تفاصيل الاستشارة: ابنتي عمرها حاليا 6 أشهر ونصف ولديها بعض المشاكل التي أريد معرفة حل لها. أولا: لديها بعض التجمعات الدموية في عدة أجزاء من جسمها فمثلا عند الجزء الأيسر من الصدر والجزء الأيمن من الجسم. وأيضا الفخذ الأيسر سمين عن الفخذ الأيمن، هذه التجمعات الدموية تشبه “الجيلي” وأيضا الخد الأيمن والأذن اليمنى أكبر من الخد الأيسر والأذن اليسرى ولكن بطريقة ليست ملحوظة.
ثانياً: لاحظت عليها بعد شهر من ولادتها أن بها تشنجات وبدأت في العلاج عند تمام شهرين من عمرها من خلال الأطباء ببعض الأدوية مثل الديباكين والريفوتريل ولكن دون جدوى وتم تغيير الأدوية بعد ذلك إلى الحقن وتسمى سيناكتين ديبو وهناك تحسن من حقنتين فقط حتى الآن.
أريد أن أعرف هل يتم الشفاء من التجمعات الدموية هذه تماما مع التغير في الجسم؟ وكذلك هل يتم الشفاء من التشنجات نهائيا؟ وما مدى تأثيرها على القدرات العقلية؟ وأريد أن أعرف ما مدى تأثير هذه الأدوية على الجسم والمخ؟
ملحوظة: أنا وزوجي لسنا أقارب وليس لدينا أي مرض وراثي وكذلك أنا لم أتعاطى أدوية في فترة الحمل.
د. زياد محي الدين «استشاري مساعد طب الأطفال» أجاب على هذه الاستشارة؛ فقال: أختنا العزيزة، بالنسبة لحالة ابنتنا الصغيرة فنقول لك: إن التشنجات التي تصيب الأطفال الصغار لها أسباب متعددة فمنها أسباب خلقية وراثية وأسباب مكتسبة.
وفي البداية عزيزتي نستبعد أن تكون ولادة الطفلة ولادة متعسرة قد أدت إلى هذه التجمعات الدموية والاحتمال الأكبر أن هذه التجمعات قد يكون سببها إصابة الطفلة بزرقة عند الولادة أو نسبة صفراء عالية جداً.
ومن المحتمل أن يكون هناك ارتباط بين التشنجات والتغيرات التي ذكرتها في حجم الرأس أو وجود البقع الحمراء التي تشبه الجيلي والتي تعتبر نوعا من التجمع الدموي الذي يسمى “وحمة خلقية”. ويجب في مثل هذه الحالة عمل رسم مخ كهربائي وعمل أشعة مقطعية للرأس لبيان وجود أي ارتباط بين التشنج والوحمات الجلدية. أما الشفاء من هذه التشنجات فيعتمد بنسبة كبيرة على سببها ودرجة خطورتها وهذا يمكن تقريره بواسطة الطبيب المعالج والمتابع للحالة.
وعن التجمعات الدموية فغالباً ما يتم الشفاء منها بدون تدخل طبي أو جراحي فإذا استمرت يمكن عمل حقن موضعي أو علاج جراحي تجميلي؛ ولا نحتاج لذلك في أغلب الحالات.
وبالنسبة لحقن السيناكتين ديبو فهي نوع من محفزات الكورتيزون للجسم وهي مفيدة لبعض أنواع التشنجات ومنها (infantile spasm) وهذا النوع من التشنجات في الأطفال يرتبط بتشخيصه مع نوع معين من رسم المخ الكهربائي.
وجميع أنواع أدوية التشنجات لها أعراض جانبية؛ لذا يجب أن توصف تحت إشراف الطبيب مع عمل تحاليل لضمان عدم حدوث أي مضاعفات، والتأثير على القدرات العقلية أساساً يكون سببه هو أصل المرض الذي أدى إلى التشنجات.
⇐ وهنا نقرأ: بؤرة صرعية في المخ.. التأهيل هو الحل
وأخيرا أختي الكريمة، هذا كل ما عندنا بخصوص هذه الحالة ـ أعطيناك إياه ولكن {ما عند الله خير وأبقى}.
وهذا هو مبلغ علمنا، أعلمناك إياه ولكن {فوق كل ذي علم عليم}؛ فلا تهني ولا تحزني فعسى الله أن يجعل من بعد عسرك يسرا، واجعلي دعاءك ما علمنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: «ما أصاب عبدًا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدله مكانه فرجًا».