منذ بداية الحمل وتُفكر الحامل في طريقة الولادة وكيف تلد طفلها، هل تضعه عن طريق الولادة الطبيعية، أم أنها تجري عملية قيصرية.
ويزداد خوف الحامل في أخر شهور الحمل، لأنها تبدأ في التفكير فيما سيحدث في الولادة، لذلك عليها متابعة الطبيب بإستمرار حتى تطمئن على صحتها وصحة جنينها، ولكن في بعض الحالات يتم اللجوء إلى إجراء تحفيز الولادة، وهو تحفيزاً للولادة الطبيعية، من خلال بعض الأدوية أو الممارسات الطبية، التي تساعد المرأة الحامل في حدوث الولادة الطبيعية.
وتحفيز الولادة هو القيام بأي إجراء من شأنه إحداث تغيرات في عضلة الرحم، انقباضات مُتتالية، حتى تحدث ولادة طبيعية، وهناك عدة طرق لتحفيز الولادة ومنها الطريقة الرسمية وطرق أخرى تُساعد في حدوث هذه التغيرات.
أسباب تحفيز الولادة
تقول “د. سهام عنكش” أخصائية أمراض وجراحة النسائية والتوليد والعقم: كثيراً من السيدات يتساءلن لماذا يتم إجراء تحفيز الولادة، وعدم الانتظار حتى تحدث الولادة الطبيعية، وهناك أسباب عديدة لإجراء تحفيز الولادة ومنها:
- تجاوز موعد الولادة المُحدد: وهو من أهم الأسباب وأكثرها شيوعاً، فكثيراً من السيدات لا يعرفن موعد الولادة المتوقع، وحوالي ٤ إلى ٥٪ من السيدات يلدن في هذا الموعد المتوقع، و ٨٠٪ من السيدات يلدن في الأسبوعين ما قبل هذا اليوم والأسبوع الذي يليه.
فتحدث الولادة في خلال موعد الولادة المتوقع، وإذا تعدت السيدة موعد الولادة المتوقع، يحدث متابعة للسيدة من خلال فحص الألتراسوند أو إجراء تخطيط للطفل.
أي متابعة حالة الأم والجنين لتوقيت الولادة في أنسب موعد، فلا داعي أن تتخطى السيدة موعد الولادة المتوقع أكثر من أسبوع إلى ١٠ أيام، حتى لا يحدث أي خطر للأم أو الجنين.
- صحة الأم: فبعض الأمهات تعاني من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، أو الأمراض الأخرى المزمنة، تجعل الطبيب يوقت الولادة بتوقيت محدد، بسبب الخطورة على صحة الأم إذا تعدت هذا الموعد.
- صحة الجنين: إذا كان الجنين لا ينمو بشكل صحيح بعد موعد محدد، أو حدوث مشكلة بالسائل الأمينوسي حول الجنين، فتكون كميته قليلة في بعض الأحيان، فلا تصل تروية للجنين بشكل صحيح.
فالأسباب التي تتعلق بصحة الجنين تجعل الطبيب يُحدد موعد الولادة في وقت معين، لتفادي أي خطورة على صحة الجنين وهو في بطن أمه.
خطوات ومراحل تحفيز الولادة
تحفيز الولادة هو إجراء يمكن أن يرهق السيدات الحوامل أو يتضايقن منه، مما يؤثر على نفسية الحامل، ويؤثر أيضاً على مخاوفها النفسية، لذلك يجب التحدث إلى الطبيب عن تحفيز الولادة، ولماذا يتم هذا الإجراء، وهل الحالة تتطلب ذلك، وماذا يحدث إذا لم يتم هذا الإجراء في الموعد المحدد، أو الخيارات الأخرى التي تزيد من نجاح إجراء تحفيز الولادة، فكل هذه التساؤلات لابد للحامل أن تعرف إجابتها من الطبيب.
وتشعر المرأة الحامل بالخوف كلما اقتراب موعد تحفيز الولادة، فمن واجب الطبيب أن يشرح للحامل كل خطوات ومراحل تحفيز الولادة.
ومعظم السيدات التي يقرر لها الطبيب تحفيز الولادة، يجب أن يتم تقييمها أولاً من خلال الفحص الداخلي، لمعرفة فرصة نجاح تحفيز الولادة، ومعرفة الطرق التي من خلالها يتم تحفيز الولادة بأكبر فرصة نجاح.
ويتم تحفيز الولادة لأغلب السيدات الحوامل عن طريق تحاميل مهبلية، تحتوي على مادة تعمل على انقباضات عضلات الرحم، ويساعد الطلق الصناعي أيضاً على تحفيز الولادة.
وعندما يفشل تحفيز الولادة ولا تحدث الولادة الطبيعية، سواء بعدم حدوث توسع في عنق الرحم، أو عدم حدوث انقباضات متتالية بشكل منتظم، أو حدوث مشكلة تتطلب إجراء عملية قيصرية، يتم في هذه الحالات اللجوء إلى الولادة القيصرية.
في بعض السيدات الحوامل يفشل تحفيز الولادة بسبب الخوف من التحفيز نفسه، مما يتسبب التحفيز في زيادة نسبة حدوث الولادة القيصرية.
وفي معظم الأحيان يتم اللجوء إلى التحفيز لعدم وجود بديل آخر، وبسبب حدوث خطورة على صحة الجنين بتعدي موعد الولادة المحدد، مثل توقف نبض الجنين.
الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية
الولادة الطبيعية تُعرف من اسمها فهي تشبه كل شيء طبيعي، كما أنها أكثر راحة للحامل من القيصرية، ومع الوقت يُكتشف أنها الأفضل لصحة الحامل.
ولكن في كثير من الحالات يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية إضطراراً، إذا ضعُف نبض الجنين، أو دخلت الأم في حالة ولادة ولكن ما زالت رأس الجنين لأعلى، أو حدوث أي مشكلة أخرى مثل حدوث الولادة القيصرية أكثر من مرة.
وفي هذه الحالات يتم إجراء الولادة القيصرية، والتي تكون مفيدة لصحة الأم والجنين أكثر من الولادة الطبيعية.
نصائح للمرأة الحامل المُقبلة على الولادة
يجب المتابعة في أول ٣ أشهر من الحمل لتحديد موعد الولادة المتوقع، لأن في هذه الأشهر يُحدد الطبيب عمر الحمل، ففي أول ٣ أشهر يكون حساب عمر الحمل أدق، وبناءاً عليه يتم معرفة نهاية الشهر التالسع.
يجب على الحامل الاستفسار عن سبب تحفيز الولادة إذا قرره الطبيب، والأشياء التي تساعد على نجاح تحفيز الولادة، وفي العيادة يتم إجراء الفحص الداخلي التحفيزي، الذي يتم في منتصف الشهر التاسع، فهو يساعد الحامل في عدم تخطي موعد الولادة المتوقع، وإذا اضطرت لعمل تحفيز ولادة تكون نسبة نجاحه أكبر.