يتميز فصل الشتاء بازدياد انتشار الأمراض معظمها أمراض فيروسية كالإنفلونزا الموسمية التي تصيب جميع الفئات العمرية، وهناك عادات صحية تساعد على الوقاية من هذه الإنفلونزا منها التطعيمات واللقاحات مع إمكانية أكل العسل والابتعاد عن التدخين.
أما عن لقاح الإنفلونزا فيجب أخذه لبعض الأعمار كصغار وكبار السن على حد سواء وذلك لضعف المناعة لديهم مع ضرورة أخذ لكافة الأعمار في الشهور الشتوية أكتوبر ونوفمبر وديسمبر.
ما هي الإنفلونزا الموسمية؟
ذكر الدكتور عادل سعيد ” أخصائي طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع ” أن الإنفلونزا الموسمية هي عبارة عن فيروس يصيب الجهاز التنفسي في جسم الإنسان ويزيد في شهور الشتاء أكتوبر ونوفمبر وديسمبر بشكل خاص، وهذا الفيروس إذا أصيب به الإنسان تظهر عليه بعض الأعراض كالحمى الشديدة وتكسر العضلات والجسم بشكل عام مع الشعور بالصداع والإرهاق والتعب والسعال والكحة الجافة، إضافة إلى أن هذه الإنفلونزا تنتشر بين الناس بشكل كبير لأنها شديدة العدوى حيث يمكن أن يُعدى بها الإنسان قبل يومين من ظهور تلك الأعراض سالفة الذكر مع مراعاة أن تطعيم الإنفلونزا يقي من التعرض لها بنسبة كبيرة.
ما هو الفرق بين نزلة البرد والإنفلونزا الموسمية؟
تتشابه الإنفلونزا الموسمية مع نزلة البرد في كثير من الأعراض لكن ما يميز الإنفلونزا هو أن أعراضها تكون أكثر حدة كالحرارة المرتفعة والتعب الشديد على الرغم من أن نزلة البرد قد يصاحبها كحة أخف وسيلان أكبر للأنف، إضافة إلى أنها لا تظل في جسم الإنسان لفترة طويلة وإنما يُشفى منها الإنسان بصورة سريعة عطس الإنفلونزا الموسمية التي تطول مدتها في جسم الإنسان إضافة إلى شدة أعراضها التي ترهق الجسم – وفق ما ذكره الطبيب.
أضاف ” سعيد “: تنتقل العدوى بالإنفلونزا الموسمية عن طريق الهواء لأنه يعتبر مرض معدي وينتشر هذا المرض عبر الكحة والعطس لتنتقل من شخص لآخر، كما أن رذاذ العطس قد ينتقل أحياناً إلى بعض الجمادات كمقابض اليد للأبواب وبعض الأدوات المستخدمة الأخرى والتي يلمسها الآخرون ثم يضعون أيديهم على أعينهم أو أنفهم لتنتقل العدوى إليهم بهذه الطريقة.
ماذا عن لقاح الإنفلونزا وما هي كيفية عمله؟
يُعد لقاح الإنفلونزا إنجاز كبير في عالم الطب والذي تم اختراعه في عام 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية من قبل البروفيسور توماس فرانسيس وتلميذه سالك، وتم تم تجريبه على الجنود الأمريكان في الحرب العالمية الثانية واكتُشف أنه يخفف يشكل كبير من حدة مرض الإنفلونزا.
يتم دراسة هذا الفيروس سنوياً من قبل منظمة الصحة العالمية ومراكز الأبحاث لأن فيروس الإنفلونزا جدير بالذكر أنه متغير في جسم الإنسان من حيث طبيعة وجوده في جسم الإنسان سنوياً، وبالتالي فإنه سنوياً يقوم الباحثون بتغيير اللقاح بحيث يناسب هذا الموسم ويدرسونه تقريباً في شهر فبراير من كل عام ويقومون بإنتاجه في شهر يوليو ليأتي شهر أكتوبر ليكون أنسب وقت أخذ هذا اللقاح الذي يأخذ ما يقرب من أسبوعين ليبدأ الجسم في تكوين أجسام مضادة.
بالإضافة إلى ذلك، لهذا التطعيم أو اللقاح عدة أنواع منها النوع الأشهر وهو التطعيم ضد الفيروس الميت ويُعطى لأي شخص فوق 6 أشهر ليكوِّن الجسم أجسام مضادة تنفعه لمحاربة الإنفلونزا لتقيه من هذا الفيروس بنسبة 90% لمدة سنة تقريباً، وفي حالة إصابته بأعراض الفيروس فإنها تأتي بشكل أخف.
واقرأ: ما أهم الأمراض الموسمية عند الأطفال وطرق الوقاية منها
ما هي حالات عدم جدوى لقاح الإنفلونزا؟
تنصح منظمة الصحة العالمية بمطعوم الإنفلونزا لأي شخص فوق الستة أشهر ليتم أخذه سنوياً، لكن على الجانب الآخر هناك 5 فئات يُنصح لهم بشدة أن يأخذوا التطعيم هم الأطفال تحت 5 سنوات والكبار فوق 65 سنة والأشخاص الذين يعملون في المؤسسات الصحية كالأطباء وفريق التمريض إلخ إلخ… من الأشخاص المعرضين للعدوى بدرجة أكبر من غيرهم بجانب مرضى الأمراض المزمنة كالسكري والربو بالإضافة إلى الحوامل.
الجدير بالذكر كذلك أن الإنفلونزا تصيب سنوياً 50 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحوالي مليون إلى 2 مليون حالة وفاة سنوياً في العالم يسببها الإنفلونزا، لذلك تعتبر الإنفلونزا مرض لا يستهان به.
على الجانب الآخر، قد يتوهم البعض أنه تعرض للمرض بعد أخذ لقاح الإنفلونزا مباشرةً ولكن هذا يعتبر غير صحيح لأن جزء طبيعي من تحفيز الجهاز المناعي للإنسان بسبب التطعيم هو أنه يبدأ في إفراز أجسام مضادة تتسبب في شعور الإنسان بالتعب والوهن العام وارتفاع طفيف في درجة الحرارة لمدة يوم أو يومين يمكن علاجها بالبانادول وبعض السوائل الدافئة، لذلك يمكننا القول أنه من المستحيل أن يأخذ الشخص تطعيم الإنفلونزا وتأتيه لمدة شهرين، وقد يلخبط الإنسان بين الإنفلونزا ونزلة البرد من ناحية الأعراض المتشابهة بينهما.
يحتوي تطعيم الإنفلونزا على 3 أنواع من فيروسات الإنفلونزا هي فيروس A-B-H1N1 أو فيروس إنفلونزا الخنازير الذي تسبب في 200 ألف حالة وفاة منذ ظهوره في عام 2009.
هل اختلاط الأطفال ببعضهم البعض يمكن أن يؤثر على فعالية اللقاح؟
لا يؤثر اختلاط الأطفال الذين يأخذون لقاح الأنفلونزا بغيرهم من الأطفال لكن بشكل طبيعي فإن الأشخاص الذين يأخذون مطعوم الإنفلونزا سوف يحمون باقي المجتمع من انتقال الفيروس بينهم، لذلك فإن أخذك لمطعوم الإنفلونزا لا يحميك وحدك فحسب وإنما يحمي الأشخاص الآخرين لإمكانية تعرضك بالفيروس قبل ظهور الأعراض.
أردف الدكتور ” عادل سعيد “: أما عن الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا فمن الممكن أن يشعر الشخص بآلام طفيفة أو حرارة خفيفة في الجسم والتي تزول بعد يوم أو يومين.
أما حالات موانع أخذ اللقاح فمن بينها الحساسية من التطعيمات بشكل عام والحساسية المفرطة من البيض، كما يمكن لمرضى الحساسية أخذ المطعوم ولكن تحت إشراف الطبيب، بالإضافة إلى مرضى الأمراض المناعية المزمنة بينما يمكن للأطفال الذين يعانون من تحسس الجلد كالأكزيما فيمكنهم أخذ المطعوم بشرط استشارة الطبيب قبلها.
ما هي عدد جرعات لقاح الإنفلونزا؟
تؤخذ جرعة لقاح الإنفلونزا مرة واحدة في السنة بينما الأطفال تحت 3 سنوات يأخذون هذه الجرعة ولكن تُقسم إلى جرعتين بينهما 4 أسابيع حتى يتحملونها بشكل أفضل.
أما عن المسافرين فتعتبر لقاحات الإنفلونزا مفيدة جداً لهم ويمكنهم أخذها في أي وقت من السنة ولكن يُنصح للجميع بأخذ التطعيمات في شهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر لأن هذا هو وقت التطعيمات بالأنواع الجديدة للفيروسات الموسمية.
وأخيراً، يتوفر لقاح الإنفلونزا الموسمية في جميع المؤسسات الصحية في الدولة وبشكل مجاني للمواطن وبسعر رمز للوافدين وهذا بفضل قيادتنا الرشدية، ولا يجب علينا السماع إلى بعض الإشاعات التي ترمي إلى أن هذا اللقاح له أضرار واضحة على صحة الإنسان كقولهم بأنه يتسبب في مرض التوحد أو أنه به مادة الرصاص أو الزئبق أو الألمونيوم على الرغم من وجود مادة الزئبق العضوي في بعض اللقاحات وهي المادة الآمنة حسب منظمة الصحة العالمية.
عند التعرض لنزلات البرد يُنصح بأخذ سوائل دافئة وبعض المسكنات ومهدئات الحرارة مع إمكانية تناول العسل، وفي حالة الإصابة بالإنفلونزا يجب قبل مرور 48 ساعة أخذ مضادات فيروسية للإنفلونزا مع ضرورة عدم التدخين وأخذ مطعوم الإنفلونزا.