ما هي أهم تقنيات تصحيح الإبصار؟
قال الدكتور “بهاء الدين جبر” أخصائي جراحة العيون: بدأ تصحيح الإبصار منذ القدم بتقنية النظارات الطبية. ثم تبعها تقنيات العدسات اللاصقة إلا أن الممارسة العملية أظهرت مشكلاتها الكبيرة خاصةً مع عدم إلتزام المريض بتعليمات الإستخدام والتي من أهمها عدد ساعات وضعها داخل العين وهي تختلف بحسب نوع العدسة إلى عدسات يومية وعدسات أسبوعية وعدسات شهرية، وكذلك عدم الإلتزام بتعليمات نظافة العدسات ونظافة العين لأنه يسهُل على العدسة حمل الجراثيم التي قد تُؤذي العين والقرنية. وبعد النظارات الطبية والعدسات اللاصقة بدأ ظهور عمليات تصحيح الإبصار التي عُرفت باسم تشطيب القرنية حيث استُخدم فيها مجموعة من الأدوات الميكانيكية لتغيير شكل القرنية.
وبعد الثلاثة تقنيات السابقة بدأ إستخدام الليزر في تصحيح الإبصار أو ما عُرف باسم تقنية الليزك، وينقسم الليزر المستخدم في تصحيح البصر بتقنية الليزك إلى عدة أنواع منها الليزر السطحي، وليزر التصحيح عبر غشاء على سطح القرنية. وكل هذه التقنيات تعتبر من التقنيات التقليدية العادية التي لا تصلح إلا لتصحيح درجات بسيطة من النظر.
وتابع “د. بهاء الدين” قائلًا: أما في الوقت الحاضر تطورت تقنيات تصحيح الإبصار وأصبحت تشمل تقنيات لتحضير القرنية وتقنيات لتصحيح العيوب الإنكسارية على سطح القرنية، أي تعدت التقنيات العلاجية مرحلة تصحيح درجات النظر إلى تصحيح العيوب الإنكسارية في القرنية. وهذا التطور جَنَّب المرضى الكثير من المشكلات التي كانت تُصاحب تصحيح الإبصار بالطرق التقليدية، كما أن هذه التقنيات المتطورة حققت الهدف الرئيسي من عمليات تصحيح الإبصار ألا وهو حصول المريض على أفضل أنواع الرؤية في أسرع وقت للتمكّن من ممارسة حياته الطبيعية والوظيفية بسهولة ويُسر.
ففي التقنية التقليدية المسماه PRK كان يتم إستخدام أدوات ميكانيكية لإزالة الطبقة الخارجية من القرنية، أما الآن ومع التطور وظهور تقنية الـ PRK Trans أصبح بمقدورنا تغيير الطبقة الخارجية للقرنية وتنظيفها بالليزر، وهو ما وفر على المريض الوقت والجهد وألم ما بعد العملية.
وأيضًا الطرق القديمة لتصحيح الإبصار كان يُستخدم فيها أجهزة ميكانيكية لعمل غشاء على سطح العين، أما الآن ومع ظهور أجهزة الليزر التي تعمل بتقنية الفيمتو ليزر أصبح بمقدورنا خلق فقعات هوائية قادرة على فصل ألياف القرنية عن بعض، ويُستخدم هذا النوع من الليزر مع القرنيات ذات السماكة الرقيقة جدًا والتي كان يُتخوّف من علاجها في الماضي، ويُستخدم أيضًا مع الدرجات المرتفعة من قصر أو طول النظر والتي كان يصعب علاجها بالتقنيات التقليدية.
وأضاف “د. بهاء الدين”: ومن التقنيات العلاجية الجديدة تقنية الـ (Custom View) التي تُمكننا من علاج الهالات الضوئية التي يعاني منها المرضى والتي تتسبب في تشوش الرؤية وخصوصًا الرؤية الليلية، كما أنها تساعد في تحسين وعلاج عدم إنتظام القرنية، وفي هذه التقنية يتم العمل على موجة ليزرية خاصة يتم بناءها تبعًا لشكل وطبوغرافية القرنية وليس تبعًا لدرجات النظر فقط.
والفكرة العامة من كل هذه التقنيات المتطورة هي الوصول إلى النظر الثاقب الحاد بالتخلص من كل عيوب القرنية وليس تعديل أرقام النظر وحسب، فتقنيات الليزك العادية القديمة كانت تعمل على تصحيح ثلاثة متغيرات للقرنية وهي المرتبطة بقصر وطول وإنحراف النظر، في حين أن المتغيرات التي تتسبب في عدم إنتظام القرنية تصل إلى عشرة متغيرات وأصبحت التقنيات الجديدة قادرة على علاجها واحدة واحدة بالتفصيل.
ما هي الحالات التي تحتاج إلى زرع العدسة؟
أشار “د. بهاء” إلى أن زراعة العدسة اللاصقة داخل العين من الثورات العلمية الأساسية في طب العيون، لأنه على الرغم من كل التقدم والتطور في تقنيات تصحيح الإبصار بالليزر إلا أنه مازال من غير الممكن علاج القرنيات الرقيقة جدًا وعلاج الدرجات الشديدة الإرتفاع من طول أو قصر النظر. من هنا ظهرت تقنية زراعة العدسة، وهي لا تحتاج إلا لتخدير موضعي بقطرات تخدير داخل العين، ثم يتم إدخال العدسة اللاصقة وهي مطوية إلى الحجرة الأمامية للعين من خلال فتحة صغيرة جدًا، ثم تنفرد العدسة تلقائيًا بعد الدخول، وزراعة العدسة لا يتطلب سوى خمس دقائق للتنفيذ، ويظهر التحسن على الرؤية في خلال ست ساعات من إتمام عملية الزرع.