ممكن أسألك سؤالا: هل تعتقد أن هناك أملا في حل مشكلة البطالة؟ ومن المسئول عن ذلك؟ هل هي الدولة.. أم الشعب؟ أم الاثنان معا؟
وعندي سؤال آخر: هل تؤثر أزمة البطالة على العلاقة بين الحكومة والشعب؟
يعني: هل يحب الناس الحكومة؟ أم أن البطالة علمت الناس كيف يموت الحب.. وتنتحر الأشواق؟! سنعرف.. ولكن قبل أن نبحث معا عن إجابة، أحكي لك 3 حكايات:
1 – في بريدي الالكتروني وجدت رسالة بتوقيع – شاب محبط يائس عانس كاره الدنيا.. جاء فيها:
قبل أي كلام، كنت أتمني ألا أكون مصريا.. هل تعرف لماذا؟
لأنني تعلمت لمدة 20 عاما.. وفي النهاية أجلس على المقهى بلا عمل؟
ووزير القوي العاملة يقول: لا توجد وظائف، ليترك الوزارة إذن، أو يلغوها، أو يلغوا التعليم، ويضيف صاحب الرسالة قائلا: على فكرة أنا أحب مصر، وأؤيد الرئيس مبارك لكني لا أحب الحكومة، وأري أن العيب فيها، لأنها ليست قادرة على حل أي مشكلة!
2 – في عدد فبراير الماضي من مجلة الشباب ذكر الدكتور مصطفي الفقي أن البطالة قنبلة موقوتة في كل بيت مصري، وبعد أقل من 3 أشهر انفجرت القنبلة في حي الأزهر فجرها شاب اسودت الدنيا في عينيه، فلم يعد يري للمستقبل نورا، ولا للحياة الكريمة طريقا، فانحرف وتطرف وارتكب جريمة – للاسف وبرغم بشاعتها – تعبر عن الواقع الذي يعيشه شباب كثيرون.
هل توافقني؟
3 – نحن نتكلم عن البطالة.. ونقرأ ونسمع ونصدق كل ماتكتبه الصحف عن جهود الحكومة للقضاء عليها..!
وأنت.. هل تصدق؟
لكننا نصدق – أيضا – الواقع الذي نعيشه ونصطدم بكل تفاصيله بدءا من اليأس والفشل، وانتهاء بالانحراف أو التطرف.. وأتصور أنه قد آن الأوان لتتغير المقولة التي كانت تتردد في الستينيات بأنه.. في كل بيت مصري مقاتل أو شهيد.. لتصبح.. في كل بيت مصري عاطل مستعد للموت..
إنها كارثة – بجد – نحن لا نعرف حجمها، ولا نعرف أيضا ماذا تفعل الحكومة للتعامل معها خاصة بعد أن توقف مشروع تشغيل الخريجين الذي كانت تشرف عليه وزارة التنمية الإدارية..
ولهذه الأسباب، نفتح الملف.
استغلال الظروف!
أزمة البطالة أفرزت العديد من الظواهر السلبية.. هذه حقيقة مؤكدة.. كلنا نعاني منها، أما أكثرمن يعانون فهم الشباب الذين اضطرتهم الظروف للالتحاق بالعمل في بعض شركات ومحال القطاع الخاص..
فللأسف يستغل أصحاب الأعمال ظروف الشباب الصعبة، ويعاملونهم معاملة سيئة، ماديا ومعنويا..
استمع إلى حكاياتهم بنفسك:
فاروق مصطفي – بكالوريوس خدمة اجتماعية دفعة يقول: تقدمت للعمل بإحدي شركات البريد السريع، إلا أن شروط الالتحاق به كانت تعجيزية حيث اشترطوا أن أوقع على إيصالات بمبلغ 15 ألف جنيه كنوع من الضمان حتى لا أترك العمل قبل مضي الأشهر الستة الأولي من التحاقي بالعمل وقالوا إنه يمكنني بعدها الحصول على الإيصالات بعد دفع مبلغ 2000 جنيه.
أماعبور زغلول خريجة معهد لاسلكي – فتقول: العمل الخاص مليء بالمتاعب والصعاب وخاصة بالنسبة لنا كفتيات، فقد تقدمت بعد تخرجي للعمل كمدرسة في إحدي دورالحضانة وكانت الأمور تسير على مايرام، إلى أن قام صاحب الحضانة بضرب إحدي زميلاتي وإهانتها لارتكابها خطأ صغيرا، فتركت العمل بها لخوفي من أن يتكرر ما حدث لها معي.
محمد فتحي – 28 سنة – ليسانس حقوق يقول: التحقت بعد تخرجي بشركة خاصة تعمل في مجال الحاسبات، وكانت ساعات العمل بها تبلغ 12 ساعة (من التاسعة صباحا، إلى التاسعة مساء) وذلك نظير راتب شهري يتراوح بين 150 و 200 جنيه (حسب الإنتاج)، ولأن عملي كمندوب مبيعات كان يتطلب مني التنقل باستمرار بين أكثر من جهة – على حسابي الخاص – فبعد فترة لاحظت أنها غير مجدية، إذ كانت التنقلات والمصاريف الشخصية تتعدي 150 جنيها، فتركت العمل مرغما.
ويقول محمد حجازي – 26 سنة – ليسانس حقوق: بعد تخرجي توجهت للعمل بمصنع للخيوط، وكانت ساعات العمل به تتعدي 15ساعة في كثير من الأحيان وذلك نظير راتب لا يتعدي 200 جنيه، ومن المفارقات أن هذا الراتب كان يشمل الانتقالات، فنظرا لعملي كمندوب تسويق كان ذلك يتطلب مني السفر إلى المحافظات المختلفة مرتين أسبوعيا، ولم يزد مرتبي أكثر من خمسين جنيها، وحينما تظلمت لدي صاحب العمل، أصبح 250 جنيها، وهو مبلغ غير مجد بالمرة، خاصة أنني أعول شقيقتي بعد وفاة والدينا.
وهذه قصة محمود الأمين – دبلوم تجاري – 20 سنة: التحقت بإحدي شركات إصلاح وصيانة واستبدال التليفزيونات المستعملة بالهرم كمندوب دعاية، وكانت ساعات العمل بها ست ساعات، وكان التعاقد ينص على أن أتقاضي 300 جنيه كراتب شهري، إلا أن ما كنت أحصل عليه على أرض الواقع لم يكن يتعدي 150جنيها، في حين أنني كنت أنفق ستة جنيهات يوميا، أي مايقرب من 180 جنيها شهريا، وهو ما يزيد على الراتب الذي كنت أحصل عليه.
لحظة من فضلك!
هل تعرف أن العادات والتقاليد والظروف الاجتماعية تساهم بشكل أو بآخر في تفاقم أزمة البطالة؟
هذا صحيح لأنه أحيانا تكون هناك حلول للمشكلة لكن بعض الشباب لا يستطيعون العمل بها لأسباب سوف تعرفها الآن.
أحمد محمد إبراهيم بكالوريوس علوم حاسب آلي يقول: أرفض أن أعمل بمهنة مثل الأمن والحراسة أو النظافة فقد تكلف أهلي مصاريف كبيرة لمساعدتي على إكمال تعليمي العالي وبذلت أنا جهدا كبيرا كي أحصل على مؤهل عال يساعدني على البدء في حياتي العملية، فكيف ألجأ الآن لأعمال يستطيع من لم يتلق أي قدر من التعليم القيام بها!! وفيم كان الشقاء والتعب من البداية؟ لا أعتقد أن هذا ماينتظره مني أهلي ولا هذا ما أرغبه.
أما محمد عزمي بكالوريوس نظم ومعلومات إدارية فيقول: لقد كانت لي تجربة فعلية في هذا الموضوع فقد عملت أثناء سنوات الدراسة جرسونا بعدة مطاعم وكنت أحصل على راتب جيد يصل إلى خمسمائة جنيه شهريا.. لكنني كنت اعتبرها مرحلة مؤقتة تنتهي بحصولي على المؤهل العالي أما الآن فلا أقبل العمل بهذه الوظائف التي لم تعد تناسبني.
ويقول محمد جاويش خريج كلية الألسن: أعمال النظافة أو البناء وما شابهها أرفض العمل بها لأنها لا تناسبني.
أما شريف حافظ بكالوريوس تجارة فيقول: عرض على العمل بمثل هذه الوظائف وبرغم ارتفاع العائد المادي لبعضها إلا أنني رفضتها طبعا حتى لا أتعرض للسخرية من أصدقائي!! فقد عمل أحد أصدقائي في الأمن بإحدي المنشآت فأصبح مثارا للسخرية حتى ترك العمل ليتخلص من مضايقاتهم! لذلك أفضل ان أكون عاطلا على أن أعمل عملا لا يليق بي.
شبابنا يكلم نفسه!
هناك ملاحظة استوقفتنا.. وقررنا بدورنا أن نلفت نظرك إليها.. فإذا كنت من هواة الجلوس في المقاهي.. او اضطرتك الظروف أحيانا لركوب المواصلات العامة فلعلك رأيت شابا جامعيا أو حاصلا على مؤهل متوسط يكلم نفسه.. يفضفض بهمومه ليرتاح.. نحن شاهدناهم، واستمعناإليهم، وننقل لك الآن مايقوله كل منهم..
محمود طوبة حاصل على مؤهل فوق المتوسط يقول: حصلت على مؤهلي منذ أكثر من عشرة أعوام ولكن لم أجد وظيفة وأحيانا كان يعرض على في بعض الأماكن الحكومية أن أدفع ثمن الحصول على الوظيفة وكانوا يطلبون مبالغ ضخمة تتراوح بين ألفي جنيه و 5 آلاف جنيه حسب المكان.
ويقول هشام حمدي حاصل على مؤهل فوق المتوسط: تخرجت في المعهد الفني التجاري منذ سبع سنوات وعملت في شركة كبري كان المفروض أن يتم تعييني بعد تدريب ستة أشهر ولكن قبل أن أتم فترة التدريب تم الاستغناء عني وعن زملائي لعدم حاجة العمل إلينا.
تامر حسن – بكالوريوس سياحة وفنادق 14 سنة يقول: أنا متخصص مطاعم والمفروض أن هذا التخصص مطلوب في الفنادق والقري السياحية ولكن للأسف لم أجد فرصتي في العمل بهذا المجال واضطررت إلى أن أعمل مندوب مبيعات في شركة للمياه الغازية وكنت أربح من هذا العمل ربحا معقولا حتى تمت خصخصتها فبدأت المعاملة تتغير واضطررت لترك العمل.
يوميات شاب عاطل!
أنا اسمي حسام عبدالله – خريج كلية تجارة.. أستيقظ في الساعة 12 ظهرا أو الواحدة ظهرا وأجلس في المنزل مع أسرتي حتى موعد الغداء وبعد ذلك أنزل لأجلس على القهوة مع أصدقائي لنلعب الشطرنج أو الدومينو أو نخرج في أي مكان ثم أرجع إلى البيت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لأنام.
عملت محاولات كثيرة للالتحاق بشركات. اشتغلت مندوب مبيعات وتركت تلك الوظيفة لأنني وجدت أنني أصرف من جيبي أكثر من المرتب الذي كانت الشركة تدفعه.
بعد ذلك التحقت بإحدي الشركات التي كانت تطلب محاسبين وفرحت جدا لأنني سأعمل في مجال دراستي ومرتبي كان 400جنيه ولكن الشركة لم تستمر وأفلست وتم تسريح العاملين بها لأن الحالة الاقتصادية صعبة ورجعت مرة أخرى للمقهي آخذ نقودا من والدي أو أستلف من صديقي لكني أكون في غاية الحرج طبعا وأحيانا أعمل مصلحة أطلع فلوس منها أنفق على نفسي منها حتى تنتهي وآخذ من أبي مرة أخرى..
أفكر في الزواج طبعا كأي شاب لكني لا أملك أي إمكانات لا شقة ولا أثاث ومن كثرة تفكيري أنام حتى لا أمرض.
وفي رأيي أن بيانات الحكومة عن توظيف الشباب: كلام فارغ.! والتعيينات تحتاج للواسطة التي لا أمتلكها للأسف.
وإذا استمر الحال كما هو عليه فسأنحرف.
قتل وانتحار وزيزي!
خبر صغير تناولته الصحف المصرية في أعدادها الصادرة يوم 6 مايو الماضي… شابان عاطلان عن العمل قتلا متسولا من أجل سرقة 42 جنيها… وفي أولي كلمات لهما عند الاستجواب قالا ببساطة إنهما كانا على علم بأن المتسول لن يكون معه أكثر من 50 جنيها ولكن أي فلوس وخلاص… ومنذ عدة أشهر ضاقت الحياة بنحو 42 شابا مصريا بسبب عدم وجود عمل فجمعوا كل مايملكونه واقترضوا وذهبوا إلى رجل أقنعهم بأنه سيعمل على سفرهم لليونان.. ولأن العاطل في الأصل غريق يتعلق بقشة فقد وافقوا على السفر معه في قارب مطاطي وأبحر بهم عدة أيام في البحر المتوسط ثم لاح أمامهم شاطئ فقال لهم إنه شاطئ اليونان وطلب منهم إكمال الطريق سباحة وانصرف… وعندما وصلوا وجدوا أنفسهم في العجمي! والمصيبة الأكبر أن بعضهم لا يزال يحاول السفر والهرب من جديد… بالإضافة لقضايا الشيكات بدون رصيد التي تورط فيها العشرات من
الشباب لأنهم قبلوا العمل في مهنة مدير مبيعات والتي اشترط عليهم أصحاب العمل قبلها التوقيع على شيك على بياض… وفي شهر أبريل الماضي قام شاب بشنق نفسه من أعلي كوبري فيصل فقط لأنه يئس من البحث عن عمل… وعلينا أن نتأمل المئات الذين يتقدمون يوميا لشركات التسفير إلى العراق برغم علمهم بأن الموت ربما ينتظرهم هناك ولكن أصبح لديهم اعتقاد يائس بأن الحياة هنا أصبحت مساوية للأوضاع هناك، والبطالة عندنا تتركز بشكل كبير في حملة الشهادات العليا والمشكلة لها سبب واضح وهو أن التعليم عندنا لا علاقة له بسوق العمل، وبالطبع هي مشكلة تنعكس آثارها النفسية على الجميع بداية من الفرد نفسه، فهي تؤدي للإحساس بالغربة وعدم الانتماء للمجتمع وربما خيانته وكراهية أفراده باعتبارهم مسئولين عن هذه المعاناة بشكل أو بآخر. وإذا تأملنا حادث عبد المنعم رياض فسنجد أن أبرز سمات شخصية الشباب المتطرف الذي قام بتفجير نفسه… أنه عاطل!… ووفقا لأحدث التقارير الرسمية – والتي لاتعتبرها الهيئات الدولية واقعية – يبلغ معدل البطالة على مستوي الجمهورية مايقارب من 9% وهي نسبة مرتفعة إذا ماقورنت ب5.4% في أمريكا الشمالية، وعلينا أن نضيف عليها 960 ألف شاب يدخلون سنويا إلى سوق العمل… إلى جانب البطالة المتراكمة من السنوات السابقة، والبطالة لم تعد تتعلق بشريحة اجتماعية أو طبقة معينة ولكنها تتعلق بالظرف الذي نعيش فيه.. وليست ببعيدة حادثة الشاب المتفوق خريج كلية السياسة والاقتصاد الذي انتحر منذ عامين بسبب عدم قبوله في السلك الدبلوماسي فقط لأنه غير لائق اجتماعيا أو بمعني أوضح ليس له ظهر، وهو ماكان يعني جلوسه في البيت بلا عمل.. فهداه عقله المضطرب في لحظة ضعف إلى أن الانتحار أفضل له، والشاب العاطل لا يجد أمامه لشغل فراغه سوي أصدقاء السوء والجريمة للحصول على المال.. أو وقفة النواصي والحياة على المقاهي والاستسلام لتفاهات نغمات الموبايل وكليبات الفضائيات والموضات الغريبة في الملابس والأكل والكلام والبكاء لهزيمة زيزي الوطنية في ستار أكاديمي وماخفي كان أعظم! وهو يفعل كل ذلك ليس للترفيه ولكن حتى يشعر بأنه موجود، نعم لابد أن ننفض أيدينا من تراب الميري ولكن هل الذهب متوافر للجميع في القطاع الخاص.. وصحيح أن عدد السكان يمثل جزءا من الأزمة، ولكن الصين بها مليار و500 مليون نسمة وليس مجرد 70 مليونا مثلنا.. ومع هذا لديها أقل معدل بطالة في العالم.. والحكيم الصيني قال بدلا من أن تسألوني كيف نطعم مليارا و500 مليون فم أقول لكم كيف أستفيد من ثلاثة مليارات يد عاملة.
7 أفكار للهروب من الأزمة!
وبرغم أزمة البطالة التي يكتوي بنارها الآلاف.. فإن عشرات الشباب نجحوا في الهروب من هذا النفق المظلم عن طريق مشروعات صغيرة بأقل الإمكانات والخبرة والقدرة على الإدارة.. ولكنهم تسلحوا فقط بإرادة النجاح والرغبة في تحقيق أي حلم حتى ولو كان بسيطا.
- عمر محمد 23 سنة، اقترض من أهله 600 جنيه وقام بتأجير محل لاستغلاله كنادي فيديو، وبمرور الوقت اكتسب الخبرة وأصبح يعتمد على نفسه في مصروفاته.
- سامي محمد قام بشراء مجموعة من الاكسسوارات الحريمي بسعر الجملة من الموسكي لم تكلفه أكثر من 500جنيه، ولم يخجل مطلقا من بيعها في معرض الجامعة التي يدرس بها ووصل صافي ربحه اليومي إلى 30 جنيها.
- أيمن محمود.. كان لا يملك سوي سيارته وكانت فكرته في تحويلها لمحل متجول… حيث اتفق مع أحد مصانع الملابس على معاملته مثل المحال التي تحصل على تخفيض قد يصل إلى 40% عند الشراء، وبدأ برأس مال بسيط وبمجموعة بسيطة كان يعرضها على حقيبة سيارته والتي كانت تسهل له حرية التنقل والبيع في أماكن كثيرة، ويصل مكسبه أحيانا إلى 60% من ثمن القطعة الواحدة.
- نرمين يوسف.. أقامت بعد تخرجها مشروعا لصناعة وتركيب الأنواع المختلفة للعطور.
- إسلام عاطف.. تعلم صناعة التماثيل الصغيرة والتي لا تحتاج سوي خامات بسيطة وذوق فني وتشهد إقبالا كبيرا على شرائها وهو مايدر عليه ربحا يكفيه ويدخر منه.
- محمود عبد الرازق قام بتأجير محل صغير ثم بدأ برأس مال بسيط في شراء مختلف السلع البسيطة من مندوبي المبيعات مثل العطور والاكسسوارات والشموع والتماثيل والورود الصناعية وغيرها ويبيعها بجنيهين ونصف جنيه.
- محمد سليمان.. أسس مع مجموعة من زملائه فرقة من العرائس التي تقوم بإحياء حفلات أعياد الميلاد.. والدمي والاقنعة التي يرتدونها تصنع من المواد الرخيصة كالقماش والخشب وعلب الألبان الفارغة.
عايز تشتغل؟
شعار أصبح منتشرا في اعلانات الوظائف بالصحف.. جمعيات اهلية ظهرت مؤخرا هدفها الطبيعي هو الربح ولكن بطريقة مبتكرة تخدم المجتمع وتساهم في تخفيف البطالة وتعليم الشباب كيفية عمل مشروعات منزلية بسيطة وتدريبهم على الفنون والمهن اليدوية بأقل الامكانات وبرأس مال بسيط في البداية، ثم تقوم هذه الجمعيات نفسها بشراء انتاج هؤلاء الشباب وتسويقه، ومن هؤلاء الشباب الذين استفادوا من هذه الجمعيات اسلام عاطف وهو حاصل على دبلوم فني صناعي وقد حاول البحث عن عمل طويلا بلا جدوي حتى قرأ يوما اعلانا في احدي الصحف عن احدي هذه الجمعيات وبعد الاتصال بها وجد ان أمامه عدة مجالات للتدريب والعمل بها مثل الاشغال اليدوية الصغيرة، وبالفعل حصل على دورة تدريبية في صناعة العطور ثم بدأ بامكانات بسيطة في البداية وكانت هذه الجمعية تتولي أمر تسويق منتجاته، وبمرور الوقت تحول مشروعه المنزلي إلى
محل في مكان جيد يعرض فيه منتجاته، أما محمد صلاح فقد كان موظفا بإحدي الهيئات الحكومية ولكن راتبه كان يكفي مواصلاته بالكاد، وبالتالي قرر الاستقالة وبعد رحلة بحث طويلة عن عمل آخر عرف بأمر هذه الجمعيات والتحق باحداها للتدريب على صناعة البراويز كما انه يحضر حاليا دورة تدريبية أخرى على كيفية صنع التماثيل الصغيرة والتي تجد رواجا كبيرا حاليا، أما عبير حسن وهي حاصلة على بكالوريوس تجارة فقد حصلت على دورة تدريبية في احدي هذه الجمعيات واتقنت فن تطريز الايشاربات بكل اشكالها، ولكنها أشارت لنقطة مهمة وسلبية في هذا الموضوع وهو أن معظم هذه الجمعيات تشترط وجود عقد ملزم عند التعاقد مع الشباب المتقدمين للتدريب على المهن والحرف المختلفة، وهو ينص على أن تكون الجمعية الجهة الوحيدة التي تشتري انتاجهم وتسوقه بعد ذلك وهو ما يجعلها – أحيانا – تقلل كثيرا في اثمان شراء هذه المنتجات.
.. وفي النهاية سألنا 100 شاب وفتاة:
هل تحب الحكومة؟
قد يبدو السؤال صعبا، وربما جريئا، لكننا نملك شجاعة أن نطرحه – ليس على سبيل الاثارة وإنما لكي نعرف مدي تأثير أزمة البطالة على مشاعر الشباب تجاه الحكومة.. ولتعرف الحكومة أيضا أن هذا جزء من دورنا..
أما السؤال فهو ببساطة.. هل تحب الحكومة؟.. ولماذا؟
الشباب أجابوا، ونحن ننشر إجاباتهم بالأسماء، والأسباب.
تامر أسامة، يحمل مشاعر سلبية تجاه الحكومة تشاركه فيها شيماء محمد بسبب تفريق الحكومة بين المصريين والأجانب، بينما يقول سامح رمضان: إن فشل الحكومة في تحقيق الاحتياجات الأساسية سبب رئيسي في ذلك، ويتفق كل من خالد محمود ورباب فريد وأحمد عبد العزيز في أن البيروقراطية وشيوع الرشوة هما السبب، كما يتفق كل من عادل جلال ومحمد محمود وكريم عاطف ومحمد ياسين وأحمد سعد وأحمد معوض وأحمد كارم وكريم جمال وعبد الرحمن محمد على أن مشكلة البطالة سبب كراهيتهم للحكومة.
ويعلل كل من إيهاب الشلخي ورامي محمد، ومنار محمد، ومحمود فؤاد، ومحمد رضوان وأحمد إبراهيم عدم رضائهم عن الحكومة لانعدام الشفافية وكانت قلة مساحة الديمقراطية سببا في ذلك لدي محمد إبراهيم، بينما كان تساهل الحكومة مع بعض الكبار ومحاسبتها للبسطاء سببا لدي على حمدان ومحمد فوزي، ورأي محمد سيبويه أنها هي المسئولة عن انتشار المخدرات بين الشباب، وجاء الحرص على المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة، سببا في رفض سها عبدالرازق لأدائها، وكان عدم الرضا عن القوانين المعمول بها سببا لدي كل من هايدي محفوظ وأحمد عبد الحميد وأحمد رفعت، واحتج عصام ناجي قائلا: لابد من تجديد الدماء والعقول والأفكار، وأرجع مصطفي محمد السبب في ذلك إلى انتشار التخلف في المجتمع المصري. وكان فشل الحكومة في إلغاء نظام الوساطة والمحسوبية سببا لدي كل من أحمد أنور وهاجر أحمد وعمر صبحي.
هبه على ونرمين كامل وسيد صلاح وعلاء أحمد وأحمد رمزي وأسامة رأفت ومصطفي الشرقاوي قالوا: إنهم لا يشعرون بأي تطور بل والرجوع إلى الوراء، بينما رأي محمد مجدي أن تطبيق نظام الخصخصة كان سببا في طعن الطبقة الفقيرة والمتوسطة، أما إحساس كل من شيماء الغزالي (ع. ع) بتدني مستوي التعليم فكان سببا في تكوين مشاعر سلبية عن الحكومة، وجاء ارتفاع الأسعار سببا لدي كل من محسن عبدالله وحسين عبدالباري ودعاء محمد وشادية عبدالسلام. وكان عدم المشاركة في انتخاب الحكومة سببا لدي محمد محمود، أما أحمد قنديل فلا يحب الحكومة لاصدار رئيسها قرارا بإلغاء تعيين العشرة الأوائل على كل كلية، ويري عطية عوض أنه يكره الحكومة لأنها لم تحاول إلغاء قانون الطواريء. حسام عبدالمنعم يري أن إرهاق أصحاب المشروعات الصغيرة بالضرائب والفوائد هو الذي كون لديه مشاعر سلبية، ويتفق كل من إيمان يوسف، وهاني مهني أحمد في أن الحكومة هي المسئولة عن شغل الشباب عما يجري باللهث وراء فرص العمل والتفكير في الهجرة، وأخيرا يري محمود حسين أن أبرز عيوب الحكومة هو وجود بعض الوجوه التي لا تتغير!
أما الذين يحملون مشاعر إيجابية تجاه الحكومة منهم: محمد أحمد ومحمد صفوت ومحمد الشريف وأحمد عوض فيبررون ذلك بسعي الحكومة نحو تخفيض سعر الدولار، وكان سعيها لتوفير حياة كريمة وتعليم جيد سببا لدي كل من مصطفي على وهاني إبراهيم ومحمد عميرة ورشا محمد وحسين زيدان. وجاء سنها لقانون تخفيض الجمارك والاعفاءات الضريبية سببا لدي إسلام العزب وشريف الغرباوي، ورأي رفعت عبدالرازق أن التحسن الملحوظ في الخدمات هو السبب ويوافقه في ذلك محمد سعيد وأسامة عبدالغني وأحمد عبد الحميد وأسامة السيد وهشام محمود، وهناك من أيد الحكومة لأسباب أخرى: فجاءت زيادة الرقعة الزراعية سببا لدي أحمد صابر، وإنشاء مكتبة الأسرة سببا عند حسام إدريس وتشجيع المستثمرين الوطنيين ومحاولاتها إعادة الثقة إليهم فيها بعد فقدانها أيام التأميم، لدي إيهاب عبدالوهاب، وتبنيها لمشروع الحكومة الالكترونية لدي محمود محمد إبراهيم وسامح عبد الباري ووصولها باحتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية إلى مايقرب من 17 مليار دولار لدي حسن محمد إبراهيم.
ورأي كل من ياسر صلاح الدين وساندي مصطفي أن صغر سن مجموعة من الوزراء الحاليين سيحدث طفرة نوعية، كما أيد الحكومة كل من أسماء قنديل ومصطفي وحيد لتشجيعها للموهوبين، وكان السبب لدي خالد صالح وريهام السيد هو محاولاتها تعزيز العلاقات الخارجية، أما مدحت العطار فيري أن الدكتور أحمد نظيف شخصية عملية جديرة بالاحترام، وكان حرص الحكومة على تطبيق التصريحات سببا لدي أحمد سيد، وأحمد الفايد وكريمة عباس وفي النهاية تري إيمان محمد أنه على الرغم من عدم ملاحظة تطور ملموس إلا أنها مستبشرة بالحكومة الجديدة. ووجدنا أن ثلاثة من المائة شاب الذين سألناهم يرون أن الوقت لم يحن بعد لتقييم الحكومة، وهؤلاء هم محمد أحمد وهاجر رأفت ومحمد حسين.
وهناك آخرون يرون أن سلبيات الحكومة تساوت مع إيجابياتها فجاءت آراؤهم حيادية، وهم أحمد حمدي ومحمد جمال الدين وحسن الأبيض وهاني غريب وريم جمال ومحمد قمصان.
وأطرف الآراء كانت (لا تعليق) ورفضت صاحبته إيضاح هذا (اللا تعليق) بالسلب أو الا يجاب، وكان من نصيب سناء محمود.