إنها المرة التاسعة التي تظهر لي فيها هذا المساء لتخبرني بأنه يمكنني مضاعفة المبالغ التي بحوزتي إذا بدأت بالتداول معك. خمن ماذا! أنا الآن لا أملك أية مبالغ وبهذا تنحصر الاحتمالات إلى ثلاثة: إما أن تذهب إلى الجحيم، وتدعني وشأني هذا المساء، أو أن تجد طريقة تحول فيها القيمة «صفر» والتي أحملها في جيبي إلى مبالغك الضخمة التي كثيرا ما تتحدث عنها، وآخر الاحتمالات الثلاثة؛ بإمكانك أن تسمح لي أن أبدأ التداول باستخدام «بيالة الشاي».. كبداية فقط، أنت تعلم أنها تمثل قيمة ما، واعتمادا على أحاديثك في الربح السريع والمضمون سنتمكن من إحراز ثروة في وقت صغير، برأسمال يقدر
بـ «بيالة شاهي!».
صدقني أنها لن تكون المرة الأولى التي يحقق فيها شخص ما هذه الثروة باستخدام «بيالة شاي»، بإمكاني أن أذكر لك مئات الأمثلة: مسؤول يدعو آخر على «بيالة شاي» لينال بعدها وعلى يده صفقة بمئات الملايين. أو دعني أتحدث عن بعض المقاولين الذين يحاولون الحصول على المناقصات بطرق مشبوهة، من المستحيل ألا يكون أحدهم قد فكر بدعوة الشخص المسؤول عن المناقصات على «بيالة شاي»، صدقني الأمر ليس مستحيلا فقط ضع يدك في يدي.
بالمناسبة، وبالاعتماد على أحاديثك المتواصلة عن الربح السريع والمضمون لماذا لا تستغل الوقت الذي تستغرقه في الظهور لي كل مرة، والمبالغ التي يتطلبها هذا الظهور، في التداول الذي تتحدث عنه؟.. ألا يبدو ذلك غريبا؟ هل من الممكن أن تكون رجلا فاضلا قد جنى ثروة طائلة وقرر بعد اكتفائه من المجد والمادة، التوجه إلى أولئك الكسالى – أمثالي – الذين يتصفحون الإنترنت بكل زواياه الممكنة، ليكتبوا آراءهم غير المهمة إطلاقا عن الحياة، ومفهوم السعادة، وعن الحركات العمالية في شمال أوروبا.
حقيقة، يؤسفني أن أخذلك يا صديقي الذي يتحدث عن التداول دائما، أعتقد أني لن أشارك في «تداول الفوركس» الذي تحدثنا عنه، صحيح أنه يحمل اسما غريبا لكن هذا ليس السبب الرئيسي وراء ذلك. في الحقيقة لا يوجد سبب حقيقي، اذهب إلى الجحيم.
بقلم: أيمن الجعفري
واقرأ: دراسات فشنك!