ما هي الذاكرة وما أنواعها؟
وعن ضعف الذاكرة يعرف “د. محمد قرملي” استشاري طب المخ والأعصاب. الذاكرة البشرية أو ذاكرة الدماغ بأنها قابلية جسم الإنسان أو العقل لتخزين المعلومات من أرقام وتواريخ وحقائق وغيرها ومن ثَم استرجاعها.
يوجد أربعة أنواع للذاكرة يستطيع الجسم أن يحصرها:
• الذاكرة الفورية: وهي عبارة عن استرجاع المعلومات بشكل فوري، مثل حفظ رقم هاتف أو تاريخ معين واسترجاعه فورا.
• الذاكرة قصيرة المدى: وهي مرتبطة بالأحداث والفاعليات حديثة الوقوع، على سبيل المثال حين تسأل شخص ماذا أكلت البارحة؟ فقد يجيبك باسترجاع المعلومة من الذاكرة أو قد ينساها.
• الذاكرة طويلة المدى: وغالبا ما تكون تواريخ قديمة مهمة للشخص، كتاريخ يوم الزواج أو تواريخ تحقيق نجاحات معينة في مشواره العملي… وهكذا.
• الذاكرة الحركية: وهي متعلقة بتخزين كل ما له علاقة بالأمور الحياتية الممارسة يوميا، كقيادة السيارة أو الطبخ أو الخياطة….. إلخ
أسباب ضعف الذاكرة
يوضح “د. القرملي” لضعف الذاكرة وتأثرها مسببات كثيرة، ولكن في الأغلب يتم تقسيمها لضعف الذاكرة المرضي وهو الناتج عن أسباب صحية أو نفسية أو نتيجة لمرض ما بالدماغ، وهو ما يستدعي معه التدخل الطبي والعلاجي.
وهناك الضعف الناتج عن أسباب طبيعية وهي التي لا ترتبط بأي أمراض عضوية أو نفسية بل تحدث نتيجة لتأثر الذاكرة، وهو الضعف الغير وارد معه أي تدخل طبي أو علاجي، وهذا الضعف الناتج عن الأسباب الطبيعية يمكن أن يصاب به أي شخص سليم ومعاف. فمن الأسباب الشائعة لهذا التأثر عند الشخص السليم صحيا قلة النوم، كذلك عدم تناول الغذاء الصحي بالكميات المناسبة ويشمل أيضا قلة شرب الماء مما يؤثر على الذاكرة بشكل عام. ويعد الإنشغال بأمر هام يستحوذ على تفكير الإنسان أهم الأسباب الطبيعية المؤثرة على ذاكرته، فالذاكرة قصيرة المدى يمكن تشبيهها بالذاكرة المؤقتة لجهاز الحاسب الآلي (Ram) فعند تشغيل العديد من البرامج بصورة تفوق قدرة هذه الذاكرة المؤقتة يتوقف الجهاز عن العمل وتصبح الـ (Ram) غير قادرة على استيعاب مدخلات جديدة أو استرجاع معلومات مخزنة سلفا، فهكذا في حالة استحواذ أمر جلل على تفكير الإنسان الطبيعي يجعل من الصعوبة حفظ أي معلومات أو أحداث جديدة وأيضا استرجاع ما هو مخزن.
هل تعد قوة الذاكرة أو ضعفها دليل على الذكاء أو الغباء؟
هذه من المفاهيم المغلوطة لدى الكثيرين، فقوة الذاكرة أو ضعفها لا ينم عن مستوى ذكاء الفرد أو غباءه، كل ما في الأمر هو وجود فروق فردية بين الأشخاص في القدرة على سرعة حفظ المعلومات الجديدة وكذلك استرجاعها من الذاكرة وهو الغير مرتبط تماما بمستوى ذكاء الفرد من عدمه، بدليل أن الأذكياء حين يتعرضون لمرض عضوي بالدماغ قد تتأثر ذاكرتهم سلبا ولا يتأثر معدل ذكائهم.
ما هي حالات ضعف الذاكرة الواجب معها تدخل طبي؟
وتابع “د. القرملي” إذا لوحظ استمرار ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التذكر لساعات أو أيام فهو دليل كافي للمحيطين بالشخص على ضرورة متابعة الطبيب ومعرفة السبب المرضي لهذا الضعف، وندلل على هذا الكلام بمرض الزهايمر وهو مرض شائع يصيب كبار السن في الأغلب وفي حالات نادرة الحدوث يصيب صغار السن، كذلك من الأمراض المسببة لضعف الذاكرة مرض الشلل الرعاش ونقص الغدة الدرقية ونقص بعض أملاح الدم فكل هذه أمراض تسبب ضعف الذاكرة ويجب علاجها طبيا كمقدمة لعلاج ضعف الذاكرة.
ما كيفية التعامل مع حالات ضعف الذاكرة المفاجيء؟
هذه الحالة تصيب الفرد بشكل مفاجيء وبدون مقدمات أو أعراض ملحوظة، وعليه يجب على الشخص الذي يعاني من حدوث ضعف مفاجيء في الذاكرة أن يعيد ترتيب حياته ليحصل على نوم هاديء وصحي، ويسعى للحصول على كميات كافية من الغذاء الصحي المفيد، أن يحاول ترتيب مهامه الحياتية اليومية وأن يبعد عن الضغوط المستمرة، كذلك له أن يستعين بأدوات مساعدة كتسجيل المواعيد والتواريخ أو نقاط للحوار في اجتماع ما في أجندته الشخصية ليسهل عليه الرجوع لهذه الأفكار والعناصر حين يحتاجها دون أن ينساها.
هل النسيان مرتبط بكبار السن فقط؟
وأردف “د. القرملي” النسيان وضعف الذاكرة غير مرتبط تماما بسن معين، فكما أسلفنا أنه هناك أسباب طبيعية عادية تؤدي إلى ضعف الذاكرة، هذه الأسباب قد يتعرض لها شاب صغير في السن، ففي حالة تجنبها يتجنب الشاب معها ضعف الذاكرة والنسيان، أما إذا استمرت أعراض النسيان بشكل ملحوظ ومتواصل لمدة من الوقت وجب حينها متابعة طبيب للوقوف على الأسباب المرضية ومن ثم معالجتها. وتوجد بعض السلوكيات الحياتية التي تساعد على تحسين الذاكرة وتقويها منها على سبيل المثال: التمارين الرياضية اليومية والأسبوعية، الغذاء الصحي عموما وبعض الأغذية الخاصة كالمكسرات والخضروات الورقية والبروكلي، وزيت الزيتون حيث أجريت العديد من الدراسات على سكان منطقة البحر المتوسط حيث تنتشر أشجار الزيتون فكشفت عن أن المستخدمين لزيت الزيتون أقل عرضة للإصابة بمر الزهايمر من غيرهم.
القهوة وعلاقتها بالتركيز وتحسين الذاكرة
تحتوي مشروبات القهوة والشاي على مادة الكافيين، وهي المادة التي تساعد على تحسين وظائف الدماغ بشكل عام ومنها الذاكرة – وإن كان الإكثار منها مضر – كما أنها تحتوي على مضادات الأكسدة المفيدة لتجنب الإصابة بالخلايا السرطانية.