يعاني الكثير من الناس من بعض التغيرات الفسيولوجية في الجسم بعد عمر الخمسين عاماً ولعل واحدة من هذه التغيرات التي تحدث هو هضم الطعام داخل المعدة نتيجة تأثرها بنقص في بعض الفيتامينات والمعادن، لذلك يجب على كبار السن بشكل خاص ضرورة فحص الفيتامينات والمعادن بشكل دوري.
ما هي التغيرات التي تحدث للجسم مع تقدم العمر؟
تقول أخصائية التغذية العلاجية “رند الديسي”، من الضروري أن يدرك الشخص التغيرات التي تطرأ على جسمه بعد عمر الخمسين حتى يتأقلم عليها حيث هناك بعض التغيرات التي يمكننا تأخيرها أو تأجيل حدوثها وهذا يعتمد على نمط الحياة الذي نتبعه بالإضافة إلى النظام الغذائي.
من ضمن هذه التغيرات التي تطرأ على أجسامنا بعد عمر الثلاثين هو وجود تكسر في الكتلة العضلية أكثر من بنائها بالإضافة إلى أنه بعد عمر 30 إلى 40 عام يصير هنالك سحب للكالسيوم والمعادن من العظام أكثر من تكدسها في العظام وهو ما نسميه بداية ظهور مشاكل في العظام بالإضافة إلى ملاحظة قصور القامة الذي يحدث مع تقدم العمر حيث أننا نفقد حوالي 1 سم بعد عمر الأربعين كل عشر سنوات وعلى عمر السبعين يصير هذا الفقدان من الطول مرتفع ليصل إلى 2.7 إلى 7.5 سم وهذا بسبب انحناء الظهر وضعف العضلات الموجودة في الأكتاف والظهر مما يؤدي إلى انحناء العمود الفقري، لذلك يمكننا تأجيل أو تجنب مثل هذه الأعراض عن طريق النظام الغذائي الصحي بجانب المكملات الغذائية بالإضافة إلى ممارسة الرياضة.
ماذا يطرأ على الجسم نتيجة هضم الطعام مع تقدم العمر؟
هناك مشاكل تحدث للأشخاص في الهضم حيث عادةً ما تحدث تغيرات الطعام جميعها مع تقدم السن ومن أشهر هذه التغيرات هو الإمساك الشديد بسبب وجود الحركة الدودية للأمعاء نتيجة الانقباض والانبساط مما يتسبب في ارتخاء الأمعاء ليظل الطعام لفترة طويلة مما يؤدي إلى حدوث الإمساك بشكل أكبر – بناءً على ما ذكرته أخصائية التغذية.
تزداد كذلك احتياجاتنا من الألياف بعد عمر السبعين من 22 إلى 25 جرام يومياً لتصل إلى 35 جرام كما أن احتياجاتنا من السوائل تزيد من 3 إلى 5 أكواب كبار من الماء لتصل إلى 8 حتى 10 أكواب لتجنب الإمساك.
بعد عمر الخمسين كذلك يحدث ما يسمى بجيوب الأمعاء حيث تفرز الأمعاء هذه الجيوب لتخزنها بها وهذا يؤدي إلى الانتفاخ وألم في القولون وآلام المعدة والشعور بالغازات وقد يؤدي ذلك إلى بعض الالتهابات ويكون العاج حينئذ هو ضرورة مراجعة الطبيب حتى يمكننا إجراء منظار على الأمعاء للتعامل مع هذه الحالة ثم يمكننا أخذ مضاد للالتهاب للتخلص من هذا الالتهاب.
تابعت ” رند الديسي “: نلاحظ دوماً أن الأشخاص كبار السن يأخذون أدوية تقلل الأوجاع مثل التهاب المفاصل والصداع وغيرها من الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول ولكننا نجهل أن زيادة استعمال هذه الأدوية يزيد من خطر الإصابة بالنزيف والتقرحات داخل الأمعاء، لذلك يجب على كبار السن أخذ حامي المعدة باستشارة طبية عند أخذ هذه الأدوية للابتعاد عن المشاكل الهضمية السابق ذكرها.
بالإضافة إلى المشاكل التي يتعرض لها كبار السن فهناك ارتداد المريء ومن ثم لابد من التقليل من كمية الوجبة الغذائية مع ضرورة توزيع الوجبات على شكل أكثر من 3 وجبات مع الابتعاد عن الوجبة المسائية بجانب ضرورة تخفيف الوزن.
تؤثر هذه التغيرات سالفة الذكر على الجهاز الهضمي وهي بالتأكيد تؤثر على نسب الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها كبار السن مع مراعاة أن احتياجهم للفيتامينات والمعادن يزداد بصورة طبيعية عند هذا العمر ومن أهمها B6 و B12 والحديد والكالسيوم، لذلك يجب علينا إجراء فحص دوري لهذه المعادن والفيتامينات في الجسم وفي حالة النقص يجب علينا أخذ المكمل الغذائي.
كيف يمكننا التعامل مع بطء الأيض عند التقدم بالسن؟
يأتي بطء الأيض مع خسارة القوة العضلية عند كبار السن حيث أن الحرق في العضلات يكون عادةً 10 أضعاف الكتلة الدهنية التي نعتبرها خلايا نائمة، لذلك فإن الأشخاص الذين يحافظون على كتلة عضلية عالية بالحركة والرياضة والنشاط اليومي لا يمكنهم خسارة العضلات وبالتالي عدم وجود بطء في الأيض.
يجب أن يحافظ كبار السن على تناول دوري للغذاء الصحي حتى لا نخسر كتلة الجسم العضلية ونحافظ بها على نسبة السكر دون أن يلجأ الجسم لخسارة الوزن من العضلات.
وأخيراً، بعد عمر الخمسين يجب علينا تناول 5 وجبات يومياً بشرط أن تكون غنية بالمواد الغذائية مع ضرورة فحص لنسب فيتامين د والكالسيوم وفيتامين B12 بجانب أخذ المكمل الغذائي B6، وفي حالة التعرض للارتداد المريئي يُفضل الابتعاد عن الأغذية التي تهيج المعدة واللجوء لأدوية حامي المعدة.