تقع تركيا (Turkey) في الطرف الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في جنوب شرق أوروبا وجنوب غرب آسيا، ويحدها من الشمال البحر الأسود وجورجيا ومن الغرب بحر إيجه، ومن الشرق أرمينيا وإيران، ومن الجنوب سوريا والعراق والبحر المتوسط، ونظرًا لموقعها المحاط بالبحر من ثلاث جهات، لطالما كانت تركيا مركزًا لطرق التجارة الكبرى والحرير والتوابل.
تاريخ تركيا
تم احتلال الأناضول (الجزء الآسيوي من تركيا) حوالي عام ١٩٠٠ قبل الميلاد من قبل الحثيين الهندو أوروبيين، وبعد انهيار الإمبراطورية الحثية في عام ١٢٠٠ قبل الميلاد، تم احتلالها من قبل الفريجيين والليديين، كما احتلت الإمبراطورية الفارسية المنطقة في القرن السادس قبل الميلاد، مفسحة المجال للإمبراطورية الرومانية، ثم فيما بعد الإمبراطورية البيزنطية، وبعد ذلك ظهر الأتراك العثمانيون لأول مرة في أوائل القرن الثالث عشر، واستولوا علي دول البلقان المسيحية، وانتشروا كذلك تدريجياً عبر الشرق الأدنى والبلقان، واستولوا أيضًا على القسطنطينية عام ١٤٥٣ واقتحموا أبواب فيينا بعد قرنين من الزمان، بالإضافة إلي ذلك، امتدت الإمبراطورية العثمانية من الخليج الفارسي إلى غرب الجزائر، واستمرت الإمبراطورية العثمانية لمدة ٦٠٠ عام، ولم تكن واحدة فقط من أقوى الإمبراطوريات في تاريخ منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولكنها أثرت بشكل كبير علي الفن والهندسة المعمارية والأدب الإسلامي.
وبعد عهد السلطان سليمان الأول العظيم (١٤٩٤-١٥٦٦)، بدأت الإمبراطورية العثمانية في التراجع سياسياً وإدارياً واقتصادياً، وبحلول القرن الثامن عشر، كانت روسيا تسعى إلى ترسيخ مكانتها كحامية للمسيحيين في أراضي البلقان التركية، وتم التحقق من الطموحات الروسية من قبل بريطانيا وفرنسا في حرب القرم (١٨٥٤-١٨٥٦)، لكن الحرب الروسية التركية (١٨٧٧-١٨٧٨) أعطت بلغاريا استقلالًا فعليًا ورومانيا وصربيا التحرير من ولائهم الاسمي للسلطان، وبالإضافة إلي ذلك أدي الضعف التركي إلي نشوب ثورة قامت بها جمعية شباب الأتراك في عام ١٩٠٩، حيث أجبروا السلطان عبد الحميد على التنازل وإعادة العمل بالدستور، ومع ذلك ، لم تكن الإصلاحات حاجزًا أمام المزيد من الهزائم في الحرب مع إيطاليا (١٩١١-١٩١٢) وحروب البلقان (١٩١٢-١٩١٣)، وخلال الحرب العالمية الأولى انحازت تركيا إلى جانب ألمانيا، ونتيجة لذلك خسرت أراضيها في ختام الحرب.
وفي النهاية تأسست الجمهورية من قبل مصطفى كمال أتاتورك في عام ١٩٢٣ والتي شكلت نهاية للحكم الطويل للإمبراطورية العثمانية، ومنذ ذلك الحين، تحولت تركيا إلى دولة ديمقراطية حديثة مع استمرار الثقافة والتقاليد في العيش والتطور.
الثقافة
تعد تركيا بلد الثقافات والمعتقدات والأفكار المتنوعة والطبيعة والتاريخ، حيث ينعكس هذا التنوع في المناظر الطبيعية التي تمثل دعم الحياة والموطن لـ ٧٠ مليون شخص، ويشمل المشهد التركي مجموعة واسعة من المناطق الجغرافية، كما يتميز هذا المشهد بخصائص مشتركة لثلاث قارات من العالم: أوروبا وأفريقيا وآسيا، وبين عام ٢٠٠٠ قبل الميلاد و١٥٠٠ ميلادية، كانت الأناضول مركز حضارة العالم الذي تجلى في الآثار التي تزين المناظر الطبيعية اليوم، وبالإضافة إلي ذلك تشتهر تركيا أيضًا بوفرة وتنوع الحرف اليدوية والمطبخ والموسيقى والعادات والتقاليد بسبب النباتات الغنية والحيوانات والتمايز الإقليمي بالإضافة إلى إرثها الإمبراطوري.
مناخ تركيا (Turkey)
يختلف المناخ في تركيا حسب المنطقة، وبشكل عام، يعتبر مناخ البلاد معتدل، حيث أن منطقة البحر الأسود معتدلة وممطرة، كما يتميز الجنوب ومنطقة بحر إيجه بمناخ البحر الأبيض المتوسط، أما بالنسبة للمناطق الوسطى والشرقية والجنوبية الشرقية فيسود فيها المناخ القاري.
بعض المعلومات المهمة والسريعة عن تركيا
- يعتنق أكثر من ٩٩٪ من سكان البلاد البالغ عددهم ٨١ مليون نسمة الدين الإسلامي.
- تبنت تركيا في البداية سياسة محايدة في علاقاتها الخارجية منذ تأسيسها في عام ١٩٢٣.
- تخلت تركيا عن سياساتها الحيادية عام ١٩٥٢ بالانضمام إلى الناتو.
- في أبريل من عام ٢٠١٧، وافق الناخبون على تعديلات دستورية غيرت حكومة البلاد من نظام برلماني إلى نظام رئاسي.
المراجع: Usnews , Flypgs , Infoplease , Bilkent