إن مرض السرطان يعتبر واحداً من أكثر الأمراض شيوعاً في وقتنا الحال، ويُعد هذا المرض صدمة نفسية وتحدٍ كبير للأم المصابة سواء بالنسبة لشريك الحياة، أو بالنسبة للوالدين، أو بالنسبة للأقارب والأصدقاء، ولكن ماذا بالنسبة للأبناء والبنات خاصة إذا ما كانوا أطفالاً؟
كيف يمكن أن تتعامل العائلة في حالة إصابة الأم بالسرطان
تقول الدكتورة “سالي البورنو” الاختصاصية في العلاج الطبيعي ضمن برنامج “العون للأمل لرعاية مرضى السرطان”: أنه لا يُقهر السرطان بالدواء دون دعم الأحباء؛ فالدعم النفسي هو طوق النجاة بالنسبة لمريضة السرطان.
وبمجرد سماع خبر المرض بالسرطان من قبل السيدة، فإنها يقع عليها عبء نفسي ووجداني ثقيل جداً، وتبدأ تعيش بداخل فيضان من المشاعر السلبية، من الخوف، والتوتر والقلق، والخوف من الألم، والمرض؛ لذلك فهي تحتاج دوماً لوجود روح معنوية ونفسية عالية جداً حتى تتخطى هذا المرض، وحتى لا يتطور الأمر إلى الاكتئاب واليأس.
وأثبتت الدراسات الأخيرة، أن مريضة السرطان تحتاج إلى الفحص الطبي المبكر، وإلى جانب ذلك تحتاج إلى الدعم النفسي الذي يدعمها ويجعلها قادرة على مواكبة العلاج.
ومن ضمن ردود الفعل التي قد تصدر من بعض مرضى السرطان بعد سماع خبر المرض، هو الإنكار، فتحاول أن تتناسى الأمر، كما لا تخبر أحد أبداً؛ ولكن هذا خاطئ تماماً، فهي بحاجة إلى أن تشعر بالدعم من قبل الزوج والأبناء والمحيطين كما أنه لابد لكل أفراد أسرة مريضة السرطان أن يتابعوا مع أخصائي نفسي، حتى يتلقوا الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأم، ذلك بالإضافة إلى متابعة الأم نفسها مع أخصائي نفسي حتى يوجه لها الدعم النفسي المناسب، وينزع الخوف، والتوتر والقلق من داخلها.
ومن الجدير بالذكر، أن بعض السيدات يخفين خبر المرض عن أطفالهن، ولكن هذا أيضاً يُعد تصرف خاطئ تماماً؛ والأطفال إذا علموا بالخبر من قبل أي شخص آخر غيرها، ستكون لديهم حالة من الغضب الشديد والاضطراب؛ لذلك فلابد وأن تستجمع الأم كامل قواها، وأن تستخدم كلمات بسيطة وتشرح لهم طبيعة مرضها، وخطوات العلاج.