أهلا ومرحباً بكم أعزاءي القراء في موضوع جديد من موضوعات الشعر العربي. سنتحدث اليوم عن بحر الطويل. وهو ذاك الذي يتألف من تكرار تفعيلتين هما؛ فعولن مفاعيلن أربع مرات في كل شطر مرتين أي؛
فعُولُن مفاعِيلُن فعُولُن مفاعِيلُن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
ومفتاحه؛
طويل له دون البحور فضائل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل
وعرض بحر الطويل تأتي دائماً مقبوضة، فهل تعرفون ما هو القبض؟
القبض: زحاف؛ ومعناه حذف الخامس الساكن ورغم كونه زحافاً إلا أنه جرى مجرى العِلة في لزومه.
أضرب بحر الطويل
ضرب صحيح
أي جاءت تفعيلته تامة لم يدخل عليها لا زحاف ولا علة فتكتب كاملة (مفاعيلن – //ه/ه/ه).
تابعوا معنا هذا المثال؛
وطاوي ثلاثٍ عاصبِ البطنِ مُرملٍ … ببيداءَ لم يعرف بها ساكنٌ رسم
التقطيع:
وطاوي ثلاثٍ عاصبِ البطنِ مُرملٍ
وطاوي / ثلاثن عا / صب لبط / ن مرملن
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه //ه//ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
سليمة سليمة سليمة مقبوضة
ببيداءَ لم يعرف بها ساكنٌ رسم
ببيدا / ء لم يعرف / بها سا / كنن رسما
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه //ه/ه/ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
سليمة سليمة سليمة صحيح
وهنا نُلاحظ أن التفعيلة في نهاية الشطر الثاني أي؛ (مفاعيلن) قد جاءت صحيحة لم يدخلها تغيير.
ضرب مقطوع
وهذا يعني حذف الخامس الساكن من التفعيلة (مفاعيلن) فأصبحت (مفاعلن).
سنُعطيكم مثالاً آخر؛ بيت للمتنبي:
وما الدهرُ إلا من رواةِ قصائدي … إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشداً
التقطيع:
وما الدهرُ إلا من رواةِ قصائدي
ومدده / رُ إللا من / رواةِ / قصائدي
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه //ه//ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
إذا قلت شعراً أصبح الدهرُ منشدا
إذا قلْ / ت شعْرن أصْ / بح دده ، رُ منشدا
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه //ه//ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
ونُلاحظ هنا أن تفعيلة الضرب (مفاعيلن) قد دخل عليها القطع وهو حذف الخامس الساكن من التفعيلة فتحولت من مفاعيلن إلى مفاعلن
مفاعيلن //ه/ه/ه ← مفاعلن //ه//ه
ضرب المحذوف
ويُعني أنه تم حذف السبب الأخير من التفعيلة (مفاعيلن) فأصبحت (مفاعي) أو فعولن.
مفاعيلن //ه/ه/ه ← مفاعي / فعولن //ه/ه
ومثال ذلك:
أَسِرْبَ القَطَا هل من يُعيرُ جَنَاحَهُ … لَعَلي إلَى مَنْ قَد هَوَيْتُ أَطيرُ
التقطيع:
أَسِرْبَ القَطَا هل من يُعيرُ جَنَاحَهُ
أسرب ل / قطا هل من / يعير / جناحهو
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ //ه//ه
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن
لَعَلي إلَى مَنْ قَد هَوَيْتُ أَطيرُ
لعللي / إلى من قد / هويت / أطيرو
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ //ه/ه
فعولن مفاعيلن فعول مفاعي
والمُلاحظة هنا أن التفعيلة الأخيرة قد دخل عليها الحذف أي؛ تم حذف السبب الأخير من التفعيلة فتحولت من مفاعيلن إلى مفاعي أو فعول.
سنُعطيكم مثالاً أخيراً؛ لاحظوا هنا:
قُلنا عن الأيام تمضي بلا هدى
قلنا / عن الأيا / م تمضي / بلا هدى
وعشنا نوافي العمر دمعاً مهيلا
وعشنا / نوافي العمـ / ر دمعن / مهيلا
ذكرنا هذا المثال تحديداً لبيان الخَرم، وهو حذف أول الوتد المجموع أول التفعيلة وذلك في تفعيلته الأولى نجد كلمة (قلنا) في البيت السابق أي؛ فعولن ← أصبحت ← عولن
ونُلاحظ أيضاً أن الضرب أي (مهيلا) قد جاء محذوفاً.
هذا البحر من البحور الأكثر استعمالاً لدى الشعراء لما فيه من موسيقى غير رتيبة كثيرة التغيير حيث يدخل القبض والقطع والحذف والكف والخرم إلى تفعيلاته.
يقولون ليلى بالعراق مريضة … فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
سواي بتحنان الأغاريد يطرب … وغيري باللذاتِ يلهو ويلعبُ
ما رأيك أن تطَّلع أيضًا على:
- تفعيلات بحر المتدارك «بالأمثلة»
- وزن أبيات شعرية من بحر الرجز
- تفعيلات بحر الطويل «السالمة وغير السالمة»
الخلاصة
- أولاً: تفعيلات بحر طويل تتألف من تكرار تفعيلتين هما: (فعولن مفاعيلن) أربع مرات في كل شطر مرتين كالتالي:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
- ثانياً: مفتاح بحر الطويل هو:
طويل له دون البحور فضائل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلُ
- ثالثاً: عرض بحر الطويل تأتي دائماً مقبوضة.
- رابعاً: القبض: هو زحاف ومعناه حذف الخامس الساكن، ورغم كونه زحاف إلا أنه جرى مجرى العلة في لزومه.
- خامساً: أضرب البحر: ضرب صحيح – ضرب مقطوع – ضرب محذوف.
وقد قدَّمنا لكم أعلاه تقطيع أبيات من البحر الطويل لكي تساعدكم على مزيد فهم؛ بالتوفيق.