفقودة والمراد تعويضها.
متى نلجأ إلى زراعة الأسنان ومتى لا يمكن أن نقوم بزراعة الأسنان
إن زراعة الأسنان تستخدم لتعويض بعض الأسنان أو الأضراس المفقودة، أو حتى تعويض فك كامل بالأسنان. وإن من ضمن الطرق المستخدمة قديماً، هي الجسور “Bridges”، والتي حتى تتم بشكل دقيق فلابد من سحب عصب السِن الذي على يمين والسِن الذي على شمال السِن المفقود، وبمجرد أن نقوم بسحب سِن معين فإن ذلك ينقص من العمر الافتراضي للسِن بشكل كبير، ومن أهم عيوب هذه التقنية “الجسور”، أنها تسبب وجود رائحة كريهة للفم، فيضطر المريض غالباً الى فك هذا الجسر وتنظيفه بعد فترة، وكذلك تعديل بعض التفاصيل فيه؛ ولهذا السبب ظهرت التقنيات الحديثة، حتى لا تتعرض الأسنان المحيطة لمثل هذا التآكل.
أما عن الحالات التي لا يمكن بها زراعة الأسنان فيتم تحديدها تبعاً لعدة عوامل منها مثلاً الحالة الصحية العامة للمريض؛ فإذا كان الشخص مريضاً بالسكري غير المضبوط، أو إذا كان مدخناً شرهاً، أو متعاطياً للكحوليات فلا يمكن أبداً أن نقوم بزراعة الأسنان.
وأيضاً الحالة العامة لعظام المريض فلكثافة العظام دوراً في تحديد إمكانية إجراء زراعة للأسنان أم لا، وكذلك طول وعرض عظام الفك إذا كانت غير مناسبة للزراعة؛ فمثلاً إذا كانت عظام الفك السفلي قليلة الطول، فهنا ستصبح قريبة جداً من العصب وبالتالي لن نتمكن من عمل زراعة للأسنان.
لماذا يقوم بعض أطباء الأسنان بإزالة سِنْ ما والاستعاضة عنه بسِنْ مزروع؟
إن الهدف المهم عموماً هو الحفاظ على صحة الأسنان الطبيعية بقدر الإمكان؛ حيث أنه مهما حاولنا زراعة الأسنان الجديدة فلا يمكن أبداً تعويض الأسنان الطبيعية من الناحية الفسيولوجية والتجميلية وحتى اللفظية.
ويوضح الدكتور أن هناك بعض الحالات يكون بها السِنْ لا يمكن أن يستمر موجوداً في مكانة بالفم؛ فقد يصبح غير مؤدياً لوظيفته بشكل طبيعي، أو قد يكون مسبباً لمشاكل صحية للأنسجة وللأسنان المحيطة كالخراجات مثلاً، أو قد يكون السِن معرضاً بشكل كبير للإصابة بالخُراجات خاصة بعد علاج العصب، أو قد يكون هناك بعض الأسباب التشريحية قد تجبر الطبيب على إزالة السِنْ الطبيعي؛ فقد يصبح هناك نخراً شديداً في المنطقة ما بين الجذور، أو يكون السِن مهدوداً تماماً، ففي مثل هذه الحالات لا يمكن أن نترك السِن بالفم بأي شكل من الأشكال.