(والذين آمنوا أشد حبا لله). هل من المنطقي أي يكون هناك عبد لا يحب المنعم جل وعلا؟ وما بكم من نعمة فمن الله!
إن أبنائنا لربما يحبوننا؛ لأنهم يعتقدون أن الخير الذي في أيديهم وبين أعينهم منا. ولكن من أكبر الأخطاء التربوية نسبة النعم إلى الوالدين. فجميل أن تنسب كل نعمة إلى الله.
ربوا أبنائكم على أن الله هو المنعم
فحتى يحب أبنائنا ربنا جل في علاه لا بد أن نبين لهم أن كل ما في الكون منه، وكل دابة تسير في الأرض عليه جل وعلا رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها.
إن الابن الذي يُربي على أن الله هو المنعم، وتأمل في أول سورة يحفظها وهي سورة الفاتحة ركن الصلاة السبع المثاني “الحمد لله رب العالمين” ومن معاني الربوبية الخلق والتدبير، وكذلك الأمر، ولذلك إن الإنسان قد فطرت نفسه على أن من أنعم إليه يُحبه.
فلو أن أحداً وقف في الشارع وطال وقوفه في الصيف، ثم وقف له إنسان وأوصله إلى مكان بعيد لكان واجب عليه أن يشكر ذاك الذي أوصله، مع أن النعمة التي أسداها إليه إنما هي سويعات أو دقائق، فكيف بالموجب سبحانه؟ كيف بالرب سبحانه؟ كيف بالمعبود سبحانه؟
تربية الأبناء على حب الله
إن أبنائنا بحاجة إلى أن يربوا على حب الله، وأن تُنسب النعم إلى الله، وأن يعلق هذا القلب بالله.
والحب عباده تزيد بالطاعة وتنقص بالمعصية، وتزيد أيضاً بالتربية والتذكير بها.
إذا تحركت يد ابنك فاحمد الله على أن حركها، فهناك من لا يحرك يده. وإذا فتح عينيه كل صباح قل له يا بُني: قل الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور.
لماذا يا أبتي؟ لأن هناك يا بني من أراد أن يفتح عينه فما فتحت، القلب توقف، فالبعض أراد أن ينظر فإذا النور قد ذهب من عينه.
إن الابن الذي يُربي على أن الله هو ربه، سيكون ابناً صالحاً يخشى الله ويتقيه، ولاحظوا أن بعض أبناؤنا يحبنا لأنه يعتقد أننا الذي نعطيه، فتصور لو تقول: يا بني أنا أعطيك لأن المعطي سبحانه أعطاني لأعطيك، ولكي أعطيك أحسن وضعك مع ربي هو الذي لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع حتى يأمرني أن أعطيك.
فهذا رزق وربي هو الرزاق، ولذلك ربط الأبناء بهذه العبودية الجميلة تجعل حب الله جل وعلا يجعل قلوبهم في ربيع، وفي أنس، والابن يخشى الله ويحب الله ويرجوه.
رب ابنك على الحياء مع الله
فأركان العبادة إذا اجتمعت في حياة شاب فإننا لا نحتاج أن نقول له بعد ذلك لا تقِل حياءك من الله.
فالبعض يقول لا تقِل حياءك مع الرجل الكبير ومعا أمك ومع أبيك.
فأين هذا الابن من قلة حيائه من الله، فربوا أولادكم على حبه سبحانه حتى يعطيهم من غير ما يحتسبون.