نتعرف اليوم على أسباب تصلب الشرايين بالقلب والأعراض وكذلك طرق العلاج.
أمراض شرايين القلب لم تعد تصيب كبار السن فقط ولكن الشباب أيضا، ما سبب ذلك؟
يجيب الدكتور «خالد سمير» أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس، دائما أمراض القلب تؤثر على كل الأشخاص ولكن المراحل التي تصبح فيها واضحة ولها آثار إكلينيكية كانت عند كبار السن ولكن مع التطور العلمي ثبت منذ فترة طويلة أن بدايات تصلب الشرايين تحدث حتى عند الأطفال من سن ٦-٧ سنوات ووجد أن ترسبات الدهون تبدأ في تلك الفترة في الشرايين، والشرايين بها ثلاثة أجزاء رئيسية جزء مبطن وعضلي وخارجي والجزء العضلي هو الذي يعطي الشريان بعض الانسيابية والديناميكية في الحركة وتبدأ مع المسببات الرئيسية وهي أنواع الطعام وترسبات الدهون وضغوط الحياة وقلة الرياضة والتدخين وقبل كل ذلك الاستعداد الجيني وفي بعض الأحيان يكون بعض الأشخاص لديهم كل هذه العوامل ولكن لا يتأثروا بأمراض القلب وآخرين ملتزمين في نظام الحياة ويتأثروا وأيضا هناك بعض الأمراض الوراثية مثل زيادة نسبة الكولسترول بالدم تؤدي إلى مشاكل في زيادة ترسب الدهون فأصبح بعض الشباب تظهر عليهم هذه الأعراض مثل تصلب الشرايين والأزمات القلبية نتيجة تكوين بعض الجلطات بعد الترسب وتكون التقرحات داخل الغشاء المبطن للشريان وتبدأ في حدوث جلطات فوق هذه التقرحات وانسداد يؤدي إلى الأزمات القلبية وهذا ما بدأنا نراه وقبل زيادة طرق التشخيص وسهولتها كان هناك بعض هذه المشاكل التي تمر دون معرفة تشخيصها وأسبابها.
ولاكتشاف المرض مبكرا فأهم شيء هو الكشف المبكر وهو محاول استطلاع الأحوال الطبية للناس ولابد من مراجعة الطبيب وزيارته مرة كل ٦ أشهر وعمل تحاليل سنوية وهذه الأعراض تظهر منذ البداية فبعض الأطفال يكون لديهم مكونات غريبة في الدم أو زيادة في بعض المكونات داخل الدم فنبدأ بالتركيز على هؤلاء الأطفال والاهتمام بتغذيتهم ومتابعتهم ووضع نوع من الوقاية التي تؤدي إلى تقليل أو منع حدوث المضاعفات.
ما هي خطورة تصلب الشرايين على الإنسان وهل هو وليد اللحظة أم نتيجة تراكمات؟
تصلب الشرايين يبدأ على مدار عشرات السنين ويبدأ مبكرا جدا في سن الطفولة حتى تظهر على الإنسان الأعراض الكبيرة سواء ارتفاع الضغط أو المعاناة القلبية أو إصابة في أعضاء أخرى من الجسم حيث يمتد التصلب إلى شرايين الجسم وشرايين المخ وأكبر مسببات الوفاة في العالم هي الجلطات الدماغية والنسف الدماغي وكل ذلك يأتي نتيجة مضاعفات ومشاكل الشرايين. وعضلة القلب هي العضلة الوحيدة التي تبدأ منذ الولادة في العمل ولا تتوقف عن العمل إلا بعد الوفاة وبالطبع زيادة معدل نبضات القلب عن الطبيعي يدل على علامة سيئة وتختلف نبضات القلب منذ الولادة فتبدأ من ١٦٠ وتقل تدريجيا حتى تصل في الإنسان البالغ إلى حوالي ٦٠-٩٠ ضربة في الدقيقة وعدم انتظام ضربات القلب يشير إلى علامة للخطر وكذلك عدم القدرة على بذل جهد كبير والتعرق الزائد مع المجهود الضعيف كل هذه علامات تؤدي بنا إلى استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
أما عن الطرق الوقائية والعلاجات، فيتابع «د. خالد» (عبر شاشة قناة «الغد»)، تجنب الحياة التي لا يوجد بها أي نشاط رياضي لأن حرق الدهون وسريان الدورة الدموية بشكل منتظم واستخدام كل عضلات الجسم ومحاولة التقليل من الضغوط النفسية والتقليل من التدخين المباشر والغير مباشر كل هذه عوامل يجب أن نأخذها بعين الاعتبار للوقاية من أمراض القلب وهي لا تنهي الخطورة تماما لأن السبب الرئيسي هو العامل الوراثي. وقد يحتاج البعض إلى التدخلات الجراحية مثل القسطرة وطرق التشخيص أصبحت أبسط من القديمة وبالأخص مع ظهور الأشعة متعددة المقاطع فلا نضطر إلى عمل الأشعة في كل الحالات ثم بعد ذلك القسطرة التشخيصية ثم في الحالات التي لا تصلح مع القسطرة يكون هناك جراحة.
ولا يوجد تنافس بين العلاج الدوائي والجراحي وإنما كلها طرق تكميلية فنبدأ بالعلاج الدوائي فإذا استحال الشفاء التام معه نلجأ إلى طرق أخرى ونحاول استبعاد الطرق الجراحية بكل الطرق إلا إذا اضطررنا إلى ذلك، فهناك أدوية مقللة والتي تقوم باستعادة نسب الدهون قليلة الكثافة وعالية الكثافة لأن تغير هذه النسبة قد يؤدي إلى ترسب الدهون في جدران الشرايين وأدوية أخرى تقلل من احتمالات التجلط في المرضى الذين لديهم أنواع من التصلب وتقرحات مثل الأسبرين والذي يزيد من سيولة الدم ويقلل نسبة التجلطات حتى لا تحدث الانسدادات الفجائية والتي تؤدي إلى الجلطات القلبية والدماغية وكل هذه أدوية للوقاية من مضاعفات المرض ولا تعالج المرض بصفة نهائية ومرض السكر وضغط الدم من الأمراض التي تؤدي إلى مضاعفات مرض تصلب الشرايين.
ما علاقة مرض السكري بتصلب الشرايين؟
مرض السكري هو مرض مناعي فهناك أجسام مضادة ضد الخلايا التي تفرز الأنسولين فتبدأ بتدمير هذه الخلايا فيقل الأنسولين في الدم فيحدث مشاكل في دخول الدم إلى الخلايا وهذه الأجسام المضادة كما تؤثر في الخلايا التي تفرز الأنسولين تؤثر أيضا في جدران الأوعية الدموية فليس فقط التأثير الغير المباشر من خلال ارتفاع السكر في الدم وزيادة نسبة الدهون وإنما هناك تأثير مباشر أيضا لمرض السكر لذلك نرى أن كثير من مرضى السكري لديهم التهابات في الأعصاب وفي جدران الأوعية الدموية وأكثر عرضة لهذه المضاعفات في حالات تصلب الشرايين فمرض السكر هو أكثر تعقيدا مما يبدو عليه ولكن التحكم فيه بالأدوية والأنسولين والرياضة ونظام الحياة سهل جدا وكثير من الأشخاص يتعايشون مع مرض السكر بدون مضاعفات بسبب الالتزام بهذه الأمور.
ما هو مرض الاحتشاء في عضلة القلب وارتباطه بتصلب الشرايين؟
يوضح دكتور «سمير»، الاحتشاء أو تغير أنسجة عضلة القلب قد يكون نتيجة تأثر عضلة القلب بنقص الدم فعضلة القلب تعمل طوال الوقت وتحتاج كميات كبيرة من الدم لملاقة الاحتياجات العضلية ومن الإعجاز الإلهي في صناعتها أن تكون هذه الشرايين خارج العضلة حتى لا تتأثر بارتفاع ضغط الدم أثناء انقباض القلب، والشرايين الخارجية هي التي تتأثر في حالات تصلب الشرايين وقلة الدم الواصل يؤدي إلى تليف جزئي ثم زيادة التليف في عضلة القلب وهناك أمراض أخرى تسبب في تغير الألياف العضلية داخل العضلة وكل ذلك بالنهاية يؤدي إلى تغير في وظائف العضلة وعدم قدرتها على القيام بالوظيفة الأساسية وهي ضخ الدم ووسائل الوقاية والعلاج تختلف حسب المرض الذي يؤثر على العضلة ويجب أن يكون العلاج موجه للأسباب وليس للنتائج.
والرجال أكثر إصابة بتصلب الشرايين عن النساء لأن النساء لديهم حماية بسبب الهرمونات الأنثوية ويقل كثيرا تأثر النساء بأمراض القلب حتى سن الخمسين وبعد ذلك تزيد النسبة كثيرا في النساء عن الرجال لأن الرجال معرضين طوال العمر للمشاكل وضغوط الحياة أكثر ومع تغير الهرمونات لدى النساء يبدأ تأثرهم وقد يكون التأثر بصورة أكبر بعد عمر الخمسين.