كأي وسيلة تقنية أخرى يتم تسخيرها في مجال الأعمال، تنطوي رسائل ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي ((فيس بوك، تويتر، واتسآب.. الخ)) على احتمال استخدامها في الخير أو توجيهها إلى الشر كما يحدث هذه الأيام إذ أضحت منبرا واسعا لترويج الشائعات وتداولها.
ورغم شح الأرقام التي تحدد عدد الشائعات التي تذيعها هذه المواقع، إلا أن انتشارها الواسع يؤكد أنها ظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم، دون أن ينتبه المستخدمون إلى خطورة تناقل الأكاذيب وتأثيرها السلبي على المجتمع.
الأحاديث الموضوعة
يرى المعلم فؤاد الزهراني أن خطورة هذه الشائعات تستفحل حين يمتد الأمر إلى تناول أحاديث مكذوبة على رسول الله ﷺ، أو ترويج أعمال بدعية ليست من الدين «فقصة أحمد، حامل مفاتيح الكعبة، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن كانت في الجوال والبريد الإلكتروني، والناس يتبادلونها عن جهل».
ويقترح المعلم فؤاد الزهراني أن يبذل التربويون والمعلمون والدعاة جهدا مضاعفا في توعية الطلاب والطالبات بخطورة هذه المسألة «فالأمر لم يعد مقتصرا على أنباء مختلقة».
الإسلام يقترح الحل
وضع الإسلام منهجا صارما لمحاربة الشائعات والقضاء عليها في مهدها، كما يشرح الشيخ عبدالعزيز السدحان «فالآية الكريمة التي تأمر المؤمنين أن يتبينوا الخبر الصحيح قبل أن يصيبوا الناس بجهالة، هي الحل السريع والوافي لكبح انتشار الشائعة قبل أن تتداولها ألسنة الناس، فهذه الآية نداء رباني بضرورة التثبت من أي قصة ترد من أي شخص قبل ترويجها».
وتحفل السنة النبوية الشريفة بالتوجيهات الحكيمة التي من شأنها أن تهذب خلق المسلم وتردعه عن نقل الأحاديث دون تمحيص، كما يشير السدحان «نهى رسول الله ﷺ أن يحدث المرء بكل ما سمع، ومن النصوص أيضا قوله ﷺ «بئس مطية الرجل زعموا»، فالمسلم مأمور بالتثبت والتوثق من كلامه قبل أن ينطق به.
وللصحابة مواقف مشهودة في هذا الجانب توضحها كتب السيرة كما يقول السدحان «فكانت أخلاقهم تحبسهم عن القول دون بينة، وكذلك كان علماء السلف الذين عقدوا لهذا الأمر أبوابا في كتبهم» .
واقرأ هنا: مقال عن السوشيال ميديا