ما سنتحدث عنه في هذا الموضوع هو تفعيلات البحر المتقارب السليمة وغير السليمة، وسنوضحها لكم بالتفصيل.
فكما تعلمون البحر المتقارب هو من بحور الشعر أحادية التفعيلة الذي يرتكز في بنائه على تكرار تفعيلةِ فَعُولُنْ ثماني مرات.
فعولن فعولن فعولن فعولن … فعولن فعولن فعولن فعولن
//ه/ه //ه/ه //ه/ه //ه/ه … //ه/ه //ه/ه //ه/ه //ه/ه //ه/ه
تفعيلات بحر المتقارب السليمة: فَعُولُن
تفعيلات بحر المتقارب الغير سليمة: فَعو
تفعيلات بحر المتقارب السليمة
هي تفعيلات جاءت سليمة لم يدخل عليها زحاف ولا عِلّة، ومثال على هذه التفعيلات السالمة حتى يثبت المعنى:
جثونا نساوي تراباً شباباً … ولما استوينا بكيناه شيبا
التقطيع على هذا النحو الآتي:
جثونا نساوي تراباً شباباً
جثونا / نساوي / ترابن / شبابن
فعولن فعولن فعولن فعولن
//ه/ه //ه/ه //ه/ه //ه/ه
ولما استوينا بكيناه شيبا
ولم اس / توينا / بكينا / ه شيبا
فعولن فعولن فعولن فعولن
//ه/ه //ه/ه //ه/ه //ه/ه
هذه كانت تفعيلة البحر المتقارب السليمة.
تفعيلات البحر المتقارب غير السليمة
زحاف القبض
نبدأ بتفعيلة فعولن التي سيدخل عليها زحاف واحد، هو زحاف القبض، ويعني سقوط الحرف الخامس الساكن من التفعيلة والخامس الساكن هنا هو (النون)، لذا تصبح التفعيلة بسقوط النون (فعولُ)
مثال على ذلك هذا البيت:
تحَنن عليَّ هَدَاَكَ المَليكُ … فإن لِكُل مقامٍ رِجالا
التقطيع على النحو الآتي:
تحَنن عليَّ هَدَاَكَ المَليكُ
تحنن / عليّ / هداك الـ / مَليك
فعولن فعولن فعولن فعولن
//ه/ه //ه/ه //ه/ه //ه/ه
فإن لِكُل مقامٍ رِجالا
فإن / لكل / مقامٍ / رجالا
فعولن فعولن فعولن فعولن
//ه/ه //ه/ه //ه/ه //ه/ه
علة الحذف
يدخل على تفعيلة فعولُ أيضاً علة الحذف، وتعني سقوط السبب الخفيف الأخير من التفعيلة، وهو هنا (اللام والنون).
بسقوط هذا السبب يبقى من التفعيلة (فعو)، ومثال على ذلك البيت الآتي:
هيَ الظّلُ في الحَر حَقُّ الظليلِ … والمنظر الأحسنُ الأجملُ
التفعيلات والرموز:
هيَ الظّلُ في الحَر حَقُّ الظليلِ
فعولن فعولن فعولُ فعو
//ه/ه //ه/ه //ه/ //ه
والمنظر الأحسنُ الأجملُ
فعولن فعولن فعولن فعو
//ه/ه //ه/ه //ه/ه //ه
وهناك المزيد من التفعيلات غير السليمة نستطيع أن نقول لكم بالفعل إنها جماليات الشعر.
علة القصر
وتعني سقوط آخر السبب الخفيف الأخير من التفعيلة، وتسكين ما قبله، والسبب الخفيف الأخير هنا هو (لن) وآخره (النون)، وبسقوطها تبقى (اللام) وهو حرف متحرك لذا يُسكن بعد حذف النون فتكون التفعيلة (فعولُ).
علة البتر
هي علة ناتجة من اجتماع علة الحذف وعلة القطع، وعلة القطع تعني سقوط آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله، فنجد أن فعولن بعد الحذف تكون (فعو) وعند القطع تسقط الواو وتُسكن العين فيبقى من التفعيلة (فع).
بهذه الطريقة نكون قد فرقنا بين التفعيلات السليمة وغير السليمة للبحر المتقارب.
درس مقترح لك: تفعيلات بحر الرجز السليمة وغير السليمة «مع أبيات مقطعة»
التلخيص
البحر المتقارب
من بحور الشعر أحادية التفعيلة ويرتكز في بنائه على تكرار تفعيلة (فعولن) ثمانية مرات.
تفعيلات المتقارب السالمة هي: (فعولُن) أما تفعيلات المتقارب الغير سليمة فهي:
عروض المتقارب وضربه
(فعولن)، (فعو)، (فعولُ)، (فَعْ).
- زحاف واحد هو القبض: يُحيل التفعيلة إلى (فَعُول).
- علة القصر: يُحيل التفعيلة إلى (فعولُ).
- علة الحذف: يُحيلُها إلى (فعو).
- علة البتر: يُحيلها إلى (فَع).
أما حشو المتقارب، فتأتي فيه (فَعُولُنْ) أو (فَعُولُ)، وعدد مقاطع كل منهما ثلاثة مقاطع.