السائِلة تقول: أريد النصيحة الشافية وجزاكم الله عني كل خير. أنا في أول حمل لي قبل سنة من الآن مات الطفل في بطني وأنا في بداية شهري التاسع للحمل، ولم أعرف ما السبب، ولكن هناك مشكلة أخرى هي أن في الولادة —وكانت طبيعية— بقيت قطعة من المشيمة ولم تسبب لي سوى نزف شديد استمر لمدة شهرين بعد الولادة، ولم اكتشف ذلك مبكرًا فلم تظهر في السونار ولم تسبب لي التهابًا أو حمى؛ لذا لم تكتشف بسبب تناول المضادات الحيوية، والآن قمت بعملية تنظيف للرحم والحمد لله شفيت من النزف، ولكني الآن أريد الحمل، وقد تناولت دواء لإنقاص هرمون الحليب والحمد لله المبايض تعمل الآن.
ومشكلتي هي أنني لاحظت في الفترة الأخيرة أن غدتي الدرقية متضخمة، ولكن ولله الحمد بدون أي أعراض أخرى، ولكن شكلها يزعجني أريد حلاًّ لتقليل تضخمها بدون الالتجاء للجراحة، ولا يوجد دواء هنا في العراق يحتوي على اليود وحده، وأنا طبيبة وأخاف من أن أكون حاملاً فيوثر الدواء على الحمل، وهل القليل من اليود المشع يصغر حجمها ولا يؤثر على هرموناتها؟ والمشكلة هي في حجمها الكبير فقط فماذا أفعل في حالتي هذه؟ وأنا أريد الحمل بسرعة علمًا أنني طبيبة متخرجة حديثًا، وشكرًا.
الإجـابة
يقول د. أشرف محمد محسن: شفاك الله وعافاك، وعوضك عن جنينك خيرًا منه في القريب العاجل بإذن الله ﷻ، فلله ما أعطى ولله ما أخذ، وله الحمد على كل الأحوال.
وحالتك عزيزتي وفقًا لما ذكرتها تستدعي متابعة كل من اختصاصي النساء والتوليد واختصاصي الغدد الصماء أو الجراحة، فلا بد من معرفة سبب موت الجنين، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الحالات من الممكن أن تكون مجهولة السبب، ولكن يبقى علينا أداء ما يمكن وذلك بعمل فحوصات خاصة يرشدك لها اختصاصي النساء والتوليد، ومن ضمن هذه الفحوصات تحليل خاص لهرمونات الغدة الدرقية.
وبالنسبة لتضخم الغدة الدرقية فلك أن تعلمي أنه أثناء الحمل، تتغير وظائف الغدة الدرقية ليزداد حجمها قليلاً بسبب زيادة نشاطها مع الحمل. ولهذا فإن تضخمها أو فرط نشاطها قد يكون صعب التشخيص أثناء الحمل؛ ولقد ذكرت أنك لاحظت تضخمًا في حجم الغدة الدرقية بعد الولادة دون ظهور أي أعراض واضحة، وللبدء في علاج التضخم يستدعي الأمر إجراء فحص لهرمونات الغدة الدرقية وهم: T4، T3، TSH؛ فالتضخم قد يكون سببه:
- نقص اليود، الأساسي في تركيب هرمونات الغدة؛ وهو ما يجعل نشاطها أكثر لتوفير احتياج الجسم لهذه الهرمونات.
- زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية الناتج عن وجود أجسام مضادة لخلايا الغدة؛ وهو ما يجعل نشاطها زائدًا عن الطبيعي وتصبح لهذا السبب متضخمة.
- كما لا ننسى أيضًا إصابة الغدة ببعض الأورام، لا قدر الله.
ومن حسن الحظ أن هناك علاجًا لحالات تضخم الغدة الدرقية، ويمكن تناوله أثناء الحمل وأثناء الرضاعة أيضًا، واستعماله يؤدي إلى انتظام عمل الغدة الدرقية خلال أسابيع من المعالجة بإذن الله، وهذا العلاج هو هرمون الثيروكسين (هرمون الغدة الدرقية)، حيث يؤخذ بجرعة مناسبة يحددها طبيب الغدد الصماء وفقًا لمستوى هرمونات الغدة بالدم.
أما العلاج باليود المشع وحده فلا يكفي، فضلاً عن أنه لا يستخدم بتاتًا خلال فترة الحمل؛ لأنه يدمر خلايا الغدة الدرقية للجنين، ويمكن تعويض كميات أفضل من اليود من خلال ملح الطعام.
عزيزتي، كل ما يمكنك عمله الآن هو:
- عمل تحاليل لهرمونات الغدة الدرقية.
- مراجعة طبيب النساء والتوليد المتابع لحالتك لعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة سبب موت الجنين.
- مراجعة اختصاصي الغدد الصماء وعرض نتائج تحاليل الغدة الدرقية عليه وإخباره بتفاصيل الحمل الأول؛ ليصف لك الجرعة المناسبة من العلاج إن لزم الأمر.
مع خالص الدعاء لك بموفور الصحة والعافية، وأن يرزقك الله مولودًا صالحًا مباركًا بارًّا لك ولوالده، وأرجو أن تتابعينا بأخبارك.