أصبح التعقيم هاجس الجميع في هذه الرحلة الحساسة التي انتشر فيها وباء كورونا العالمي في شتى بقاع العالم، ومن الأمور التي تستدعي التعقيم المستمر عملية الشراء من السوبر ماركت خاصةً في ظل ازدحامها الدائم مؤخراً، وكذلك بسبب حالة الهلع الشرائية التي تمر بها الدول كافة بعد انتشار فيروس كورونا.
فالغالبية العظمى من الناس يتجولون بالكمامة في السوبر ماركت والقفازات الطبية بهدف الحد من العدوى بهذا الفيروس.
كيف نضمن سلامتنا من فيروس كورونا أثناء الشراء من السوبر ماركت؟
يرى الدكتور سامح القدرة “استشاري طب الأسرة” أنه من الضروري أن يتحلى الجميع في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد بالطمأنينة والتفاؤل دون أن تكون هنالك حالة من الهلع والذعر الشديد من فيروس كورونا والنتائج السلبية التي قد يخلفها فيما بعد.
الجدير بالذكر أن هذه المرحلة الحرجة التي يحياها العالم أجمع ساهمت في زيادة الوعي لدى الجميع بأهمية التعقيم والتطهير والتنظيف على كافة المستويات، ومن ثم يمكننا التفريق بين مسميين هامين هما التنظيف والتعقيم.
- أولاً التنظيف: يعتبر التنظيف بمثابة الإزالة السطحية للجراثيم والأوساخ والشوائب من على الأسطح المختلفة.
- ثانياً التعقيم: يعتمد التعقيم على ضرورة استعمال مواد كيماوية لقتل الميكروب أو الفيروسات، وغالباً ما يتم بعد عملية التنظيف.
مضيفاً: يُعد السوبر ماركت من الأماكن المهمة التي يجب الانتباه إليها عند التعامل معها أثناء عملية الشراء، لذلك يجب الانتباه إلى بعض النقاط الهامة الناقلة للجراثيم والميكروبات في السوبر ماركت والتي من بينها:
- عربة التسوق، حيث يُفضل استعمال مناديل معينة ومعروفة من مادة الكلور أو مادة الكحول إيثانول لتعقيم اليد.
- التخلص من المناديل المستعملة في مكانها المخصص.
- تعقيم اليد بطريقة صحيحة قبل إجراء عملية التسوق.
- تجنب لمس الأنف والفم قدر الإمكان داخل السوبر ماركت.
- عند ملامسة الأغراض التي تم شراؤها من السوبر ماركت يجب تعقيم اليد مرة أخرى.
- تعقيم مقابض المنزل قبل ملامستها بعد التسوق.
- خلع الحذاء خارج المنزل بعد عملية الشراء.
- تفريع كافة المحتويات التي تم شراؤها من السوبر ماركت ويتم غسيل الأيدي بعدها مباشرةً.
هل يمكن أن تكون المحتويات التي تم شراءها من السوبر ماركت مصدر عدوى لكورونا؟
قد تساعد القفازات الطبية على حماية الإنسان من العدوى بأية فيروسات أو بكتيريا عند ملامسة أية أغراض شرائية من السوبر ماركت، ولكن قد تكون تلك القفازات أيضاً هي المصدر الأساسي للعدوى لأنها تحمل الفيروس على سطحها لمدة ٨ ساعات.
إلى جانب ذلك، يجب غسل المعلبات التي تم شراءها بالماء والصابون أو نقعها لمدة ٥ دقائق، كما أن هناك أقراص معينة موجودة في الصيدليات لتعقيم الخضار والفواكه.
من الملاحظ كذلك أن هناك العديد من الأشخاص يستعملون الماء والخل الأبيض في تنظيف الخضار للقضاء على البكتيريا والديدان دون مراعاة أنه ليس للخل الأبيض والماء دور في تطهير الخضار والفواكه من الفيروسات.
أما عن اللحوم، فيجب عدم لمسها قبل غليها لمدة ٣٠ دقيقة في الماء حتى لا تنتقل إلينا العدوى، فضلاً عن ضرورة غسيل الأيدي قبل تناولها أو طهوها.
تابع ” القدرة “: يعتمد الفيروس لبقائه نشطاً على:
- الحرارة.
- الرطوبة.
- نوع السطح الموجود عليه.
للتطهير المنزلي الجيد يمكننا استعمال ٤ ملاعق من الكلور مضافةً إلى لتر واحد من الماء ووضعها في بخاخة يتم رش الأسطح المختلفة بها للتطهير، وهذا ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية شريطة تنظيف السطح قبل تعقيمه بمثل هذه المواد.
يمكننا القول كذلك أن الأسطح البلاستيكية يمكن أن تحفظ الفيروس نشطاً عليها لمدة ٣ أيام، لذلك يجب نقع المواد البلاستيكية في الماء والصابون المفيد كذلك للخشب والمعدن والقماش وغيرها..
هل هنالك ضرورة ملحة لارتداء الكمامة للوقاية من فيروس كورونا؟
لا تعتبر الكمامة ضرورة على النحو الذي يراه البعض للوقاية من انتقال فيروس كورونا من شخص لآخر، ولكن يجب الإشارة إلى أن الكمامة يجب ارتداؤها من جانب الشخص المصاب بالفيروس حتى لا يتسبب في عدوى غيره من الأشخاص، ودون أن تكون هذه الكمامة شرطاً لارتدائها من جانب أي شخص آخر سليم غير مصاب بعدوى هذا الفيروس المستجد.
وختاماً، بشكل مؤسف، يمكن لفيروس كورونا الانتقال من شخص لآخر عن طريق العملات الورقية أو النقود، ومن ثم رأينا في الآونة الأخيرة بعض التوصيات المعلنة من جانب الخزانة الأمريكية والخزانة الصينية بعدم استعمال النقود لمدة ٧ إلى ١٤ يوم يتم فيها تعقيم هذه النقود حتى لا تكون مصدر قوي لعدوى كورونا، وفي حال استعملنا الأوراق أو العملات الورقية، يجب علينا غسل أيدينا بالماء والصابون وتطهيرها بأي مطهر قوي يمنع انتقال الفيروس.
أما عن الكتب الورقية فليس هناك أية أبحاث طبية تشير إلى دور هذه الكتب في انتقال فيروس كورونا من شخص لآخر، ومن ثم فليس هنالك داع لهذا الذعر من الكتب الورقية لانتقال فيروس كورونا الغير عنيف مقارنةً بفيروس سارس.