تفاصيل الإستشارة: طفلتي تبلغ من العمر سنتين وتعاني منذ ثمانية أشهر من تساقط وتكسر الأسنان الأربع الأمامية، وذهبت بها إلى أربع أطباء أسنان قد أجمع اثنان منها بضرورة خلع الأسنان الأمامية الأربعة لعدم أهميتهم، ولكني أشفقت عليها أن تمضي السنوات الست القادمة بدونها، وقمت بخلع سنة واحدة لتكسرها وعمل التهاب باللثة، وقد طلبت من الطبيبة أن تكمل لها على الأقل السنتين الأماميتين، فقالت إنه لا يمكن لعدم وجود داعم لذلك ونبهني طبيب آخر بعدم خلع الأسنان حفاظا على الأسنان الدائمة بدلا من أن تنبت باعوجاج نتيجة للفراغ، وأنا في حيرة من أمري فاللثة غير ملتهبة، وأواظب على تفريش أسنانها على الأقل مرتين باليوم..
أرشدوني بالله عليكم ما هو الحل المناسب؟ هل أقوم بخلع الضواحك كاملة أم أبقيها هكذا لحين سقوطها طبيعيا؟ مع العلم أنها لمدة عام ونصف كانت ترضع من “الببرونة” حتى في الليل وتمت الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر وهي منذ ثلاثة أشهر فقط تشرب الحليب من الكوب وقد أعطيتها دواء (ديكال كالسيوم)، وقالت لي الطبيبة إن أفرش لها أسنانها يوميًّا مع بقاء المعجون بدون شطف لتقوية ما تبقى فهل هذا ضار بها خاصة أنها طفلة صغيره وقد تبتلع المعجون؟
هي الطفلة الثالثة في الترتيب ولم أتعاطَ أي دواء أثناء حملها غير مضاد حيوي للكلى في الشهر الثالث، وكذلك أسنان أخيها وأختها كثيرة التسويس، ولكن لا تتكسر مثلها.. هل عندما تبدل أسنانها اللبنية سوف تكون سليمة؟
وما هو العمر المناسب لطفلة عمرها 8 سنوات لعمل تقويم بالأسنان الأمامية — (أختها لديها سنة خارجة عن الأخرى )، ولكم كل الشكر.
الإجـابة
هنا ردَّت د. أماني فوزي لاشين —إخصائية طب وجراحة الفم والأسنان— على السائِلة، فقالت: أختنا العزيزة.. بداية ندعو الله لك أن يبارك لك فيما رزقك من أبناء، وينبتهم نباتاً حسناً إن شاء الله.. إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
وما تعاني منه طفلتنا الصغيرة هو ما يعرف بـ “تسوس الببرونة” وهو ناتج عن إرضاع الأطفال ليلا (قبل النوم مباشرة) دون غسل أسنانهم أو حتى تنظيفها بالماء لإزالة آثار اللبن فعندما يبقى اللبن في فم الطفل مساءً يتخمر ليعطي بكتريا تزيد من فرصة تسوس الأسنان، وهذا ما حدث مع طفلتنا الحبيبة، حيث ذكرت أنها لمدة عام ونصف كانت ترضع من “الببرونة” حتى في الليل، وكان الأجدر بك أن تعملي على تنظيف أسنانها بعدما تنام بقطعة من القطن المبلل حتى تزيلي آثار اللبن من فمها، لكن قدر الله وما شاء فعل.
على كل حال عزيزتي ليس الأمر بالخطورة التي تدعو لقلقك هذا فما أصابك من قلق كان نتيجة الحيرة في أخذ رأي أكثر من طبيب، ولا نريد لك أن تقعي في خطأ كل منهم فكما قال ابن سيناء: من تداوى لدى كثير من الأطباء يوشك أن يقع في خطأ كل منهم.
وإليك عزيزتي نصائحنا علك تهدئي ويرتاح بالك:
أولاً: نطمئنك في البداية أن أسنان طفلتك بعد التبديل ستكون طبيعية وسليمة إن شاء الله، ولكن لا بد من الحرص على غسلها بالمعجون، وتعويد الطفلة على ذلك.
ثانياً: لا بد من تناول الكالسيوم بانتظام وبالمتابعة مع الطبيب.
في رأيي الشخصي لا داعي لخلع بقية الأسنان الأمامية للطفلة طالما أنها لا تعاني من ألم بها أو التهاب في اللثة أو خراج… إلى غير ذلك من المشاكل وذلك لعدة أسباب أهمها:
- خلع الأسنان الأمامية يمثل مشكلة في الهضم، حيث إن مضغ الطعام في الفم يعتبر خطوة أولى في عملية الهضم.
- خلع الأسنان الأربع الأمامية يعني بقاء الطفلة لمدة لا تقل عن 5 سنوات دون أسنان أمامية؛ وهذا يشكل لها عبئا نفسيا عند دخول المدرسة وهي في سن 6 أو 7 سنوات، ولقد استشعرت هذه المشكلة بنفسك فأشفقت على طفلتك من خلع الأسنان كلها.. فخيرا فعلت.
- قد تحدث مشاكل في نمو الأسنان باعوجاج بعد ذلك كما ذكر لك.
ثالثاً: أما في حالة وجود مشاكل مما سبق ذكره في هذه الأسنان —لا قدر الله— فلا مفر من خلعها، وفي هذه الحالة لا داعي للقلق، حيث يمكننا تفادي الآثار السلبية الناتجة عن هذا الخلع مع ملاحظة أن احتمالات حدوث مشاكل في نمو الأسنان الأمامية أقل بكثير منها في الضروس غير أنه يمكننا عمل ما يسمى بـ Space Maintainer للحفاظ على أماكن هذه الأسنان.
رابعاً: بالنسبة للأسنان التي تكسرت فإنه لا يمكن عمل طربوش أو حشو لإكمالها؛ لأنه لا يوجد دعامة لهذه الأسنان بعد كي يبنى عليها الطربوش أو الحشو كما ذكرت لك الطبيبة لذا فلا خيار أمامك سوى تركها.
خامساً: يمكنك اتباع ما نصحك به الأطباء من تفريش أسنان الطفلة يوميًّا مع بقاء المعجون بدون شطف مع مراعاة أن تكون كمية المعجون قليلة جدًّا (أقل من البسيط)، حيث إنها ستكون عملية يومية ولا مشكلة في ابتلاع الطفلة لهذه الكمية من المعجون فلا تقلقي.
أما بالنسبة لسؤالك الأخير عن أختها فإن أفضل سن لعمل التقويم هو ما بين 12 – 13 سنة.
مزيد من الفائِدة أيضًا في:
- ↵ تغير لون السن بعد علاج الجذور.. أمر طبيعي
- ↵ علاج الأسنان.. لضمان سلامة القلب
- ↵ تغير لون السن بعد علاج الجذور.. أمر طبيعي
وأرجو لأطفالك أسنانا قوية وصحية، وتابعينا بأخبارهم دائماً.