تعتبر أساليب العنف والضرب للأطفال من أسوء الطرق التي قد يستخدمها الأهل مع الطفل؛ حيث أنها تتسبب في الكثير من المشاكل والاضطرابات النفسية التي تؤثر على الطفل سواء في الحاضر أو المستقبل.
لذلك من المهم تجنب جميع هذه الأساليب في تربية الطفل، واستخدام أساليب أخرى أكثر نفعًا للطفل، لأن أساليب العنف هذه في معظم الأحيان لا تعطي النتائج المطلوبة.
مفاهيم التربية
تقول الدكتورة “نهاية ريماوي”، وهي مستشارة نفسية تربوية وأسرية أن: يجب أن يحصل الزوجين على الاستعداد الكامل سواء نفسيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا قبل أن يفكروا في إنجاب أطفال؛ لأن الطفل إذا لم يتم تربيته تربية سليمة سوف يكون لديه الكثير من الاضطرابات نفسية ولن يستطيع أن يعيش سعيدًا في حياته.
وتؤكد د.” نهاية” أن العقاب هو آخر وسيلة يجب أن يلجأ إليها الأهل في تربية الطفل، كما تؤكد أن هناك أنواع من العقاب مسموح بها إلى حدٍ ما، بينما هناك أنواع أخرى مرفوضة تمامًا.
يعتبر الضرب بجميع أنواعه وأشكاله مؤذي للطفل، ويصيب ببعض الاضطرابات نفسية؛ لذلك هناك بعض الأساليب الأخرى في التربية يمكن اللجوء إليها بدلًا من الضرب والصراخ والتعذيب، لأن جميع هذه الأساليب العنيفة قد تتسبب في تربية طفل مطيع، وقد يكون لديه احترام أيضًا، ولكن الطفل بداخله يصبح غير سوي نفسيًا بسبب هذه الأساليب.
تشير “د.ريماوي” أن هناك دراسة تقول أن ٩٦٪ من الأهالي الذين يمارسون العنف ناحية أطفالهم قد تعرضوا لنفس هذا العنف في طفولتهم؛ ولذلك من الضروري جدًا على الأب قبل أن يقوم بضرب طفله أن يسأل نفسه أولًا عن الهدف من هذا الضرب، وهل هو لتعديل سلوك الطفل أم أنه لمجرد الانتقام.
ولقد توصل علماء النفس إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للتعنيف والضرب في طفولتهم، سوف يترك هذا العنف الكثير من الآثار النفسية لديهم مستقبلًا.
وأصبح هناك الآن المزيد من الوعي لدى الأطفال والمراهقين لرفض العنف القائم عليهم.
كيفية منع الطفل من السلوكيات الخاطئة بدون ضرب أو تعنيف
تابعت د. “نهاية”: هناك نظرية تسمى “نظرية الجبل الجليدي”، والتي يكون فيها ١٠٪ من الجبل الجليدي ظاهر، بينما ٩٠٪ يكون الأساس وغير ظاهر.
وهذه النظرية تنطبق على سلوكيات الطفل؛ حيث أن الأهل غالبًا ما يشغلهم ١٠٪ فقط من سلوك الطفل، ويتناسون ٩٠٪ منه؛ وهذا يعني أن سلوك الطفل الظاهر يمثل فقط ١٠٪، بينما يكون لهذا السلوك أساس داخلي يُشكل ٩٠٪.
ولذلك اهم خطوة لعلاج السلوك الظاهر الغير مرغوب فيه لدى الطفل هي معرفة اولًا أسباب ودوافع هذا السلوك، ومعالجتها أولًا حتى يتحسن هذا السلوك الخارجي الظاهر.
وهناك أربع أسباب لوظائف السلوك التي يجب على الأهل الانتباه لها ومحاولة تعديلها تعديل دائم، وعدم اللجوء لأساليب العنف والضرب لأنها تساعد في تعديل سلوك لحظي فقط، ومن هذه الأساليب:
- قد يقوم الطفل مثلًا بتصرف معين للحصول على الاهتمام والانتباه من والديه.
- أو القيام بسلوك معين للحصول على بعض الألعاب أو الأغراض التي يريدها.
- أو الهروب من مهمة معينة يتوجب عليه القيام بها مثل الدراسة وغيرها، عن طريق اللجوء لعمل مشكلة داخل المنزل تستدعي انشغال الأهل عن طلب القيام بالمهمة.
إذا كان لدى الطفل بعض السلوكيات السلبية فإنه يتجه لأسلوب التحفيز الحسي مثل الضرب، أو تكسير الأشياء لتقليل الضغط والتخلص من الطاقة السلبية.
وهناك بعض أشكال من العقاب التي يمكن اللجوء لها، ولكن بعد نفاذ جميع الطرق الممكنة.
أما بالنسبة للطرق الأخرى لتعديل السلوكيات الغير مرغوب فيها تكون باستخدام البدائل والمعززات؛ فمثلًا إذا كان لدى الطفل سلوك سيء غير مرغوب فيه، يقوم الأهل بالبحث عن السلوك الجيد الذي يقابله وتعزيز هذا السلوك لدى الطفل، ومحاولة إعطاءه فكرة عن إيجابية عن هذا السلوك، وتحفيزه للقيام به؛ سواء كان التحفيز معنويًا بالحب والحنان، أو ماديًا بالهدايا مثلًا، أو الأشياء التي يحبها الطفل، مع مراعاة عمر الطفل بالتأكيد.
هنا أيضًا: أسماء أولاد مختارة ومنتقاة بعناية «بمعانيها»… لأحلى وأجمل اسم للمولود الجديد
متى يلجأ الأهل للمختصين لتعديل سلوكيات الطفل؟
من الجدير بالذكر أن هناك بعض الآباء يلجأون للطرق الحديثة في تربية الأطفال، ولكن هذه الطرق لا تؤدي إلى النتائج المطلوبة، كما أنها تتسبب في بعض التراكمات النفسية لدى الطفل في التعامل، سواء في المنزل أو المدرسة.
ختمت د.”نهاية”: تربية الطفل يجب أن تكون هي المهمة الأولى والأساسية على الأهل، ولا يمكن استبدالها أو تفضيل أي مهمة أخرى عليها؛ وذلك لأننا نحاول بشكل دائم أن نقوم بتربية جيل سوي في الوطن والمجتمع.
ولذلك إذا لم يكن لدى الأهل الوقت الكافي لأطفالهم، فإنهم يضطرون للجوء إلى بعض الوسائل والطرق الأخرى مثل: اللجوء للمختصين النفسيين، لإعطاء الأهل الطرق السهلة والمناسبة لتربية الطفل، أو اللجوء دائمًا لاستخدام أسلوب التحفيز مع الطفل؛ “إذا قمت بإنجاز هذه المهمة سوف تحصل على لعبة تحبها مثلًا”.