في معلومات قيّمة سنطرح عليكم اليوم مقال يُبيِّن تعريف السلف لغة واصطلاحا وِفق ما ورد بهذا الشأن من العلماء الأجِلاء. ولعلك تسمع كثيرًا العبارات الشهيرة التي تتضمَّن مصطلح (السلف الصالح)؛ فمن هُم؟
أ- تعريف السلف لغة
لفظة: “سلف” تدور حول السبق والتقدم.
قال ابن منظور في تعريف كلمة “السلف”: “سلف يسلف سلفا وسلوفا: تقدم … والسالف المتقدم والسلف والسليف والسلفة: الجماعة المتقدمون وقوله عز وجل في الآية ٥٦ من سورة الزخرف {فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين}. ويقرأ: سلفا وسلفا… والسلف أيضا من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل … ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح”.
وقال الفيروزآبادي: “والشيء سلفا محركة: مضى، وفلان سلفا وسلوفا: تقدم”.
وقال السمعاني: السلفي: بفتح السين واللام، وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم.
ب- تعريف السلف اصطلاحا
أما تعريف السلف اصطلاحا فقد اختلفت عبارات العلماء في تحديد ذلك:
– فقد قصره البعض على الصحابة فقط.
وقال بعضهم: السلف هم: الصحابة والتابعون فقط.
– والأكثر على القول بأن السلف هم الصحابة والتابعون وتابعوا التابعين، لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته“.
– والقول الراجح في تعريف السلف: أنهم الصحابة الكرام والتابعون وأتباع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال تعالى في الآية ١٠٠ من سورة التوبة {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}. هؤلاء هم السلف وهم: المهاجرون والأنصار ومن تبعهم وجاء بعدهم واقتفى أثرهم.
ومما يؤيد هذا القول ما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال: “… مذهب أهل الحديث: وهم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف”، فقوله: “ومن سلك سبيلهم من الخلف” يفهم منه أن شيخ الإسلام لا يقصر تعريف السلف على القرون الثلاثة المفضلة فقط، بل يدخل في عموم السلف من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إلا أن هذه القرون الثلاثة تدخل دخولا أوليا في السلف الصالح، والله أعلم.