يعتبر الأب بمثابة حجر الزاوية للأسرة بجانب المرأة فهو مصدر الرعاية والأمان والرعاية والحب الاهتمام والاحتواء وتكوين شخصية الطفل إلى جانب السلطة، وقد تتعرض الأسرة إلى غياب الأب بسبب ظروف معينة مما يجعل الأم تتحمل مسئولية تربية الأبناء.
كيف يمكن للأم تربية الأبناء في غياب الأب؟
قال الأستاذة “عائشة البيرك” مستشارة أسرية. في ظل غياب الأب إما بسبب السفر أو للعمل أو حالة الطلاق أو الوفاة فإننا نكون حينئذ إزاء ظاهرة تحمل الأم مسئولية تربية الأبناء، كما يمكن أن يكون الأب موجوداً ولكنه في بعض الأشياء وبسلوكياته تجاه الأسرة تجعله غير موجود بينهم.
على الجانب الآخر، يعتبر الأب بمثابة صمام أمان لتكوين شخصية الطفل لأن الطفل يرى في والديه القدوة كما أن الأبوين يعتبران بمثابة المرآة التي تعكس تربية الطفل ولكننا نلحظ في الآخيرة أن المواقع قد تغيرت وبدأت الأم في إدارة أمور البيت شاءت أم أبت فهي الأب البديل، لذلك يجب عليها معرفة طرق وأساليب تربية الأبناء لأن أهم ما يميز المرأة بشكل عام هو عنصر العاطفة التي يجب أن توازن بينها وبين العصبية خاصة إذا كانت موظفة تتحمل أعباء عملية كبيرة تزيد بمسئولية تربية الأبناء ومن ثم يجب عليها أن تكون على دراية كاملة بكافة أمور وأساليب التربية الخاصة بالأبناء.
بالإضافة إلى ذلك، في حال أن الأب على سفر فإن ذلك لا يعني أنه عليه الانقطاع التام عن أبنائه كما يجب أن تكون الأم على تواصل جيد مع زوجها حيث أن الأسرة التي تفقد الأب تضعف لديها الأمور التي تظهر مستوى الذكاء عند أبنائها ومن ثم يضعف التحصيل الفكري أيضاً خاصة إذا لم تستطع الأم إدارة أمور أبنائها بشكل متوازن، لذلك يُنصح للأم التي يغيب عنها زوجها استشارة أصحاب الخبرة على مواقع التوصل الاجتماعي مع إمكانية التواصل مع الأقارب في هذا الشأن بجانب بعض الطرق الأخرى التي من خلالها يمكن للأم معرفة كيفية تعليم أبنائها في حالة غياب الأب.
الأمور التي تتبناها الأم في تربية أبنائها بطريقة صحيحة
كما سبق الذكر فإن الطفل يعتبر في حالة احتياج كامل للتربية الأسرية السليمة لأنه محاط بغيره من المحيطين به مثل الأصدقاء والجيران وغيرهم مما يستلزم ضرورة وجود لديه مبادئ وقيم يجب عليه تعلمه من أبويه وحتى يمكنه التواصل الجيد مع غيره من المحيطين به وتكون تلك المبادئ والقيم بمثابة مرجع لهذا الطفل يرجع إليه عند التعرض لأي ظرف في حياته الشخصية وحتى لا يكون عُرضة للاستغلال من أي جهة خارجية أخرى.
وتابعت “عائشة” يجب أن تكون الأم واعية في تصرفاتها في تربية الأبناء خاصة قبل وصولهم إلى مرحلة المراهقة ومن ثم يكونوا بحاجة إلى سند أو موجه أو قدوة يصعب على الأم توفير ذلك لأبنائها في هذه المرحلة خاصة إذا كانت هنالك حالة طلاق بين الزوجين وكان هنالك أمور مخفية على الأبناء.
إلى جانب ذلك، يمكننا القول بأن الأب على وجه الخصوص يعتبر بمثابة قائد أو قدوة عالية بالنسبة لابنه على وجه الخصوص في كافة الأمور ويأخذ من شخصيته فيما بعد، لذلك يجب على الأم أن تكون ذكية وتفتح مجال للتواصل بين الأبناء وأبيهم إذا كان الأب موجود بشرط أن يكون هنالك ضوابط لمثل هذه الأمور.
المشاكل التي يتعرض لها الأبناء نتيجة غياب الأب
يجدر الإشارة إلى أن الظاهرة الأكثر ملاحظة بين الأبناء الذين يتعرضون لغياب الأب هي ظاهرة التنمر والعنف التي نراها دوماً في المدرسة كما أن الطفل الذي يغيب عنه والده يشكوا عادةً من نقص العاطفة.
إلى جانب ذلك، قد يتعرض الابن نتيجة غياب أبيه عنه إلى الإدمان وأصدقاء السوء وزيادة معدل الجريمة عنده، لذلك يجب العمل على العوامل التي تؤدي إلى زيادة مثل هذه الظواهر السلبية، وفي حالة أن الأب ضعيف الشخصية ولديه أعباء عملية كبيرة تمنعه من القيام بدوره الأسري تجاه أبنائه فيجب حينها أن تقوم الأم بنفس دور الأب حتى لا يتعرض الأبناء إلى المشاكل سابقة الذكر.
وأردفت “عائشة ” تظن بعض الأمهات أنها باستخدام العنف والعصبية تجاه الأبناء أنها تحافظ عليهم ولكن على النقيض فإن ذلك يأتي بنتيجة عكسية في تربية الأبناء، لذلك يجب على الأم معرفة الأسباب الحقيقة لتلك الظواهر والسلوكيات التي يتعرض لها الطفل ولعل من أهمها هو غياب الأب الذي يعتبر عنصر أساسي في منظومة تربية الأبناء كما يجب عليها أن توفر العديد من البدائل التربوية السليمة من جانب الأب وهذا يزرع الثقة بالنفس عند الطفل في ظل وجود أحد يوجهه لما هو صحيح وما هو خطأ يجب عليه تجنبه.
كيف تتعامل الزوجة عند شروع الزوج في الغياب عن تربية الأبناء؟
هناك بعض الزوجات الذين يعتبرون بمثابة طاردي الأزواج خاصة فيما يخص تربية الأبناء في السنوات الأولى من الزواج وهذا يجعل الزوج سلبي على الرغم من وجوده حاضراً جسدياً ولكن بعيد عن الأسرة والأبناء لأسباب عدة منها وجود مشكلة ما بينه وبين زوجته قد تتعلق بالتسلط وغيرها من الصفات السلبية التي قد تتحلى بها المرأة، لذلك يجب على الأم أن تتحلى بالحكمة في التصرف خاصة في الأمور التي تخص تربية الأبناء كما يجب عليها تعزيز صورة الأب أمام أبنائها حتى وإن كان غائباً.