عيد الفطر المبارك هو عيدنا الشرعي نحن المسلمون، وهو عيد من عيدين امتن الله عز وجل على الأمة الإسلامية بهما، وجعلهما بمثابة مكافأة لها يتعهدها بها كل عام، فيأتي عيد الفطر بعد الصيام، وبعد انتهاء شهر رمضان المبارك، والذي يلتزم المسلمون فيه بالصوم والامتناع عن الطعام والشراب وجميع المفطرات منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.
ثلاثين يوماً من الطاعة والامتثال لله عز وجل، يكون فيها بعض المشقة والتعب والحرمان، ويربى فيها المسلم، وتختبر عزيمته وقوة صبره عن الشهوات، ومدى طاعته وقدرته على امتلاك زمام نفسه، ولكن شهر رمضان بما فيه من الطاعة والتعب لا يدوم بل سريعاً ما يلملم أوراقه ويرحل، ليبدأ المسلم منذ أول يوم في شهر شوال بجني ثمار الطاعة الصبر، وذلك بفرحته بالفطر واستباحة كل ما كان محذوراً من قبل.
ولأن عيد الفطر المبارك يعتبر من أكبر أعياد المسلمين وأهمها، لأنه يأتي بعد شهر رمضان، والجميع ينتظره بلهفة وشوق ليسعد فيه وبه، ويلبس فيه الجديد ويستمتع بقضاء وقت طيب وراحة من العمل، فإن الجميع يستعد له ويتفقد وقته، ويبحث عن أي معلومات أو موضوعات تتناوله أو تتحدث عنه.
وهنا ونحن بصدد الاقتراب من يوم عيد الفطر الذي لا تفصل بيننا وبينه سوى أيام قلائل يسعدنا أن نكتب بمداد الود والمحبة والتفاؤل موضوع تعبير عن عيد الفطر المبارك سائلين الله أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه، ويسعدنا بعيد الفطر ويعيده علينا بالسعادة والعافية والصحة والستر وراحة البال، فتابعوا موضوعنا.
وقت عيد الفطر
عيد الفطر هو ثلاثة أيام، تبدأ من طلوع فجر اليوم الأول من شهر شوال، الشهر التالي مباشرة لشهر رمضان المبارك، ويستمر ثلاثة أيام، يحتفل فيه المسلمون بداية بتكبيرات العيد وإقامة سنة صلاة العيد، مع استمرار تكبيرات العيد طوال الأيام الثلاثة.
وقد جرت عادة الدول العربية والإسلامية باعتبار أيام العيد عطلة رسمية من العمل، ثم يستأنف العمل بعد انقضائها.
مظاهر احتفال الناس بعيد الفطر
إن مظاهر استقبال العيد والاحتفال به تختلف من شخص لآخر، حيث أنه لكل شخص منا طقوس خاصة لا يكتمل عيده إلا بها ولا يستشعر مذاقه ومتعته إلا بفعلها، كزيارة شخص معين أو معايدته أو تهنئته أو التواصل معه، أو زيارة أماكن معين مع أشخاص محددين، أو تناول وجبات معينة كطقس من طقوس العيد، غير أن هناك بعض المظاهر التي تعبر عامة وشائعة ويفعلها غالبية الناس ومن أهمها ما يلي:
لبس الجديد
لعل العيد مرتبط ارتباطاً وثيقاً عند معظم الناس بشراء ملابس جديدة والخروج بها لأول مرة في يوم العيد، وتجد أن هذا الأمر مما يشعر الجميع بالسعادة، فيحرص الأب والأم أشد الحرص على إدخال تلك الفرحة على قلوب الأولاد بشراء ملابس العيد الجديدة، ويستوي في هذا الشعور وهذا الحرص الأغنياء والفقراء، غير أن البعض يستطيع فعل ذلك وتحقيقه، والبعض تضيق عنه يده وتعجز قدرته المادية، فيشعر بالحرمان والفاقة بعمق كبير.
ولعل هذا المظهر الثابت القديم انعكس على مسار حركة التجارة ومواسم الازدهار، فبات التجار وبائعي الملابس ينتظرون هذا الموسم بفروغ صبر لتحقيق أكبر قدر ممكن من المبيعات، وخاصة في عيد الفطر.
الخروج لصلاة العيد
مع أذان فجر اليوم الأول من شهر شعبان، وهي صبيحة عيد الفطر المبارك، يبدأ الجميع وخاصة الرجال والأطفال في الاغتسال والاستعداد للخروج لصلاة العيد، في المساجد أو الساحات أو نحوه مما يجتمع فيه المصلون، وبعد الصلاة يستمع الجميع لخطبة العيد ثم ينطلقون في تبادل التهاني والمباركات والسلام والدعوات الطيبة، ويرى البشر والفرح يعلو وجوه الجميع بفضل الله وكرمه.
تبادل الزيارات
ربما ينشغل الناس في ظل الضغوط اليومية والمهام الحياتية التي لا تنتهي، فيقللون من زيارة الأهل ويقصرون في صلة الأرحام، فالجميع تأخذه دوامة الحياة وقد يلهوا عن زيارة أقرب الناس إليه وأعز الخلق عليه دون قصد أو تعمد، فتأتي المناسبات الدينية الطيبة مثل عيد الفطر المبارك كفرصة ثمينة لتدارك هذا التقصير، ووصل الأهل والأحباب وقضاء الوقت مع الأصحاب والخلان والاستمتاع بفضل صلة الأرحام والسؤال عن الأقارب.
لذا يعد تبادل الزيارات مظهراً أساسياً وطقساً ثابتاً من طقوس العيد، فتجد الأولاد يذهبون إلى زيارة أقاربهم، وتجد الأمهات والزوجات يتأهبون لقضاء يوم أو أكثر مع الوالدين، ويجتمع شمل الأسرة ويلتقي الأخوات ويلعب الأحفاد في أيام تظل فرحتها وسعادتها طوال العام.
الخروج إلى الأماكن العامة والمنتزهات
بعض الناس وخاصة فئة الشباب من البنين والبنات ينتظر العيد بلهفة واشتياق لقضاء أجمل الأوقات حيث الخروج إلى الحدائق العامة والمنتزهات، والاستمتاع بجو التجمعات واللعب ومشاركة الأقران في الخروج وزيادة الأماكن الترفيهية، المختلفة وانفاق ما يملكون من النقود في شراء الهدايا التي تذكرهم بهذه الأيام، وفي شراء الوجبات المفضلة والتسالي الممتعة وربما نستطيع القول أن تلك الفئة العمرية بإقبالهم على الحياة وبحماسهم وفرحتهم هم أكثر من يفرحون بالعيد ويستمتعون بأوقاته.
ومن الجدير بالذكر أن الكثير من العائلات والأسر الواعية والمتفهمة لأهمية الترفيه والخروج والترويح عن الأبناء أيضاً يغتنمون تلك الفرص للخروج في تجمعات عائلية تعمق المحبة والارتباط، وتدخل الفرحة على القلوب وتخلد ذكرى العيد بكل الحب والسعادة.
وفي الختام، كان هذا موضوع تعبير عن عيد الفطر المبارك وعن أهم مظاهر الاحتفال والاحتفاء به سائلين الله أن يجعل أيامنا جميعها أعياد.