عندما تُلاحظ الأم أي سلوك على طفلها غير راضية عنه، يجب عليها العمل والإجتهاد على تعديل هذا السلوك، بأفضل الطرق، وأفضل هذه الطرق هي اللعب، فاللعب من الوسائل التربوية لبناء شخصية الطفل.
ولكن يجب على الأم معرفة أي أنواع الألعاب أفضل لطفلها، وما يُمكن أن يُستخدم في علاج اضطراب سلوك الطفل، وهو ما سنتعرف عليه في هذا المقال فتابعونا.
كيفية تطوير وتعديل سلوك الطفل
تقول “د. أسماء إدلبي” استشارية علم النفس السلوكي المعرفي: تعديل السلوك فعلياً هو اكتساب الطفل مهارات جديدة، ليتلائم مع المُجتمع ومُحيطة، بشكل أكثر إيجابية وفعالية.
سلوك الطفل نوعان هما:
- المشاكل السلوكية: ومنها ما يلي:
- العناد.
- الغضب.
- عدم التوافق بين الإخوة.
- مشاكل في النضج الإجتماعي.
- الإضطرابات السلوكية: مثل إضطراب فرط الحركة والنشاط، ودائماً ما تكون الإضطرابات مُرتبطة بالدليل التشخيصي بالصحة النفسية.
ولذلك يجب التفريق بين المشاكل السلوكية والإضطرابات السلوكية، ولكن في الحالتين نستخدم العلاج السلوكي المعرفي لعلاج كلتا الحالتين.
كيفية التعامل مع السلوكيات السلبية عند الطفل
بعض الأطفال لديهم سلوكيات سلبية مثل العناد أو العدوانية في بعض التصرفات، فيُمكن التغلب على مثل هذه التصرفات من خلال اللعب.
وفكرة الألعاب تُعرف دائماً بأنها أشياء ترفيهية، وليست تعليمية، فالسائد عند الأمهات أن اللعب تضييع للوقت فقط، ولكن اللعب هو جميع الأنشطة التي يقوم بها الطفل وتحقق له المُتعة.
فتعديل السلوك بدأ كمُصطلح من قبل العالم إدوارد ثورندايك عام 1911، وتعديل السلوك هو موائمة الفرد للمُجتمع، ليس في مرحلة الطفولة فقط، بل والمُراهقة أيضاً والبلوغ.
وقد بدأ العلاج باللعب من قبل الأخصائية فرجينيا، كأول عيادة عام 1940، أي بعد تعديل السلوك ب 40 سنة تقريباً، ثم بعد ذلك تم إفتتاح عدة عيادات للعلاج باللعب.
ومن هنا: فاللعب هو وسيط تربوي، يستخدمه الإستشاريين للتشخيص والعلاج، ولكن الأهل هم حجر الأساس لتعديل سلوك الطفل باللعب.
فمن الصعب عمل تعديل سلوك للطفل في 45 دقيقة وهي فترة الجلسة في العيادة، لذلك: يجب إشراك الأهل في عملية تعديل سلوك الطفل.
ألعاب تُستخدم في تعديل سلوك الطفل
1. لعبة من أنا
فهي من الألعاب السهلة البسيطة، وتتم عن طريق طباعة صور خاصة بأفراد الأسرة، ويُمكن أن تكون صور مُختلفة عن التنمر الإلكتروني مثلاً، أو صورة عن الموبايل، أو أي شيء يُمكن التواصل معه.
ويضع الطفل الصورة ومعها تاج صغير على رأسة، وينقسم الأطفال إلى فريقين، لمُكافأة الفائز في اللعبة، كما يُفضل أن تكون الألعاب مُمتعة ومُضحكة أيضاً، ويقوم الفريق الفائز بعمل عقوبة للفريق الخاسر مثلاً.
ويتم تقديم معلومات حقيقية للفريق عن الصورة، أي إعطاء الفريق أدلة على الصورة، بدون ذكر اسم صاحب الصورة.
وتكمُن فوائد هذه اللعبة في تنمية مهارة التفكير عند الطفل، والإستنتاج، كما تُنمي أيضاً مهارة التواصل مع الأهل، وإكتشاف شخصيات العائلة.
2. لعبة حاضر ماما
وهي مجموعة من الأشياء مثل البروكلي أو الموز أو الكرات، والبالونات، أي شيء موجود بالمنزل، فيقوم الطفل بعمل نظرة سريعة على الأشياء.
وفوائد هذه اللعبة هي تنمية الذاكرة البصرية من خلال عمل صورة ذهنية، ثم تطلب الأم من الطفلين بأن يُعطيها قلم أزرق مثلاً، أو عمل أوامر مُركبة (أي 4 أو 5 أشياء يُعطيها الطفل للأم)، على حسب الفئة العمرية لدى الطفل والمرحلة النمائية.
وهنا يركُض الطفل بسرعة، ويأتي بما طلبته الأم منه، وأثناء ركضه يقول كلمة حاضر ماما، ومن فوائدها أيضاً تعود الطفل على الكلمات الإيجابية مثل (من فضلك ماما، اتفضلي).
3. لعبة قال المُعلم
وهي لُعبة مُفيدة في اتباع التعليمات، وتتم من خلال وضع الطفل الرجل اليُمنى على القدم الصفراء، فتقم هذه اللعبة على حركات الطفل.
وفي كل هذه الألعاب يتم استخدام المنهج الخفي، المُستخدم في السلوكيات، وعلم النفس الإجتماعي.
4. لعبة برج التحدي
وفيها يتم استخدام الأكواب الموجودة بالمنزل، وهذه اللعبة تُعلمنا التعاون والتعاطف مع الآخرين.
ونعطي الطفل مجموعة من الأكواب أو الأعواد الخشبية، ونطلب منهم أن يبنوا برج، بشرط أن يكون ارتفاع البرج متر، وفيها يُحاول الطفل ولكن لا ينجح في بناء البرج، فيقوم بالمُشاركة مع أحد إخوته، وهذه فائدة اللعبة، وهي المُشاركة بين الأخوات.
ومن هنا: نغرس هذا السلوك في الأبناء من خلال الأكواب، وهو التواصل والمُشاركة.
5. لعبة تبادل الأدوار
فهذه اللعبة من الألعاب الهامة والمُفيدة جداً للطفل، ففيها يقوم الطفل بتمثيل شخصية بابا أو ماما، ومن خلال هذه اللعبة تظهر نظرة الأطفال إلى الأب والأم، أي كيف يرانا أطفالنا، وفيها أيضاً يتكلم الطفل بنفس شخصية الأب أو الأم، كأنه نُسخة مُصغرة من الآباء.
ومن فوائد هذه اللعبة، معرفة الطفل لإحتياجات الأم أو الأب، ومعرفة المهام المطلوبة من الأبوين، والضغط عليهم.
وهنا تقرأ أيضًا عن دور اولياء الامور في العملية التعليمية