مرحباً بكم في موضوع جديد من موضوعات الشعر العربي، لا نقوم في هذا المقال بتقطيع الأبيات الشعرية، بل سنقوم بالإجابة على تساؤل مهم وهو عن كيفية تحليل قصيدة شعرية!
يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي واضع علم العروض:
يَقولونَ لي دارُ الأَحِبَّةِ قَد دَنَت … وأَنتَ كَئيبٌ إِنَّ ذا لَعَجيبُ
فَقُلتُ وَما تُغني الدِيّارُ وَقُربُها … إِذا لَم يَكُن بَينَ القُلوبِ قَريبُ
القصيدة الشعرية
كما تعلمون إن القصيدة الشعرية هي كلام موزون مقفى يعبر عن عاطفة الشاعر وموقفه تجاه أحد الموضوعات أو التجارب أو الصور التي مر بها مستخدماً الصور البلاغية والخيال والموسيقى للوصول إلى غايته منها.
عناصر تحليل قصيدة شعرية
وتحليل والقصائد الشعرية ليس أمراً صعباً أبدًا. هُناك مجموعة من العناصر التي سنعرضها عليكم هنا:
أولا التعريف بالشاعر وبيئته
كأن تذكر نبذة عنه وعن نشأته وثقافته وحياته، كم تعرف عن بيئته والعصر والمجتمع الذي عاش فيهما، ومدى تأثيرهما في شخصيته وفي شعره.
ثانياً: موضوع القصيدة وأهميته
لابد من ذكر موضوع القصيدة وأهميته؛ كأن نذكر عنوان القصيدة ودلالته ومدى مناسبته لموضوع القصيدة.
ليس هذا فحسب بل لابد من ذكر موضوع القصيدة والغرض منها أكان (مدحاً، فخراً، هجاء، رثاء، وصف، …إلخ) مع بيان أهمية الموضوع ومدى ارتباطه ببيئة الشاعر واهتمامات الناس في عصره.
ولا تنسوا ذكر مناسبة القصيدة أو السبب الذي دفع الشاعر لنظمها.
ثالثاً: الأفكار والمعاني
وهنا نقسم القصيدة إلى أفكارها الرئيسية مع ذكر الأبيات التي تشمل كل فكرة، ثم نبسط المعاني في كل فكرة، ويجري تحليل الأفكار والمعاني بوضوح وتفصيل من حيث جدتها وعمقها وترابطها ومناسبتها لموضوع القصيدة.
رابعاً: الخيال (الصورة الشعرية)
لابد من ذكر الخيال أو الصور الشعرية، وهذا عنصر مهم جداً في تحليل القصيدة، وهناك نوعان من الخيال:
- خيال كلي: قد يشمل القصيدة برمتها.
- خيال جزئي: يتمثل في الصور البلاغية الجزئية كالاستعارة والكناية والمجاز والتشبيه. كما يجب تحليل المحسنات البديعية إن وجدت.
خامساً: الإيقاع أو الموسيقى الشعرية
الإيقاع أو الموسيقى الشعرية هو الجزء الأجمل؛ ففيه يتم تحليل إيقاع القصيدة الخارجي والداخلي. لابد أنكم تتساءلون عن الفرق، فهذا سهلُ جداً، وهو كما يلي:
الإيقاع الخارجي:
يُعني بشكل القصيدة الخارجي من حيث البحر والتفعيلات والوزن والقافية وحرف الروي، فيتم تحليلها لمعرفة نوع الإيقاع وبيان مدى توظيفه في التعبير عن أفكار الشاعر وعواطفه وخياله، ومدى تأثيره في القارئ والسامع.
الإيقاع الداخلي:
هو عبارة عن التركيبات الصوتية من تكرار الصوت أو التركيب الذي يُحدث تجانس بين الفاظ القصيدة حتى يجعلنا نشعر به الموسيقى الداخلية والنغمة التي تؤثر في النفس عند سماع القصيدة أو قراءتها.
سادساً: الأسلوب (المفردات والتراكيب)
ونراعي فيه ذكر المفردات الغريبة والمعاني غير المألوفة إن وجدت لنوضح معناها، وفي تلك الخطوة نتعرفُ على المفاهيم الدلالية والمصطلحات التي استخدمها الشاعر، ونُحدد إذا ما كانت الألفاظ مألوفة سهلة أم غريبة.
كما نهتم بالتراكيب وذلك من خلال تتبع الأسلوب الذي استخدمه الشاعر أهو خبري أم إنشائي وما نوعه. ولا ننسى أن نُبين الحكمة من استخدامها ومدى نجاح الشاعر في توظيفها للتعبير عما يجول في خاطره.
سابعاً: الحكم على القصيدة
أخيراً سيكون رأيكم مهماً إذ لابد من الحكم على القصيدة، وفي هذا العصر لابد من استعراض النتائج التي توصلتم إليها أثناء تحليل القصيدة من حيث مدى إصابة الشاعر للغرض الموضوعِ للقصيدة، ومدى صدقه في التعبير عن عاطفته، كما يمكن مقارنة القصيدة بقصائد أخرى.
ويبقى تساؤل مهم؛ هل أضافت القصيدة جديداً في الشعر العربي أم تكراراً وتقليداً لما سبق؟
التلخيص
القصيدة الشعرية
هي كلام موزون مقفى يُعبر عن عاطفة الشاعر وموقفه تجاه أحد الموضوعات أو التجارب أو الصور التي مر بها.
خطوات تحليل القصيدة الشعرية
- أولاً التعريف بالشاعر وبيئته.
- ثانياً موضوع القصيدة وأهميته.
- عنوان القصيدة ودلالته ومدى مناسبته للموضوع.
- موضوع القصيدة والغرض منه (مدح، هجاء، رثاء).
- مناسبة القصيدة أو السبب الذي دفع الشاعر لنظمها.
- ثالثاً الأفكار والمعاني.
- رابعا الخيال أو الصورة الشعرية.
- خامساً الإيقاع أو الموسيقى الشعرية:
- الإيقاع الخارجي: وهو (البحر التفعيلات، الوزن القافية).
- الإيقاع الداخلي: (التركيبات الصوتية من تكرار الصوت أو التركيب الذي يحدث تجانس بين ألفاظ القصيدة.
- سادساً الأسلوب والحكم على القصيدة: الأسلوب (المفردات والتراكيب)، الحكم على القصيدة (استعراض النتائج).