تصلب الشرايين وأبرز أسبابه
يقول أخصائي أمراض القلب والشرايين الدكتور “معاذ الكردي”: أن الجهاز الدوري في جسم الإنسان يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية، أهمها القلب، وهو العضو الرئيسي الذي يضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم عن طريق الشرايين، ومن ثم يعود الدم إلى القلب مرة أخرى عن طريق الأوردة.
ويعتبر مرض تصلب الشرايين من ضمن أمراض الـ “Aging”، حيث تزاد نسبة حدوثه كلما تقدم الإنسان في العمر، ولكن غالباً ما يحدث بنسب متفاوتة.
وأول من اكتشف هذا المرض هم الإغريق؛ حيث وجدوا أن الشرايين مطاطية “Elastic”، وكلما تقدم الإنسان في العمر كلما فقد هذا الشريان مرونته فأصبح صلب نوعاً ما، لذلك أُطلق على هذا المرض اسم “تصلب الشرايين”.
ويعتبر تصلب الشرايين مرض ناجم عن تطور طبقات من الرواسب الدهنية على الجدران الداخلية للشرايين؛ حيث تتطور هذه الرواسب مما يؤدي الى التضييق والانسداد التدريجي لتدفق الدم في الشريان، مما يؤدي إلى نقص التروية في العضو الموجه له هذا الشريان، وهذا المرض عادة ما يصيب الأوعية الدموية الكبيرة أو المتوسطة.
وعن أسباب حدوث تصلب الشرايين، كما ذكرها الدكتور “معاذ”، هي:
- العوامل الوراثية، والتي قد تلعب دوراً أساسياً في أغلب الحالات، خاصة تلك التي تعاني من ترسب الدهون في الجسم بشكل كبير، مما يزيد من فرص الإصابة بالجلطة الدماغية، وجلطة القلب، وتصلب شاريين في الأرجل، مما يؤدي إلى إجراء عمليات قلب مفتوح في سن مبكرة (في الرجال تحت سن ٤٠ عام، وفي السيدات تحت سن ٥٠ عام).
- الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل ضغط الدم ومرض السكري، وتلك الأمراض تعتبر من أبرز عوامل الخطورة.
- التدخين.
- السمنة المفرطة.
- وجود مستوى مرتفع من الكوليسترول في الجسم.
- تناول أطعمة غنية بالدهون لفترات طويلة.
وأثبتت الأبحاث العلمية العالمية، أن أي إنسان بلغ سن ٢١ سنة، لابد وأن يقوم بعمل فحوصات طبية لقياس مستوى الدهنيات في الدم، سواء كان هناك عوامل وراثية أم لا؛ حيث أن تصلب الشرايين يعتبر مرض صامت لا يظهر له أي أعراض إلا في الحالات المتأخرة جداً، أما في حالة وجود عوامل خطورة وراثية، فيفضل إجراء هذه الفحوصات من سن مبكرة جداً، أي في عمر ١٥ سنة تقريباً.
أبرز أعراض تصلب الشرايين
إن تصلب الشرايين يظهر في هيئة عدة أعراض، أهمها:
- ألم في منطقة الصدر بسيط أو ألم في الصدر عند بذل مجهود.
- الشعور بخفقان القلب.
- تورم القدمين.
- الشعور بالتعب العام.
- ضعف في العضلات.
- ضعف في الحركة.
- الشعور بالخدر أو بنمنمة في الجسم.
وتختلف الأعراض تبعاً لمكان التصلب نفسه، وغالباً ما يكون المرض صامتاً، فلا تظهر الأعراض، ولكن يتم اكتشاف المرض من خلال الصور التليفزيونية عن طريق المصادفة.
علاج تصلب الشرايين
في بعض الأمراض ومن ضمنهم مرض تصلب الشرايين تعتبر الوقاية فعلياً خير من العلاج كما وضح الدكتور “معاذ”، فمثلاً:
- متابعة ضغط الدم باستمرار، حيث تسمى أمراض ضغط الدم بالقاتل الصامت، لذلك فلابد من إجراء فحوصات لضغط الدم في عمر مبكر أيضاً.
- السيطرة على مرض السكري، خاصة مرض السكري من النوع الثاني.
- الابتعاد عن التدخين بجميع أنواعه.
- اتباع نظام غذائي صحي خالي من الدهون، وغني بالفواكه والخضروات.
- ممارسة الرياضة.
- التخلص من الوزن الزائد.
- المحافظة على الهدوء وضبط الأعصاب، والابتعاد عن كل ما يسبب التوتر قد المستطاع.
أما عن العلاج الفعلي لتصلب الشرايين، فمنها:
- العلاج الدوائي الذي يعمل على خفض نسبة الدهون في الدم.
- استخدام شبكات شرايين القلب والبالونات.
- توسيع الشرايين باستخدام القسطرة والدعامات.
- عمليات استئصال بطانة الشريان؛ حيث يمكن إزالة الترسبات الدهنية المسببة لتصلب الشرايين.
- عمليات القلب المفتوح و زراعة الشرايين، والتي يحتاج المريض بعدها إلى حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر كفترة نقاهة، وتعتبر عمليات القلب المفتوح نادرة الحدوث في وقتنا الحالي.