لم يبق إلا أيام ويحل علينا عيد الأضحى المبارك غرة الأيام وسعادة القلوب وراحة الألباب، والذي يليق به أن يستقبل بالبشر والترحاب، وهنا يحلو الكلام عنه وعما يتعلق به ويمت إليه، ومن ثم سوف نكتب موضوع (تعبير عن عيد الأضحى) سائلين الله أن ينال الموضوع إعجابكم، بورك فيكم وفي أعيادكم وأسعد الله بالطاعة أوقاتكم.
لماذا عيد الأضحى نبع للبهجة والفرحة؟
ينتظر المسلمون عيد الأضحى ويرون فيه أنه نبع للسعادة وذك لعدة اعتبارات فهو يوم يتوج الحج ويكون تماماً لمناسكه وشعائره المعظمة، يلي يوم عرفة بخصوصيته وقدسيته التي نعرفها جميعاً، وفي هذا اليوم المبارك يسعد المُسلِمون بالاجتماع على الطاعة واللقاء وتبادل التهاني المباركة الدعوات الطيبة، الأمر الذي قلما يحدث في الأيام العادية، المزدحمة.
أيضا يتخذ منه المسلمون فرصة رائعة للتزاور وصلة الأرحام والاجتماع بالأهل والأقارب الذين يصعب وصلهم بسبب المشاغل والانغماس في ضغوط الحياة، فيكون ذلك داعياً من دواعي السرور والفرح والسعادة التي يتمتع بها المسلمون، بالإضافة إلى الأجر العظيم والثواب الكبير الذي يحصلونه جراء هذه القربات الطيبة التي حضت عليها شريعتنا الغراء.
كذلك يعد المسلمون عيد الأضحى المبارك مصدرا للسّعادة والبهجة بسبب ما يكون فيه من الطاعات والقربات من إطعام الطعام وتوزيع الأضحية وجبر خواطر الفقراء والمحتاجين ففي هذا العطاء سعادة كبيرة ومتعة يتذوقها المؤمن ويعرف لذتها.
كما أن العيد فرصة مناسبة للانقطاع عن روتين العمل اليومي، وتجديد النشاط والحيوية والطاقة بالخروج والتواصل مع الناس والاستمتاع بلبس الجديد وغيره من التفاصيل المبهجة.
أمور يجب على المسلم مراعاتها في هذا اليوم
إن يوم عيد الأضحى من الأيام المباركة والطيبة الغالية على نفوسنا جميعاً ننتظرها بكل الشوق واللهفة من العام إلى العام لذا يجب علينا أن نحسن اغتنامه ولا نتركه يمر هباء من بين أيدينا، ولكي يسعد المسلم به أيما سعادة ويحصل الخير وزيادة عليه أن يراعي بعض الأمور في احتفاله بالعيد ويحرص على بعض اللفتات الطيبة ليسعد بالعيد ويسعد غيره ولعل من أهم تلك الأمور:
١. التفاؤل وحسن الظن بالله
على الرغم من كون العيد فرحة كبرى وبهجة غالية إلا أن البعض يحولها بتشاؤمه وسوء ظنه وقلقه إلى يوم عادي بل وأقل من العادي، حيث تتداعى عليه المخاوف والهموم ويشعر بالتعاسة وعدم الرضا، فيفوته الاستمتاع بجمال العيد وروعته، وينصب تركيزه على ما ينقصه، لذا يجب أن ندرب أنفسنا على التفاؤل وحسن الظّن بالله وتوقع الخير وأن نسعى إلى الاستمتاع بأعيادنا قدر الإمكان وهذا من تما م شكر النعم وتقديرها حق قدرها.
٢. نشر البهجة والكلمات الطيبة
الفرحة شعور معدي والنبي “صلى الله عليه وسلم” أمر المسلم أن يكون مصدراً للفرحة والتبشير والتيسير، وذلك بالكلمة الطيبة الرقيقة والوجه المبتسم المقبل على الحياة، ونشر الخير والتفاؤل والبعد عن المتشائمين والسلبيين قدر الإمكان.
٣. الرفق بالأيتام وذوي الحاجة والاجتهاد في إدخال السرور عليهم
إن من الأمور التي يجب على المسلم مراعاتها في أيام الأعياد الاهتمام بذوي الحاجات وبذل ما في وسعه لإدخال السرور عليهم بقدر الإمكان، وهذا من باب الشعور بالآخر والتعاطف معه والتيسير عليه، الذي يجلب للمسلم رضا الرب وسعادة القلب والتيسير والتوفيق في سائر مناحي الحياة.
ومن الرائع أن يشمل اهتمام المسلم الأقربين وذوي الأرحام أولاً ثم يمتد ليشمل غيرهم من المعارف والأصدقاء، لأن القريب أولى وأحق بالرفق والمساعدة، ولأن هذا من شأنه أن يوطد عرى المحبة بين الأهل والأصحاب والمعارف، وبالتالي أفراد المجتمع المسلم كله.
٤. مراعاة مشاعر الآخرين وعدم المبالغة في اظهار النعم
من الرائع أن يلبس المسلم الجديد ويسعد أبنائه بالتوسعة عليهم وجلب كل ما شأنه أن يسعدهم ويزيد فرحتهم بالعيد، غير أنه في حالة وجوود يتم أو فقير أو محتاج بيننا فيجب مراعاة شعوره وعدم المبالغة في إظهار الترف، بل وإعطائه من هذا الفضل تجنباً لنشر بذور الحقد والحسد وما يترتب عليهما من سوء المنقلب لجمع الأطراف.
٥. شكر الله وذكره وفعل الخير
إن الفرحة لا تعني إطلاقاً ان يأخذ المسلم عطلة من الشكر لله أو ذكره أو غيره من أعمال البر، بل بالعكس فإن مشاعر السعادة التي تغمر المسلم بالعيد بفضل كونه معافى في بدنه آمنا في سربه لا يشغله هم ولا يكدر صفوه غم تستوجب منه تذكر النعم والمنعم وشكره والامتنان إليه بالقول والفعل والحرص على أن يكون في معية الله في جميع أحواله، والله الموفق والمستعان وعليه وحده التكلان.
يقول بعض الشعراء في معرض الحديث عن عيد الأضحى المبارك واستقباله:
أزفُ القيامُ إذا الحجيجُ تطهَّروا
ملأوا الأباطحَ منهمُ و تأزَّروا
اللهُ أكبرُ ما سعى حُجَّاجها
للهِ قد جازوا المقامَ و كبَّروا
طافوا على الْبَيْتِ المُعظَّمِ سبعةً
و الكونُ مقتفيا سيجري إن جروا
من فوقهم ملكوتُ هذا الكون في
أبعادهِ يرنو إليهم .. يفخرُ
و اللهُ من عليائهِ يدنو لهم
يُصغي لما قالوا و ما قَدْ أضمَروا
قد أمسكَ الركنَ المعتَّقَ عاشقٌ
و بكى إزاء الحوضِ حاجٌّ آخَرٌ
و على الجميعِ سحابةٌ من نورهمْ
يبكي مُصلٍّ .. قربهُ مستغفرٌ
للهِ من ضيفٍ يطيبُ مَضافهُ
عادوا بلا ذنبِ كأنْ لم يُوزِروا
صدق الشاعر فلله در فريضة يولد بعدها المسلم من جديد، ويأتي في ختامها عيد مبارك يملأ جوانب الأرض بهجة وسروراً وطيباً.