يطرح السؤال نفسه: ما سبب تفشي السمنة في مجتمعنا العربي ؟ والحقيقة أن الكثير من الناس في المنطقة العربية يعاني من السمنة، وهي مشكلة تؤثر على صحة الفرد وقد تسبب له الكثير من الحرج، ويخاف الكثيرون من عمل عمليات جراحية لخفض أوزانهم ويفضلون علاج السمنة بإستخدام الأدوية ومن دون أي عمليات جراحية.
فما هي طرق علاج السمنة، ومتى نحتاج اللجوء للعمليات الجراحية في علاجها، هذا ما سنتطرق للحديث إليه في المقال التالي.
تعريف السمنة طبيًا
لكي يُمكِننا التعرّف على سبب تفشي السمنة في مجتمعنا العربي بشكل علمي، فيجب علينا أن نتعرّف أولاً على ماهيَّة السمنة. وهي كما عرفها استشاري السكري والغدد الصماء “د. رامي سلامة” في بداية حديثه هي زيادة أنسجة الدهون في الجسم وارتفاع مؤشر كتلة الجسم BMI لأكثر من ثلاثين، ونقوم بحساب الـ BMI عن طريق قسمة وزن الشخص بالكيلو جرام على طوله بالمتر تربيع، ويكون تقسيم ذلك كالآتي:
BMI | الحالة |
أقل من 18.5 | تحت الوزن المطلوب |
18.5-25 | الوزن المثالي |
25-30 | زيادة وزن |
30-35 | سمنة من المرحلة الأولى |
35-40 | سمنة من المرحلة الثانية |
أكثر من 40 | سمنة مفرطة |
وتكمن أهمية السمنة في أن نسب السمنة تزيد في العالم كُلّه حيث تصل إلى أن 35% من الأشخاص في العالم يعانون من السمنة و 65% من الأشخاص يعانون من الوزن الزائد وهذه أرقام كبيرة وتدق نقوس الخطر لذلك فيجب علينا أن نكون أكثر وعي لأهمية علاج السمنة فالموضوع أكبر من كونه مشكلة جمالية.
بل تنعكس السمنة على أمراض أخرى تترتب عليها مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب وتصلب الشرايين.
كما تجدر الإشارة إلى أن التدخين يزيد من أمراض القلب وتصلب الشرايين، لذلك فإن الشخص الذي يعاني من السمنة ويدخن يكون هناك خطر كبير عليه أكثر من غيره.
سبب تفشي السمنة في مجتمعنا العربي
لعلاج السمنة يجب أولًا الوقوف على أسبابها، فأسباب السمنة عدة، وقد يتداخل أكثر من سبب في زيادة نسب حدوث السمنة عند الشخص وهي:
- العوامل الوراثية فقد أشارت الكثير من الدراسات الحديثة أن العوامل الوراثية قد تكون أقوى من العوامل البيئية في حدوث السمنة.
- أنماط الحياة الخاطئة فالخيارات الغذائية الخاطئة واستهلاك الطعام الغني بالسعرات الحرارية العالية مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والكحولية، وكذلك الخمول وقلة الحركة قد يؤديان إلى السمنة.
- تقدم العمر قد يكون سبب للسمنة وذلك لأن الكتلة العضلية للإنسان تقل وتقل عمليات الأيض، لذلك فيجب عليك إن كنت تأكل في عمر العشرين 2000 سعرة حرارية ولا يزيد وزنك فإنه سيزيد إذا ظللت تأكل نفس السعرات الحرارية في عمر الخمسين.
لذلك فننصح المرضى الانتباه لغذائهم مع تقدم العمر والتقليل من السعرات الحرارية أو زيادة المجهود البدني والطاقة.
كيف يتم علاج السمنة؟
حجر الأساس في علاج السمنة هو تعديل السلوكيات الحياتية الخاطئة، وننصح من يعاني بالسمنة بمراجعة استشاري التغذية والاكثار من الفواكه والخضروات والألياف والابتعاد عن الأشياء الغنية بالدهون مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
كما يجب على الشخص ممارسة الرياضة بشكل منتظم فالعديد من المنظمات العالية تنصح بممارسة الرياضة لمدة ما بين 150- 300 دقيقة في الاسبوع، أي أننا يجب علينا ممارسة الرياضة لمدة تتراوح بين 30-45 دقيقة يوميًا.
فعندما تنظر إلى موضوع السمنة عليك أن تعتبر أن جسمك عبارة عن مصنع، فلدينا في أجسامنا مدخلات وهي السعرات الحرارية الداخلة للجسم ومخرجات وهي السعرات الحرارية المفقودة من الجسم في اليوم، فلو زادت المدخلات أوقلت المخرجات فإنه سيكون هناك خلل في الموازنة بين المدخلات والمخرجات وقد نعاني من مشكلة السمنة.
وأختتم “د. هاني” حديثه بأننا يجب مراجعة الطبيب لتقييم حالة السمنة، وعلى حسب درجة السمنة سيحدد الطبيب طريقة العلاج الصحيحة.
فنحن قد نلجأ لعلاج السمنة بالأدوية بدون مراجعة الطبيب وهذا أمر خاطئ لأن بعض الأمراض التي تسببت بها السمنة قد تتأثر بشكل كبير بهذه الأدوية، ولكنه يوجد كذلك بعض الأدوية الآمنة نسبيًا عالميًا وهذه الأدوية تعمل على خفض الوزن بنسب من 5-10%.
وقد نلجأ للجراحة في حالات السمنة عندما تكون حالات السمنة مفرطة جدًا كأن يكون الـ BMI أكثر من 40، أو عندما تفشل كل العلاجات السابقة على المدى البعيد.
وإلى هُنا، نتمنّى أن نكون قد قدّمنا هذا المقال (الدرس/الموضوع) العلمي عن سبب تفشي السمنة في مجتمعنا العربي بالشّكل الذي ينتفع به الجميع.