هل تؤثر زيادة الوزن في الإصابة بهشاشة العظام؟
قالت “ربى مشربش” أخصائية التغذية. يوجد إرتباط وثيق بين هشاشة العظام والوزن الزائد، حيث أن أي زيادة بوزن الجسم تؤثر مباشرة في سرعة وتطور مرض الهشاشة، لذلك من يعانون من ترقق العظام والذي يعتبر بدايات الإصابة بالهشاشة عليهم الإهتمام الشديد بالمحافظة على الوزن المثالي للجسم حتى لا تُثقل العظام بوزن زائد لا تتحمله وهو ما يتسبب في تطور المرض، ومن المعلوم أن مرض هشاشة العظام لا علاج نهائي له، لذلك تتمحور وتتركز البرامج العلاجية حول التقليل من مخاطره ومنع تطوره، وهنا يأتي الدور على التغذية السليمة للمحافظة على الوزن وتقليل الضغط على العظام من ناحية، وكذلك لمنع أي خسائر أخرى بالكتلة العظمية من ناحية أخرى.
وعلى الجانب الآخر عادةً ما يمارس مرضى السمنة والوزن الزائد مجموعة من العادات الغذائية الخاطئة مثل تناول كميات كبيرة من الدهون وكميات ضخمة من البروتين وهو ما يؤثر على إمتصاص الكالسيوم بالجسم.
ما أكثر الأغذية احتواءً على الكالسيوم؟
تعتبر الألبان ومنتجاتها أكثر أنواع الأغذية الغنية بالكالسيوم، فاحتياجات النساء اليومية من الكالسيوم تعادل 1000 ملليجرام وهو ما يساوي 3 أكواب من الحليب، وأيضاً الجبن الأبيض يحتوي الـ 30 جم منه على ما يتراوح بين 200 إلى 250 ملليجرام من الكالسيوم، ولذلك يُنصح دائماً مرضى هشاشة العظام بزيادة المتناول من منتجات الألبان طالما لا يوجد مانع صحي في ذلك.
أما المكملات الغذائية للكالسيوم فلابد وأن يتم تناولها بإشراف طبيب لتحديد نوع المكمل المناسب وتحديد الجرعة المُثلى حتى لا يُصاب الفرد بزيادة إمتصاص الكالسيوم وهو ما يُدخل في مشكلات صحية أخرى متعلقة بالحصوات وخلافه.
وتجدر الإشارة إلى أن ما يشاع بين الناس بتناول قشر البيض بعد تجفيفه أمر غير مستساغ على النفس، فحقيقةً يحتوي القشر على معدلات عالية من الكالسيوم، لكنه ليس من السهل تناوله، خصوصاً مع وجود البدائل الأسلم والأصح والمقبولة في الطعم.
وتابعت “رُبى” ويمكننا التطرق إلى مجموعة من الأغذية الغنية جداً بالكالسيوم كأمثلة وهي:
• ملعقة كبيرة من السمسم تحتوي على 88 ملليجرام.
• البقوليات بكل أنواعها.
• أسماك السردين.
• مجموعة الألبان التي تشمل الحليب والجبن والبيض وحليب الصويا وحليب جوز الهند.
هل يفيد السمسم في علاج هشاشة العظام؟
السمسم من المصادر النباتية الغنية بالكالسيوم، حيث إن ملعقة الطعام الكبيرة منه تحتوي على 88 ملليجرام من الكالسيوم أي ما يعادل ثلث كوب حليب، وتجدر الإشارة إلى أن تناول السمسم بكميات معتدلة لن يؤثر بالسلب على هرمونات الجسم وبالأخص هرمون الإستروجين كما يُشاع بين الناس.
هل يمكن الإصابة بهشاشة العظام رغم توازن نسبة الكالسيوم في الجسم؟
أكدت “رُبى” على أن الفحوصات الطبية المتعلقة بتشخيص مرض هشاشة العظام كثيرة وتفحص جوانب ومعدلات عدة في الجسم، حيث أنه لا يُكتفى بقياس معدلات الكالسيوم فقط، وبالتالي من الممكن الإصابة بالهشاشة رغم وجود الكالسيوم بنسب طبيعية في الجسم لعوامل أخرى غيره.
كم النسبة الطبيعية لفيتامين D في الجسم؟
الطبيعي أن تزيد نسبة فيتامين D في الدم عن 32 نانوجرام للقول بأن الجسم لا يعاني نقص فيه، كما أنه ليس بصحيح زيادة فيتامين D عن معدلاته الطبيعية بالجسم لأنه يزيد من إمتصاص الكالسيوم مما يسبب مشكلات صحية أخرى.
وعادةً ما تعاني المنطقة العربية من نقص بفيتامين D، ويرجع ذلك إلى أن مصدره الأساسي هو الشمس، ونحن بطبيعة الحال نتجنب التعرض للشمس بكل ما أوتينا من قوة لحرارتها، وكذلك لعدم اعتمادنا على المأكولات البحرية في الغذاء، وإن كان من الأولى الاهتمام بالتعرض للشمس في الأوقات الخفيفة بشكل دوري.
ما كيفية الوقاية من هشاشة العظام عند المعالجين بالكورتيزون؟
يشتهر الكورتيزون بتأثيره المباشر على الكتلة العظمية بالجسم، والحل الأمثل لتفادي آثاره الجانبية هو الإلتزام بالتغذية السليمة، وذلك عبر التأكد من تناول الكالسيوم بالكميات المطلوبة للجسم يومياً، مع تجنب الزيادة في كميات البروتين المتناولة، وذلك كله مع ممارسة الرياضة.
ما هو البرنامج الغذائي المناسب للوقاية من هشاشة العظام؟
اختتمت “رُبى مشربش” حديثها بالإشارة إلى أنه من الضروري تجنب المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة مع التقليل من الشاي والقهوة والنسكافية، وكذلك لا يجب زيادة المتناول من البروتينات عن الحدود الصحية المطلوبة حيث إن الحميات الغذائية الغنية بالبروتين تتسبب على المدى الطويل بالإصابة بالهشاشة، وأيضاً من اللازم التأكد من الحصول على حاجة الجسم من الكالسيوم من كل مصادره الطبيعية كالخضروات الورقية والبقوليات وأسماك السردين بجانب منتجات الألبان، وأخيراً يجب الإهتمام بفحص مستويات فيتامين D والحديد بالجسم بصفة دورية.