يُعد بحر الطويل من بحور الشعر المركبة الذي يرتكز في بنائه على تكرار تفعيلتي (فعولن مفاعيلن) أربع مرات.
بكيت على سرب القطا إذ مررن بي .. فقلـت ومثلي بالبكــاء جديــر.
هذه أبيات من بحر الطويل الذي سنسرده في هذا المقال ونتعرف على تفعيلاته.
تفعيلات بحر الطويل السالمة
يتألف بحر الطويل من ثماِ تفعيلات سنوضحها في المثال التالي:
أتينا بني سعد وجدنا بها نارا … ورحنا نزف الشوق ماءً وأنهارا
وعند كتابة البيت عروضياً:
أتينا بني سعد وجدنا بها نارا
أتينا/بني سعدن/وجدنا/بها نارا
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه //ه/ه/ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
ورحنا نزف الشوق ماءً وأنهارا
ورحنا/نزفششو/ق ماءن/وأنهارا
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه //ه/ه/ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
نُلاحظ هنا أن هذه التفعيلات جاءت كُلهُن سالمات فلم يدخل عليهن لا زحاف ولا علة.
تفعيلات البحر الطويل غير السالمة
أولاً دخول زحاف القبض (فعولن) ويعني سقوط الخامس الساكن من التفعيلة، والخامس الساكن فيها هو النون فتصبح فعول.
فعولن ← فعول.
ومثال على ذلك:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر … أما للهوى نهى عليك ولا أمر
التقطيع؛ الرموز والتفعيلات على النحو الآتي:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أراك/عصي ددم/ع شيم/تك صصبرو
//ه/ //ه/ه/ه //ه/ //ه/ه/ه
فعول مفاعيلن فعول مفاعيلن
أما للهوى نهى عليك ولا أمر
أما لل/هوى نهين/عليك/ولا أمرو
//ه/ //ه/ه/ه //ه/ //ه/ه/ه
نُلاحظ أن التفعيلات (فعول) قد دخل عليهم القبض؛ أي سقط الخامس الساكن من التفعيلة فتحولت من فعولن إلى فعول.
//ه/ه ← //ه/
فعولن ← فعول
وعندما يدخل على تفعيلة مفاعيلن زحاف القبض؛ أي بسقوط الخامس الساكن فيها وهو الياء تصبح التفعيلة مفاعلن.
مفاعيلن ← مفاعلن
ومثال على ذلك البيت الشعري الآتي:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي … إذا قلت شعراً أصبح الدهرُ منشدا
التقطيع؛ الرموز والتفعيلات كالآتي:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي
ومدده/رإللا من/رواة/قصائدي
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه //ه//ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
إذا قلت شعراً أصبح الدهرُ منشدا
إذا قل/ت شعرن أص/بح دده/ر منشداً
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه //ه//ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
لاحظوا معنا أن تفعيلات (مفاعلن) قد دخل عليها القبض؛ أي سقط الخامس الساكن من التفعيلة فتحولت من مفاعيلن إلى مفاعلن.
//ه/ه/ه ← //ه/ه
مفاعيلن ← مفاعلن
أما عندما يدخل على تفعيلة مفاعيلن علة الحذف في العروض والضرب وتكون بحذف السبب الخفيف الأخير من التفعيلة فتتحول من مفاعيلن إلى مفاعيل أو فعولن.
ومثال على ذلك:
أجارتنا إن الخطوب تنوب … وإني مقيم ما أقام عسيب
التقطيع؛ الرموز والتفعيلات
أجارتنا إن الخطوب تنوب
أجأر/تنا إنن ل/خطوب/تنوبو
//ه/ //ه/ه/ه //ه/ //ه/ه
فعول مفاعيلن فعول فعولن
مقبوضة سليمة مقبوضة محذوفة
وإني مقيم ما أقام عسيب
وإنني/مقيمن ما/أقام/عسيبو
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ //ه/ه
فعولن مفعيلن فعول فعولن
سليمة سليمة مقبوضة محذوفة
نلاحظ هنا أن التفعيلات (فعول) قد دخل عليها زحاف القبض، ويكون بسقوط الخامس الساكن من التفعيلة فتحولت من فعولن إلى فعول.
//ه/ه ← //ه/
فعولن ← فعول
ونُلاحظ أيضاً أن التفعيلات (فعولن) قد دخلت عليهما علة الحذف لإسقاط السبب الأخير من التفعيلة فتحولت من مفاعيلن إلى فعولن.
//ه/ه/ه ← //ه/ه
مفاعيلن ← فعولن
هل تعتقدون أنه مازال لدينا صور أخرى من التفعيلات غير السالمة لبحر الطويل؟
نعم؛ وأمامنا الآن آخر صورة للتفعيلة غير السالمة لبحر الطويل، لنأخذ البيت الآتي مثالاً:
وبكيت على سرب القطا إذ مررن بي … فقلت ومثلي بالبكاء جدير
التقطيع؛ الرموز والتفعيلات كالآتي:
وبكيت على سرب القطا إذ مررن بي
بكيت/على سرب/قطا إذ/مررن بي
//ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه //ه//ه
فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن
مقبوضة سليمة سليمة مقبوضة
فقلت ومثلي بالبكاء جدير
فقلت/ومثلي بل/بكاء/جديرو
//ه/ //ه/ه/ه //ه/ //ه/ه
فعول مفاعيلن فعول مفاعي
مقبوضة سليمة مقبوضة محذوف
ونلاحظ هنا كذلك أن التفعيلات (مفاعلن) قد دخلها زحاف والتفعيلة (مفاعي) هي تمثل ضرب البيت دخلت عليه علة الحذف لإسقاط السبب الخفيف منها. وبهذا نكون قد تعرفنا على تفعيلات بحر الطويل السالمة وغير السالمة.
التلخيص
البحر طويل
من بحور الشعر المركبة، تكرار (فعولن مفاعيلن) أربع مرات. إن تفعيلات بحر الطويل هي:
- التفعيلة الأولى؛ فعلون خماسية //ه/ه
- التفعيلة الثانية؛ مفاعيلن سباعية //ه/ه/ه
لاحظنا تغير شكل تفعيلة فعولن إلى فعول: وهو زحاف القبض بحذف الخامس الساكن منها.
لاحظنا كذلك تغيير تفعيلة مفاعيلن إلى مفاعلن: وهو زحاف القبض بحذف الخامس الساكن منها أيضاً.
لاحظنا تغير تفعيلة مفاعيلن إلى مفاعي: وهي على الحذف بحذف السبب الخفيف الأخير منها.