مع تطور العلم أصبح من الممكن معرفة نوع الجنين وما يعاني منه من أمراض وهو ما زال داخل رحم أمه، وساعد في ذلك التطور المذهل للأجهزة والتقنيات التكنولوجية الحديثة التي أسهمت في إرتفاع معدلات التشخيص المبكر بشكل لا يمكن وصفه.
ما المقصود بمصطلح طب الجنين؟
تجيب الدكتورة “إيمان ديماس” استشاري صحة الأم والجنين، أصبح مصطلح طب الجنين من المصطلحات الطبية التي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة بفضل ارتفاع معدلات انتشار التوعية الصحية بين الناس، وطب الجنين هو فرع علمي من فروع علم النساء والتوليد، وهذا الفرع العلمي يُعنى بمتابعة الجنين وصحته منذ اللحظة الأولى لتكوينه داخل الرحم، فقديماً كانت العلوم الطبية والتقنيات الفحصية منوط بها المتابعة الدقيقة لحالة الأم الحامل صحياً مع متابعة محدودة جداً وقد لا تُذكر للجنين الموجود في الرحم، أما الآن أصبحت تعبيرات متابعة الحمل وتقنيات الحمل تشير إلى المتابعة الدقيقة والمُفصلة لكليهما معاً، حيث أصبحت متابعة الجنين جزءاً لا يتجزأ عن متابعة الحامل والعكس.
ما هي أحدث التقنيات الطبية التي باتت تُستخدم في متابعة الحمل؟
أكدت “د. إيمان” على أن أكثر ما ساعد في تطور علم طب الجنين التطور المذهل الحاصل في السنوات العشر الأخيرة في الأجهزة التكنولوجية المسئولة عن التصوير التليفزيوني، فأصبح بإمكاننا الآن استخدام عدة طرق للتصوير أبرزها التصوير بالموجات فوق الصوتية، وهي التقنية التي أسهمت إلى حدود تفوق الوصف والخيال في فحص كل تفصيلة من تفاصيل الجنين منذ اليوم الأول له في الرحم، حتى إن بعض الأجهزة مثل أجهزة الإيكو تُمكننا من فحص قلوب الأجنة وطريقة عملها وأي خلل فيها فور تكونها وإكتمالها، كما أن منها أجهزة تعطي صور ثلاثية أو رباعية الأبعاد للجنين، هذا فضلاً عن التطور الكبير الحاصل في الفحوصات المختبرية وأجهزتها، فالآن يمكننا بكل سهولة تشخيص الجينات وتشخيص خلل الكروموسومات قبل أن يخرج الطفل إلى الدنيا.
والخلاصة أن الطبيب حالياً بإمكانه التعرف على أي تشوه أو أي خلل مرضي يعاني منه الجنين، كما أصبح بإمكانه تحديد ومعرفة أنواع الأمراض والتشوهات التي يمكن علاجها أو عدم علاجها مستقبلاً.
ما هي الأمراض المستقبلية التي يمكن للتقنيات الحديثة كشفها؟
أشارت “د. إيمان” إلى أنه لا يمكننا ذكر أنواع أمراض متوقعة الحدوث في المستقبل لأن القائمة تطول، لكن يمكننا القول اختصاراً أن الطبيب المتبحر في علم طب الجنين تساعده الأجهزة الحديثة في رؤية التشوهات الظاهرة للعين المجردة، كما أنها تساعد في كشف الدلالات والعلامات التي تُنذر بإحتمالية ولادة الجنين بمرض ما أو تشوه ما، فالأجهزة الحديثة تساعد في الكشف المبكر عن نسبة كبيرة من فرصة الإصابة بالعديد من الأمراض منها على سبيل المثال: الشفاه الأرنبية، تشوهات القلب وأمراضه، تشوهات وأمراض الخلايا الدماغية، ومع الشك في وجود المرض تأخذ الفحوصات المخبرية مجراها للتأكيد أو للنفي كلٌ بنسبته المتوقعة، والهدف من ذلك كله التعجيل بوضع الخطة العلاجية للمرض وتنفيذها عقب الولادة مباشرة لتقليص فترة معاناة الطفل من المرض أو التشوه، وهو ما لم يكن متاح بالوسائل القديمة، حيث كان من الممكن أن يولد الطفل مع جهل تام بعلَّتِه، وهو ما يؤدي إلى تأخر العلاج، ومن ثَم عرقلة الوصول إلى نتائج شفائية مرتفعة لتطور المرض واشتداده.
متى يُقر الطبيب بإجهاض الحمل؟
في الوقت الراهن لم يعد الإجهاض الحل الأول أو الأوحد مع أصعب تشوهات الأجنة، لأن الكشف المبكر عن التشوه – كما سبق وذكرنا – يسمح من ضمن فوائده بتعدد الطرق والبرامج العلاجية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسب الشفاء من التشوهات، وعليه أصبح الإجهاض هو الخيار الأخير بعد فقدان الأمل في علاج التشوه أو بعد التثبت من أن إكمال الحمل سيودي بحياة الأم والجنين معاً.
وتابعت “د. إيمان” قائلة: والجدير بالذكر ههنا هو التشديد على الحوامل بضرورة عدم إهمال الفحص الدوري والمتابعة الشهرية طوال فترة الحمل، لأن كل فحص يُجرى للأم يُكثف من حجم المعلومات والبيانات عن صحة الأم وصحة الجنين وطريقة ومعدل نموه … إلخ.
هل تمنع الإصابة بمرض السكري من الحمل؟
كان ذلك يحدث في السابق تبعاً لمضاعفات مرض السكري، أما الآن أصبح بإمكان مريضة السكري الحمل بكل سهولة وأمان بشرط الاستشارة والمتابعة الطبية الدورية، مع وصف أصناف خاصة من الأدوية التي تعمل على تحسين مستويات السكر في الدم بما لا يعيق الحمل والولادة، مع ضرورة القول بأن مريضة السكري الحامل يُمنع عليها تناول أدوية السكري أو التوقف عنها من تلقاء نفسها، بل عليها الرجوع للطبيب أولاً لتحديد أصناف الأدوية المناسبة وجرعاتها ومواقيتها، وكذلك الحال مع الأمراض المزمنة الأخرى كأمراض الضغط وأمراض القلب… إلخ.