«محمد» يسأل: مشكلتي بدأت مع بداية حياتي منذ الصغر، فقد وجدت نفسي أعاني من ثقل في السمع وأذني تصب صديدًا، ولكن كانت أذني اليمنى تصب صديدًا بدون رائحة والأخرى تصب برائحة كريهة جدًّا منذ كنت في المرحلة الابتدائية، وأنا أعاني من ثقل في السمع مع طنين مستمر وعال، كنت لا أطيقه، ولكن أصبح واقعًا صعبًا، وكنت لا أستطيع أن أستمر في حياتي، وقد أثّر عليّ كثيرًا عندما كنت في المرحلة الثانوية، حيث أعاقني عن تحقيق هدفي، حيث كنت لا أستطيع المذاكرة منه.
ومنذ الصغر وأنا كثيرًا أذهب إلى أطباء، ولكن كل منهم يكتب أدوية فقط لا تنفع حتى دخلت الكلية، وبدأت أتابع باهتمام كبير وأذهب إلى الأطباء، حتى قال لي أحدهم بأن أذني في حاجة إلى عملية جراحية، ولكن يجب أن نعالج الصديد هذا.
أخذت أدوية كثيرة جدًّا دون أي جدوى إلى أن تخرجت وأعمل حاليًا.. ذهبت إلى أستاذ جامعي قال لي أنت في حاجة إلى عملية جراحية لترقيع طبلة الأذن واستئصال عظمة الماستويد تقريبًا؛ لأن بها سوسًا، واتفقت معه على العملية بعد أن أخذت أدوية خففت من الصديد، وأثناء التجهيز للعملية رفض والدي العملية وقال لا لن تجريها، وخاف علي من العملية ومنعني من إجرائها.
وبعد عام ازداد الطنين والانسداد في أذني وجعلني لا أستطيع أن أمارس حياتي بشكل طبيعي، حيث إن طبيعة عملي هي السمع والكلام، إلى أن رجعت واتفقت مع أستاذ الجامعة على إجراء العملية، ولكن قال لي بعد إجراء اختبار السمع ما سبب لي صدمة وهو أن عصب السمع في الأذن الشمال ميت، وأن العملية لا تؤدي إلى أي تحسن في السمع.
أتعبني هذا الخبر كثيرًا؛ وهو ما جعلني أذهب إلى أستاذ جامعي آخر مشهور قال لي بعد اختبار السمع بأن العصب ليس ميتا وأن العملية سوف تؤدي إلى تحسن في السمع بنسبة 70% فقط قلت لا بأس.. المهم أن يكون هناك تحسن.
واتفقت معه وأجريت العملية، ولكن بعد أن أجريتها قال لي الطبيب بأنه لم يقم بترقيع طبلة الأذن بسبب وجود سوس كثير، وفي هذا الحالة لا يستطيع أن يرقع الطبلة؛ وهو ما جعلني أشعر بالضيق أكثر، حيث إن العملية لا تؤدي إلى الغرض منها، وهو السمع الجيد والعلاج من هذا الطنين الذي يعوقني عن حياتي.
وقال لي بأن علمية الترقيع في الأذن اليسرى لا تجرى إلا بعد سنتين أو ثلاث من هذه العملية، ولكن الأذن اليمنى يمكن أن يتم فيها عملية بعد ستة أشهر من العملية الأولى، حيث إن بها ثقبًا هذا في الأول، ولكن بعد ذلك قال لي إن بها أليافًا ولا تحتاج إلى عملية ولا أعرف ما الحقيقة، وما هي حالة أذني، وطلبت منه أن يكتب لي أي أدوية لهذا الطنين، فرفض رغم إلحاحي عليه وسالت عن إمكانية تركيب السماعة فقال لي دعك من السماعة واصبر.
أرجو من سيادتكم التعليق على حالتي، وماذا عن هذا الطنين؟ آسف للإطالة، ولكني أحببت الإيضاح، وأي استفسار أنا مستعد أن أرسل لكم.. أرجو من سيادتكم الاهتمام، وشكرًا.
⇐ د. أسامة محمد محسن «أخصائي الأنف والأذن والحنجرة» أجاد بالإجابة؛ فقال: يتضح من رسالتك أخي الكريم أنك تعاني من التهاب مزمن بالأذن الوسطى اليمنى واليسرى، وبالنسبة للأذن اليسرى والتي تم إجراء جراحة بها لاستئصال الأنسجة المريضة وتسوس العظام الناتج عن المرض فأنت لم توضح.. هل تمكن الطبيب من عمل استئصال كامل للأنسجة التالفة والتسوس العظمي أم لا؟
ويُستشف من عرضك للحالة أنه لم يتم الاستئصال الكامل، وعليه أرى أن الأذن اليسرى تحتاج إلى إعادة تقييم بعد عام على الأقل لمعرفة مدى إمكانية إجراء جراحة تصحيحية وترقيع للطبلة من عدمه، ويمكن الاستعانة برأي طبيب ثانٍ بعد الحصول على تقرير عن الجراحة التي تمت من الطبيب المعالج، وذلك قبل اللجوء إلى إجراء جراحة للأذن اليمنى التي تحتاج إلى تقييم من حيث مدى انتشار المرض ودرجة السمع.
أما الطنين الذي تعاني منه فلن يتحسن بالأدوية وإنما بإجراء جراحة تصحيحية لعظيمات الأذن الوسطى وترقيع الطبلة، وعليه أرى ألا تتعجل باتخاذ القرار، وأنصحك بإعادة تقييم الموقف بعد عام من الجراحة السابقة.
وننصحك في الوقت الحالي بعمل شيء بسيط جدًّا يمكن أن يقلل من حدة هذا الطنين لديك، وهو أن تضع بجوارك ليلاً -بالذات- أي صوت يفوق صوت هذا الطنين كالمذياع مثلاً، فسماع هذا الصوت العالي يغطي على صوت الطنين نفسه، ويمكنك سماع القرآن الكريم حيث يبعث على هدوء النفس والراحة بشكل عام {أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب}.
ومن الأدوية التي تساعد على إيقاف الطنين هي الأدوية التي تعمل على تنشيط وضبط الدورة الدموية للمخ، ومن أمثال هذه الأدوية أقراص التيبونينا، وهي أقراص مستخرجة من أعشاب طبيعية تؤخذ بتناول قرص 3 مرات يوميًّا دون أي آثار جانبية إن شاء الله تعالى.
مع أطيب دعائي لك أن يوفقك الله تعالى إلى الخير ويتم عليك شفاءه قريبًا إن شاء الله.
وأضاف الدكتور أيهاب أبو زيد «اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة»: الأخ الفاضل، في البداية أخي لا بد أن تعلم أن ما أصابك هو أولاً وأخيرًا قدر الله عز وجل، وليس أمامنا سوى الرضا والصبر، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل طائفة من أصحابه: “ما أنتم؟” فقالوا: مؤمنون، فقال: “ما علامة إيمانكم؟” فقالوا: نصبر على البلاء ونشكر عند الرخاء”.
وقال أيضًا: “إذا أحب الله تعالى عبدًا ابتلاه، فإن صبر اجتباه، فإن رضي اصطفاه”.
وإليك بعض الحقائق التي قد تفيد في توضيح الحالة:
- أولاً: العلاج الوحيد لتسوس الأذن هو الجراحة في أقرب وقت حتى في سن الطفولة لمنع تآكل عظام الأذن وانتشاره إلى عظام الجمجمة والمخ.
- ثانيًا: العلاج الأساسي لثقب طبلة الأذن هو الجراحة إذا لم يستطع المريض المحافظة على الأذن وتكرر الالتهاب بها.
- ثالثًا: التأخير في العلاج مع تكرار الالتهاب الصديدي والاضطرار إلى استخدام نقط الأذن بكثرة يؤدي إلى ضعف مستقبلات الصوت بعصب السمع والذي قد يحدث في منطقتين:
- الأولى: منطقة الترددات العليا ويؤدي إلى طنين بالأذن، وينصح في هذه الحالة بالابتعاد عن الهدوء وعدم التركيز في الطنين، مع تناول بعض الفيتامينات، وكذلك المهدئات في الحالات الشديدة بالطبع تحت إشراف الطبيب، وقد يحتاج المريض إلى جهاز مثل السماعة يصدر ذبذبات تخفي الطنين.
- الثانية: منطقة الترددات الوسطى والمنخفضة وتؤدي إلى ضعف السمع، وينصح بالسماعة إذا وصل إلى درجة معينة.
وفي النهاية عزيزي ننصحك بعمل قياس سمع جديد بأحد مراكز السمع المتخصصة، وعرضه على طبيب الأذن لتحديد العلاج المناسب. مع أطيب الدعاء بالشفاء التام، وتابعنا بأخبارك.