عن المتقارب قال الخليل: فعولن فعولن فعولن فعولُ، هذا مفتاح البحر المتقارب فهل تتذكرونه؟ دعونا نعرفكم في هذا الموضوع على بحراً آخر من بحور الشعر العربي.
مفتاح بحر الرجز
في أبحر الأرجاز بحرُ يسهل
مستفعلن مستفعلن مستفعلُن
ويُعد بحر الرجز من بحور الشعر أحادية التفعيلة الذي يرتكز في بنائهِ على تكرار تفعيلة (مستفعلن /ه/ه//ه) ست مرات.
وتابع معنا قراءة هذا الدَّرس لتجِد معنا أبيات مقطعة على بحر الرجز «السليمة -ثم- غير السليمة».
تفعيلات بحر الرجز السليمة
ومثال على هذه التفعيلات السالمة البيت الآتي:
من أي باب سوف يأتينا الطغاة … الأن مرحى للغريب المنتظر
تقطيع البيت ورموزه هكذا:
من أي باب سوف يأتينا الطغاة
من أي با / بن سوف يأ / تينططغا
/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه
مُستفعلن مُستفعلن مُستفعلن
الأن مرحى للغريب المنتظر
تلآن مر / حى للغري / بلمنتظر
/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
ونُلاحظ هنا أن هذه التفعيلات جاءت سالمة، فلم يدخل عليهن لا زحاف ولا علل.
قدَّمنا لكُم أعلاه أبيات شعر على بحر الرجز مع التقطيع «السليمة». فما رأيكم أن نقدم لكم أمثلة أخرى لمزيد من التدريبات العملية لغير السليم؟
تفعيلات بحر الرجز غير السليمة
الحالة الأولى: لدينا تفعيلة (مستفعلن) التي يدخل عليها زحاف الخبن: ويعني سقوط الثاني الساكن من التفعيلة، والثاني الساكن فيها هو (السين) لذا تصبح التفعيلة بسقوط السين (مُتفعلن)، ومثال على ذلك:
خروجنا للنور حلم رائع … لم يأتنا بالنوم في أخدارنا
تقطيع البيت ورموزه:
خروجنا للنور حلم رائع
خروجنا / للنور حلـ / من رائعن
//ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه
مُتفعلن مستفعلن مستفعلن
لم يأتنا بالنوم في أخدارنا
لم يأتنا / بننومفي / أخدارنا
/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه
مُستفعلن مُستفعلن مُستفعلن
نُلاحظ أن التفعيلة باللون الأحمر (كلمة خروجنا) قد دخل عليها الخبن أي سقط الثاني الساكن من التفعيلة فتحولت من مستفعلن إلى متفعلن.
مُستفعلن ← مُتفعلن
/ه/ه//ه ← //ه//ه
- الحالة الثانية: يدخل على تفعيلة (مستفعلن) أيضاً زحاف الطي: ويعني سقوط الرابع الساكن من التفعيلة، والرابع الساكن فيها هو (الفاء) لذا تصبح التفعيلة بسقوط الفاء (مُستعل).
مثال على ذلك:
أعلامنا رفت على قبر العدا … رافعها صدق النفوس الطاهرة
تقطيع البيت ورموزه:
أعلامنا رفت على قبر العدا
أعلامنا / رفتعلى / قر لعدا
//ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه
مُتفعلن مستفعلن مستفعلن
رافعها صدق النفوس الطاهرة
رافعها / صدقننفو / سططاهرة
/ه///ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه
مُستعلن مُستفعلن مُستفعلن
لاحظوا معنا أن التفعيلة باللون الأحمر في كلمة (رافعها) قد دخل عليها الخبن؛ أي سقط الرابع الساكن من التفعيلة فتحولت من (مستفعلن) إلى (مستعل).
مُستفعلن ← مُستعلن
/ه/ه//ه ← /ه///ه
- التفعيلة الثالثة: زحاف الخبل: وهو زحاف مركب من زحاف الخبن وزحاف الطي، ويعني سقوط الثاني والرابع الساكنين من التفعيلة وهما (السين) و (الفاء) لذا تُصبح التفعيلة بسقوط الفاء (مُتعلن).
ومثال على ذلك:
كلمة تلك التي قد قالها … في فرحة عبد نجا من ذنبهِ
التقطيع والرموز:
كلمة تلك التي قد قالها
كلمتن / تلكللتي / قد قالها
////ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه
مُتعلن مُستفعلن مُستفعلن
في فرحة عبد نجا من ذنبه
في فرحتن / عبدن نجا / من ذنبهي
/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه
مُستفعلن مُستفعلن مُستفعلن
ونُلاحظ هنا أن التفعيلة باللون الأحمر (كلمة) قد دخل عليها زحاف الخبل المُركب من الخبن والطي، ويكون بسقوط الثاني والرابع الساكنين من التفعيلة فتحولت من (مستفعلن) إلى (مُتعلُن).
مُستفعلن ← مُتعلن
/ه/ه//ه ← ////ه
- رابعاً: يدخل على تفعيلة (مستفعلن) علة القطع: وهي تعني سقوط آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله، أى سقوط النون؛ لتكون التفعيلة (مُستفعِل)، وللمخبونة (مُتفعل)، هذه العلة هي أكثر العلاج شيوعاً في (مستفعلن)، وبالمثال يتضح الأمر أكثر:
إن كان لا يُغنيك ما يكفيك … فكل ما في الأرض ما يغنيكا
تقطيع البيت ورموزه:
إن كان لا يُغنيك ما يكفيك
إن كان لا / يُغنيك ما / يكفيكا
/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه/ه
مُستفعلن مُستفعلن مُستفعل
فكل ما في الأرض ما يغنيك
فكل ما / في الأرض ما / يغنيكا
/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه/ه
مُستفعلن مُستفعلن مُستفعل
ونُلاحظ هنا أن التفعيلة باللون الأحمر (يكفيكا) (يُغنيكا) قد دخل عليها علة القطع، فتحولت التفعيلة بعد سقوط آخر الوتد المجموع (النون) وتسكين ما قبله (اللام) من (مستفعلن) فتصبحُ (مستفعل).
مُستفعلن ← مُستفعل
/ه/ه//ه ← ////ه
- التفعيلة الخامسة علة التذييل: وهي آخر تفعيلة في هذا البحر، وهي غير سليمة، ونعني بها زيادة ساكن على نهاية التفعيلة لتكون التفعيلة (مُستفعلان)، وللمخبونة (مُتفعِلان).
المثال على علة التذييل كالآتي:
كنا إذا غاب الهوى عند اللقاء … نبكي دما تلك الدموع الحارقات
تقطيع البيت ورموزه:
كنا إذا غاب الهوى عند اللقاء
كنا إذا / غابلهوى / عند اللقاء
مُستفعلن مُستفعلن مُستفعلان
/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه ه
نبكي دما تلك الدموع الحارقات
نبكي دمن / تلكددمو / علحارقات
/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه ه
مستفعلن مستفعلن مستفعلان
ونُلاحظ هنا أن التفعيلة باللون الأحمر (ع الحارقات) قد دخل عليها علة التذييل فتحولت التفعيلة بعد زيادة ساكن على نهايتها من (مستفعلن) إلى (مستفعلان).
مستفعلن ← مستفعلان
/ه/ه//ه ← /ه/ه//ه ه
بهذا نكون قد توصلنا الى أهم ما جاء في تفعيلات بحر الرجز السليمة وغير السليمة تقل.
وهنا من أجلِك: بحر البسيط وتفعيلاته «التام – المجزوء – المُخَلَّع»
التلخيص
أصل تفعيلة بحر الرجز هي (مستفعلن) وهذا هو شكلها السالم وقد تحولت إلى:
- (مُتفعلن) بعدما أصابها زحاف الخبن، أي سقوط الثاني الساكن منها وهو (السين).
- (مُستعلن) بعدما أصابها زحاف الطي، أي سقوط الرابع الساكن منها وهو (الفاء).
- (مُتعلن) بعدما أصابها زحاف الخبل المركب من الخبن والطي بسقوط الثاني والرابع الساكنين.
- (مُستفعل) بعدما إصابتها علة القطع بسقوط آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله.
- (مُستفعلان) بعدما أصابتها علة التذييل بزياده ساكن على نهاية التفعيلة.