الزواج هدفه اكثار النسل وبناء أسرة سعيدة مستقرة في حياتها، ولكن قد ينغص هذا الحلم الجميل أحيانًا تأخر حمل الزوجة، ويبدأ الأهل في السؤال عن سبب ذلك.
فما هو الوقت الذي نعتبر فيه أن الزوجين قد يعانون من مشاكل تأخر الحمل، ومتى يجب زيارة الطبيب واللجوء للعلاجات المختلفة، نتركك مع المقال التالي.
متى يلجأ الزوجين لفحوصات تأخر الحمل؟
بدأ استشاري أمراض العقم وأطفال الأنابيب ” د. مازن الرواشدة” حديثه بأن الزوجين إذا كانوا صغار في العمر فإننا نعطيهم فرصة من مدة ستة أشهر إلى 12 شهر طالما أن حياتهم طبيعية ولا يقومون باستخدام أي موانع وموجودين مع بعضهم البعض طول الوقت.
وبعد مرور هذه الفترة يفضل أن يقوموا بمراجعة العيادة النسائية من أجل التثقيف والتوعية فقط، وكذلك يأخذ الطبيب منهم التاريخ المرضي للعائلة وعمل الفحص المنوي للرجل والتأكد من كمية السائل المنوي وشكله وعدم وجود اي التهابات.
وكذلك فحص المرأة وفحص الحوض والتأكد من عدم وجود أي أمراض مزمنة أو كذلك فحص الهرمونات لديها مثل الغدة الدرقية وهرمون الحليب.
وكذلك يمكن عمل فحص سريري بسيط للزوجين، أو اللجوء للـ Ultra Sound للتأكد من عدم وجود أي زوائد لحمية أو ألياف أو اكياس وأن كل الأمور طبيعية، فإن أغلب حالات العقم تكون بنسبة 40% عند الرجل و 40% عند المرأة و 20% تكون بسبب الزوجين أو العقم الغير مفسر.
فالزيارة الدورية للتأكد من سلامة جميع الأمور لدى الزوجين مهمة، ويتم عملها مبكرًا إذا كان عمر المرأة كبير لأن كفاءة البويضات تقل مع تقدم العمر.
وبعد التأكد من كل ما سبق يمكن اللجوء لما يسمى برصد الإباضة للزوجين، ويكون هذا الرصد بالعيادة بدون أي منشطات للتأكد من وجود البويضة وتنزيلها في المكان المناسب أثناء الجماع.
وإذا كان الزوجين مستعجلين للحمل فيمكن عمل تحفيز للاباضة والهدف منه الحصول على عدد محدد من البويضات لزيادة فرص الحمل.
وعادة يتم إعطائها بالحبوب، وتكون عبارة عن حبتين أو ثلاثة حبوب لمدة خمسة أيام، فإذا كانت بطانة الرحم جيدة ولا يوجد أي عائق فيمكن تنزيل البويضة في الوقت المناسب وتحديد وقت الجماع لزيادة فرص الحمل.
أما في الحالات الأصعب كحالات تكيس المبايض وما إلى ذلك يمكن إعطائهم إبر منشطة، ولكن هذه الإبر تُعطى على شكل جرعات بسيطة ولكن لفترات أطول لأن الإستجابة يمكن أن تكون قوية أو تكون غير موجودة.
لذلك يجب إعطائهم هذه الإبر لمدة اسبوعين إلى ثلاث أسابيع ومتابعة حركة البويضات لتهيئها للنزول في وقت مناسب.
كما يمكن اللجوء للحقن الصناعي داخل الرحم، ويكون ذلك عن طريق أخذ السائل المنوي في المختبر وغسله من اللزوجة والبكتيريا ونقوم بعمل تنشيط لها ومن ثم حقنها عن طريق انبوب بلاستيكي بسيط داخل الرحم في قنوات فالوب.
حيث تكون البويضة قد نزلت بوقت معين بعد 24-36 ساعة، كما يمكن تكرار هذه الطريقة أكثر من مرة وتصل نسبة نجاحها إلى 20-25 %.
أجدد التقنيات في علاج تأخر الحمل
أصبح الكثير من الناس متقبلين لفكرة العلاج لأن نتائجه غالبًا ما تكون مثمرة، فهناك الكثير من التقنيات التي يمكن عملها لعلاج تأخر الحمل مثل أخذ إبرة أو فتح الخصية وأخذ بعض الحيوانات المنوية منها ونلجأ.
لذلك عندما يكون عدد الحيوانات المنوية قليل أو منعدم أو عندما يكون عمر المرأة كبير، ويتم ذلك عن طريق أخذ إبرة وفتح الخصية، ويتم أخذ الحيوانات المنوية وتلقيحها عن طريق الحقن المجهري وعمل أطفال الأنابيب.
وكذلك فإنه يجب العلم أننا عندما نأخذ عدد من بويضات المرأة يتم أخذ منشطات وأصبح ذلك يتم عن طريق أخذ إبرة واحدة فقط، لتجهيز 5-6 بويضات حيث يتم زرع إثنان من الأجنة وتجميد بقية الأجنة في ال Liquid Nitrogen تحت درجة حرارة 185 تحت الصفر ويمكن أن يظلوا مخزنين لسنوت عديدة.
بحيث إذا قررت السيدة إعادة التجربة يتم زراعة هذه الأجنة في الرحم على دورة طبيعية بدون أخذ أي منشطات، وتصل نسبة نجاح هذه التقنية إلى 45% وهي نسبة ممتازة جدًا.
وأختتم “د. الرواشدة” حديثه أن كل هذه الأمور جعلت الكثير من الناس تقبل على هذه العمليات فنسب نجاحها أصبحت جيدة، فالخبرة في هذا المجال أصبحت كبيرة وبأقل تكلفة مكنة، فيجب عدم الخوف من مثل هذه العمليات ومراجعة الطبيب للإطمئنان على كلا الزوجين وعمل الفحوصات الطبيعية.
ومن ثم يمكن أن يعطي الطبيب لكما فرصة الحمل الطبيعية بدون اي تدخل، فخطوة خطوة تسير الأمور بشكل طبيعي.