ويسأل الكثيرون؛ هل فعلا تربية البنات تدخل الجنة ؟ فقد جاءت النصوص عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحث على إكرام البنات، وتُذكِّر بعظيم الأجر في تربيتهِن، ففي تربية البنات حديث للمصطفى ﷺ؛ ذلك أنه عليه الصلاة والسلام قال “من عالَ جاريتينِ كُنت أنا وَهوَ في الجنَّةَ كَهاتين” وضم بين أصابعه؛ وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت امرأةٌ معها بنتان لها إليّ تسألني الصدقة، فدخلت أبحث في البيت عن شيء أتصدق به عليها، فما وجدت إلا تمرتين؛ فأخذت مني التمرتين، فأعطت كل واحدة منهن تمرة، فاستطعمت كل بنت التمرة التي أخذتها؛ قالت فأُعجبت بصنيع أمهن؛ فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما ذكرت له عائشة ذلك “من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن، كُن سِترا له من النار”.
هل تربية البنات تدخل الجنة ؟
وفي واقعة أخرى في رواية عند الإمام مُسلم أن امرأة أتت عائشة معها بنتان لها، ودخلت عائشة البيت ما وجدت في البيت إلا ثلاثة تمرات، فأتت بالتمرات الثلاث فناولتها المرأة؛ فالمرأة أعطت كل بنت تمرة وأخذت التمرة الثالثة لها، فنظرة المرأة إلى ابنتيها فإذا بكل بنت تستطعم تمرة، تراها لذيذة؛ فالمرأة، وبعد أن كادت تأكل التمرة الثالثة، امتنعت عن أكلها وقسمتها نصفين، أعطت كل واحدة نصفًا زائدًا على التمرة الأولى، سُرَّت عائشة بهذا الصنيع، وحكته للرسول عليه الصلاة والسلام، فقال “إن الله قد أوجب لها بذلك الجنة” أو “أن الله قد أدخلها بسبب ذلك الجنة”؛ صلوات الله وسلامه عليه.
رسالة لكل من يُرزق بالبنات فقط في الإنجاب
هل عييت الآن القدر الرائع الذي ينتظرك جرَّاء تربيتك لبناتك؟ هل أيقنت أن ما أنت فيه نِعمة من المولى عز وجل؟ هل انتبهت لِما جعل الله لك من الثواب والأجر فيما تفعل؟
نعم؛ الكثيرون -وللأسف- يتضجر ويحزن على إنجابه للبنات فقط، بل أننا نسمع الكثير من حالات الطلاق التي تحدث لأن الزوجة تُنجِب أطفالاً فحسب، ويذهب الزوج للزواج بأُخريات أملاً منه أن يرزقه الله عز وجل بالبنين. وكأنّ الزوجة هي التي تتحكم في الأمر، أو هي من تختار أن تُنجب بناتًا أو بنينًا.
فاتقوا الله في نسائِكُم، وأيقنوا أن الأمر كله بيد الله -الرزَّاق-، وأن ما يأتيكم من رِزقٍ يتمثَّل في هيئة أموالاً أو إنجاب أو صِحَّة وراحة بال هو من تدبير الله -تعالى- وحكمته واختياره لعباده.
فضل تربية البنات تربية صالحة
الآن؛ أنت تُدرِك تمامًا ما أنت بصدده، وهو فضل تربيتك لبناتك تربية صالحة يجعل الله -تعالى- لك بها أجرًا كبيرًا وثوابًا عظيما، وتدخل بها الجنة.
فما أحوجنا الآن إلى أن نسلك النهج الإسلامي القويم في تربية فتياتنا، بدلاً من أن نجعل منهم فتنة لشباب المسلمين، نجعلهم من سيدات الجنة؛ يأخذون بيد آبائهم إلى الجنة.