«أُم لينا» تسأل: أنا امرأة أعاني من العصبية المفرطة حتى مع نفسي وابنتي الصغيرة البالغ عمرها سنة وشهرا ونصفا؛ فأنا دائمة الصراخ عليها رغم أن الله ﷻ رزقني بها بعد جهد وعلاج وتأخير دام سبع سنوات دون إنجاب، وتراني متوترة الأعصاب بسبب أتفه شيء -عذرا للكلمة- ولا أتحمل أي مناقشة هادئة.
والله أحيانا أتعصب على نفسي وأكرهها بسبب هذه الحالة، والله إني أدعو دائما الله ﷻ أن يهدئ أعصابي وأقرأ القرآن لكن حالتي كما هي، وكم أكلم نفسي أعاهدها بأن أهدأ ولو مع ابنتي الوحيدة العزيزة لكن للأسف لا أنجح.
أرجو منكم أن تساعدوني كيف أحاول أن أجعل أعصابي هادئة؟ لكن أرجوكم دون مهدئات أو أي دواء مع الشكر الجزيل ودوام التوفيق.
⇐ د. أمل المخزومي «طبيب نفسي» تكرَّمت بالرد على الاستشارة؛ فقالت: الأخت العزيزة.. لقد ذكرت عزيزتي أن الحالات المشابهة في العائلة هي السكري لدى الأب والأخ، ولم تذكري هل أنت مصابة بمرض السكري أيضا، فإن كان كذلك فمرض السكري يؤدي إلى العصبية، والعصبية تؤدي إلى زيادة السكري وهذه الحلقة المفرغة عليك تجنبها.
أما من ناحية العصبية والتوتر اللذين تعانين منهما فهما ناتجان عن أسباب عديدة، منها ما يأتي:
- قد يكون بعدك عن الوطن والبيئة التي أنت فيها غير متناسب مع أفكارك فهذا يؤدي إلى التوتر والعصبية.
- تلعب الغيرة والقلق على الزوج دورا مهما في التوتر والعصبية لدى بعض النساء، ولا أعلم ما هي حقيقة هذه النقطة لديك.
- تقلبات الجو والطقس المحيط بالفرد تؤدي إلى العصبية والتوتر والتوعك أحيانا، على سبيل المثال يتوعك بعض الأفراد في الأيام الممطرة والباردة.
- يتوتر الفرد نتيجة للضائقة المالية والقلق على المستقبل.
- وقت الفراغ الطويل يؤدي إلى الملل والعصبية.
- لا أدري إن كنت من النوع الحساس أو الكتوم، فهذا أيضا يؤدي إلى التوتر والعصبية.
وهكذا فإن الحياة مليئة بما يثير الفرد ويؤدي إلى التوتر والعصبية. وللتخلص من هذه العصبية عليك بما يأتي:
- معرفة السبب في تلك العصبية، وذلك بمراقبة الظروف التي تثيرك وتسجيلها في دفتر الملاحظات اليومية لغرض السيطرة عليها.
- مناقشة تلك المؤثرات بشكل منطقي وحذف المؤثر الذي تجدينه تافها ولا يستحق أن تثيري أعصابك عليه.
- إذا شعرت بأن هناك ما يثيرك من زوجك فعليك مناقشة ذلك معه وبصراحة وهدوء، واطلبي منه أن يساعدك في اجتياز تلك المرحلة، وأن يكون طلبك لطيفا رقيقا معه.
- عندما تشعرين بالتوتر خذي حماما دافئا، ولا تطيلي فترة البقاء بالحمام لئلا يؤدي ذلك إلى عكس المطلوب.
- تمتعي بعلاقتك مع ابنتك ولا تضيعي هذه الفرصة لكي لا تندمي عليها عند الكبر، فكثير من الدراسات تشير إلى الندم الذي تشعر به النساء الطاعنات في السن من عدم تمتعهن في علاقتهن مع أطفالهن والاستئناس بتربيتهم، ويلجأن إلى تعويض ذلك بالاهتمام بالأحفاد.
- عندما تشعرين بالتوتر خذي ابنتك وزوجك إن استطعت واذهبي إلى الخارج ولا تبق في مكانك مطلقا.
- عند الشعور بالعصبية خذي تنفسا اصطناعيا: شهيقا وزفيرا عدة مرات. أما إذا شعرت بدوار فتوقفي عن ذلك.
- اعملي رياضة الاسترخاء دائما لمدة دقائق.
- اعملي رياضة اليوجا إن استطعت ذلك.
- اقرئي آية الكرسي فستساعدك على الراحة.
- ابعدي تفكيرك عن المشاكل قدر الإمكان واتركي حلها للخالق الذي بيده كل شيء.
- قارني نفسك بالأخريات اللاتي لديهن مشاكل فستجدين مشاكلك أصغر بكثير عن مشاكلهن.
- اكتبي المشكلة التي تعانين منها عدة مرات ومزقيها إربا إربا.
- اغسلي وجهك ويديك بالماء البارد عدة مرات.
- تجنبي أكل التوابل والمخللات والباذنجان.
- العبي مع طفلتك واضحكي معها.
- نظمي نومك وليكن نومك كافيا على الأقل 8 ساعات في اليوم.
- لا تتعبي نفسك بالأعمال البيتية وإن شعرت بضيق فاخرجي من المطبخ حتى لو كان لدقائق معدودة.
- اشغلي نفسك بنشاطات ترغبينها وتحبين العمل بها.
- عندما تشعرين بالضيق اشغلي نفسك بتصفح ألبوم الصور، وأعيدي ذكرياتك السعيدة.
- كوني لك صداقات ترتاحين معها.
- مارسي بعض النشاطات الاجتماعية.
أكرمك الله ووفقك وهداك إلى ما يحبه ويرضاه.