كيف تتم تغذية الطفل بأسلوب علمي وغذائي صحيح من الولادة وحتى إتمام العام الأول من العمر؟
قالت أخصائية التغذية “رُبى مشربش”: يمر الطفل خلال عامه الأول بمراحل عديدة من التطور في النمو، وكل مرحلة من هذه المراحل تحتاج إلى أسلوب وطريقة خاصة في التغذية للحصول على نمو سليم وحتى يأخذ الطفل كفايته من العناصر الغذائية الضرورية له ولنموه الجسماني والعقلي، ويمكن لنا تقسيم العام الأول من عمر الطفل تبعًا للمستجدات التي تظهر عليه والتي تحتاج بالضرورة إلى طريقة تغذوية خاصة في الآتي:
1. في عمر الشهر الأول: ويُلاحظ خلال هذه الفترة زيادة حجم الرأس عن حجم الجسم، وخلال هذه المرحلة العمرية يحتاج الطفل لما يتراوح بين 8 إلى 12 رضعة في اليوم، فضلًا عن أن حجم الرضعة يكون صغير جدًا بحيث لا تزيد عن 30 إلى 35 ملليجرام نظرًا لأن سعة معدة الطفل في شهره الأول تكون قليلة جدًا.
2. من عمر الشهر إلى الثلاثة أشهر: ويُلاحظ خلال هذه الفترة بداية قيام الطفل بتحريك يديه مع بداية قدرته على الضحك بدون صوت (الإبتسام)، وخلال هذه المرحلة العمرية يبدأ عدد الرضعات في الإنخفاض إلى 8 رضعات تقريبًا مع زيادة حجم الرضعة نفسها إلى ما يقارب الـ 60 إلى الـ 80 ملليجرام.
3. من عمر الأربعة إلى الستة أشهر: ويُلاحظ خلال هذه الفترة بداية قدرة الطفل على تحريك لسانه من جهة إلى الأخرى، مع بداية دخول الطفل في مرحلة بزوغ الأسنان، وقدرته على إمساك وحمل الأشياء الخفيفة مثل زجاجة الرضاعة مثلًا، وكذلك بدء ظهور قدرة الطفل على الجلوس، وكل ما سبق من مؤشرات يمكننا فور إكتمال ظهورها من تحديد الوقت الأمثل لبدء تغذية الطفل على الأطعمة العادية المسموح بها.
4. من عمر السبعة إلى التسعة أشهر: ويُلاحظ قدرة الطفل على إستخدام يديه بصورة أكبر، كما تبدأ قدرته على الزحف والحركة في الظهور، وتظهر أيضًا رغبته في تناول الطعام بيديه دون مساعدة من أحد.
5. من عمر العشرة أشهر إلى السنة: وهنا تظهر على الطفل قدرته على الوقوف، وقدرته على إمساك الطعام ذو الحجم الصغير، ويميل الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية إلى تناول الطعام بأنفسهم كليًا، وخلال هذه الفترة يجب على الأم ترك الطفل ليتناول طعامه بنفسه مع أخذ الإحتياطات اللازمة الخاصة بالنظافة، وذلك لأنها تعتبر خبرة حياتية وتنمية مهارية لابد وأن يكتسبها الطفل خلال هذه الفترة، كما يجب على الأم الإنتباه إلى وصول الطفل إلى مرحلة الشبع عن طريق رفضه لإدخال مزيد من الطعام في فمه، فهنا يجب على الأم التوقف عن إطعام الطفل حتى وإن لم يُكمل الطبق الخاص به.
هل تنظيم مواعيد الرضعات ينعكس إيجابيًا على نمو الطفل؟
أشارت “أ. رُبى” إلى أن تحديد مواقيت خاصة للرضعات من أكثر الأخطاء شيوعًا بين الأمهات وخاصةً مع الأطفال من الولادة إلى عمر الثلاثة أشهر، ففي خلال هذه المرحلة العمرية يجب إرضاع الطفل بحسب حاجته هو وفي الوقت الذي يرغبه هو، أما فكرة خلق روتين محدد للرضاعة فهو شيء خاطيء تمامًا، وقد يصلح هذا الروتين نوعًا ما في أعمار أكبر عندما يبدأ الطفل في تنظيم أوقات نومه وإستيقاظه، لكن مع المراحل العمرية الأولى فلن ينفع هذا الروتين وهو ضار من الناحية الغذائية ومن ناحية نمو الطفل، وبشكل عام سواء مع الرضاعة أو مع تناول الطعام يعتبر أخذ الطفل لأكثر من إحتياجاته أو أقل منها ذو ضرر بالغ على صحته العضوية والنفسية كذلك، كما أن تنظيم الوجبات والرضعات سيحدث لا محالة عندما يبدأ الطفل في تنظيم ساعات نومه وقصر أغلبيتها على الفترة المسائية حيث سيسهل تحديد مواعيد خاصة للرضاعة والطعام أما قبل ذلك فلن تتمكن الأم من تنظيم الرضاعة.
وأضافت أنه إذا كانت رضاعة الطفل طبيعية بشكل كامل فيكفي الطفل حليب الأم في الحصول على ما يحتاجه جسمه من الماء، أما إذا كانت رضاعة الطفل صناعية كليًا أو جزئيًا فهنا يتوجب على الأم إطعامه الماء لعدد من المرات في اليوم لأنه لا يحصل على كفايته من الماء عبر الحليب الصناعي حتى وإن كان في عمر أصغر من الستة أشهر.
متى يمكن للأم إطعام طفلها الغذاء العادي؟
أكدت “أ. رُبى” على أنه تختلف المرحلة العمرية التي يتوجب على الأم فيها بدء إدخال الأطعمة المختلفة كبند من بنود تغذية الطفل بحسب المدارس العلمية والغذائية المختلفة، فمنهم من أجاز إطعام الطفل من عمر الأربعة أشهر، ودراسات أخرى شددت على أن لا يتم إطعام الطفل قبل إتمام شهره السادس من العمر وهذا الرأي هو ما تبنته منظمة الصحة العالمية وأرجعت ذلك إلى أنه عمر مناسب تكون اشتدت فيه مناعة الطفل نوعًا ما وكذلك يكون جهازه الهضمي اكتمل نموه بصورة أكبر مما يحمي الطفل من أمراض الحساسية ضد أطعمة معينة مثل حساسية القمح، وتبعًا لهذا لا يُسمح بغير الرضاعة حتى إكمال الطفل لشهره السادس من العمر.
والجدير بالذكر أن بعض الأطفال يصابوا بخلل نوعي في النمو ووزن الجسم بما يُلزم الأم إطعامهم بأصناف خاصة من الغذاء بجانب الرضاعة لعدم حصول الجسم على كل إحتياجاته من الرضاعة فقط، إلا أن مثل هذه الحالات تحتاج إلى مراجعة الطبيب أولًا والإلتزام بتعليماته.
ونبهت “أ. رُبى” على وجود بعض المؤشرات التي تدل على قدرة الطفل وجاهزيته لتناول الطعام إذا ما توافرت هذه المؤشرات مجتمعة مثل تحريكه للرأس بشكل طبيعي وتحريكه للسان وظهور قدرته على الجلوس وقدرته على إلتقاط الأشياء وإمساكها باليد، وكذلك قابليته وإستطعامه للأصناف الغذائية الأخرى غير حليب الرضاعة، فكل هذه المؤشرات إذا ما ظهرت على الطفل يمكن وقتها للأم بدء تجربة إطعامه بصنف غذائي واحد لفترة زمنية ما ثم إضافة صنف آخر وهكذا إلى ما لا نهاية.
ما هي الأصناف التي يمكن تغذية الطفل عليها؟
من المؤكد أن البداية أولًا ستكون بالأرز أو القمح الخاص بالأطفال (سريلاك)، ويُستحسن اختيار الأنواع التجارية المدعمة بالحديد، ثم بعد ذلك تبدأ الأم في إطعام طفلها الخضروات المسلوقة بشكل منفرد لكل نوع لتسهيل متابعة قدرة الطفل على هضم كل نوع خضار وللتأكد من عدم إصابته بحساسية ضد نوع معين، ثم بعدها يتم خلط كذا نوع من الخضروات المسلوقة مع بعضها. ثم في عمر السبعة أو الثمانية أشهر تبدأ الأم في إطعام الطفل القليل من الدجاج والأسماك.
واختتمت “أ. رُبى” قائلة: للعلم وجب التنبيه على أن البيض والعسل لا يمكن إطعام الطفل بهما إلا بعد إتمام عام كامل من العمر، وكذلك على الأم محاولة الإستغناء عن زجاجة الرضاعة (البييرون) في عمر الستة أشهر وإستبدالها بالكوب حتى لا يظل الطفل متعلقًا بها لما بعد عمر العام.