على الرغم من الحملات الإرشادية المتعاقبة والنشطة التي تطلقها وزارة المياه والكهرباء بين الفينة والأخرى عن ضرورة الترشيد في استخدام المياه، إلا أن جاري العزيز يصر على تحويل شارعنا المثخن بالحفريات إلى مستنقعات للمياه أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع في موعد لا يخلفه أبدا! وذلك عندما يترك مهمة غسل الفناء الخارجي لمنزله العامر إلى خادمتيه اللتين تستهلكان في تلك المهمة كمية من الماء تكفي لغسل منازل الحي بأكمله! وبالطبع فإن المعلومة التي تفيد أن البلد قد تتجه إلى أزمة مياه حادة لا تعنيهما من قريب ولا من بعيد!
وبالرغم من أن شوارع مدينة الرياض تشهد حالات جفاف شديدة نتيجة عدم تعرضها للأمطار منذ فترة طويلة إلا أن شارعنا لا يعرف ذلك الجفاف مطلقا ولا أظنه سيعرفه ما دام جاري- أدام الله ظله- يغرقه بالمياه ثلاث مرات أسبوعيا وبأجود أنواع الماء العذب!
جاري هذا الذي تزين سور منزله الخارجي مجموعة من الشجيرات ونباتات الزينة- جزاه الله خيرا- لا يكل ولا يمل من توصية عامله المنزلي للقيام بعمليات الري المنتظمة لهذه الشجيرات، إلا أن عامله ومن فرط حماسه وإخلاصه في العمل يقوم بتغريقها تماما حتى انتقل بعضها إلى رحمة الله، أما بعضها الآخر فقد أضحى يعيش موسما ربيعيا حتى في عز «أغسطس» بل وأصبح لديه اكتفاء ذاتي من المياه لمدة عشرة أعوام قادمة!
وكعادتنا في تصدر القوائم التي يهرب منها باقي الناس، فإن التقارير تؤكد أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا في استهلاك المياه للفرد بمعدل 286 لترا يوميا بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، فإنه ومن المتوقع جدا أن يرتفع بنا جاري العزيز إلى المرتبة الأولى بفارق مريح عن باقي المنافسين ما دام يصر على ممارساته تلك!
أفضل «كروكي» لمنزل جاري هذا هو أن تتبع عزيزي القارئ الكريم مصدر المياه التي تغرق شوارع «حارتنا» وعندها ستجد نفسك وجها لوجه أمام منزله العامر!
بقلم: ماجد بن رائف