لا شك وأن التنظيم يُعد من أبرز العوامل التي يتوقف عليها أي عمل نقوم به، فما بالنا بالعمل المؤسسي الذي لابد لشركات وخاصة الكبرى منها أن تعتمد عليه اعتماداً كبيراً حتى يمكنها أن توفر العديد من النفقات الكبيرة لتحسين إنتاجيتها التي حتماً تؤتي بثمارها من خلال الاهتمام المباشر بتدريب وتنمية مهارات العامل أو الموظف الذي يقوم بهذا العمل.
هل يؤدي تنظيم العمل إلى تحسين الإنتاجية؟ وكيف ذلك؟
يقول خبير التنمية البشرية “شكري العياري”، يعتبر تنظيم العمل هو العمود الفقري لكل الأنشطة كما أن العمل هو القدرة على الانتاج المشترك في صلب المجموعة وهذا أول ما يتطلب التنظيم لأن علماء الإدارة يرون أن ساعة واحدة تنظيم تكفيك 6 ساعات من العمل الفوضوي، والتنظيم حتى يكون محكم وغاية من الدقة لابد له من عدة أركان أو مستويات أول هذه المستويات هو مستوى العلاقات التي بها 3 عناصر هامة تأتي أولها على شكل المناخ السائد في صلب العمل وهل هذا المجال مضطرب أم متوتر أحياناً أم أنه مناخ يبعث على الريبة والشك وعدم حب العمل وعدم الإتقان وعدم بذل الجهد الإضافي والقيادة، لذلك فإن المناخ السائد لجو العمل من الضروري أن يكون مريح قدر الإمكان وهذا يتطلب عمل كبير على مستوى القيادة الإدارية والتنفيذية – وفق ما يراه الخبير.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عنصر هام وهو جاذبية العمل وهنا يأتي ذكر آخر دراسة في هذا المجال والتي أثبتت أن 80% من العاملين لا يحبون الأعمال التي يقومون بها ومن ثم علينا تصور أن شخص ما يقوم بعمل لا يحبه وبالتالي فلن تكون هنالك إنتاجية كبيرة لهذا العامل إلا بمقدار الراتب الشهري الذي يتقاضاه.
تأتي آخر تلك العناصر وهي نوعية العلاقة بين الرؤساء وموظفيهم وبين كافة الأطراف الشاغلة وهذا مهم جداً لأن العلاقة في الغالب خاصة في البلاد العربية عادةً ما تكون عمودية وليست علاقة أفقية ينزل فيها الرئيس للموظف ويسأله عن أحواله في حالة غيابه لفترة معينة عن العمل على سبيل المثال أو أنه في حالة احتياج لشيء ما ومن ثم يحاول أن يقدم له المزيد سواء على المستوى النفسي أو على مستوى التحفيز المادي.
أردف ” العياري “: يأتي المستوى الثاني في صورة التنظيم الهيكلي للعمل لأننا في هذا الشأن غالباً ما نعمل بمبدأ القائد وليس المدير الذي يعمل بمهام تنفيذية عادية ولكن القائد الذي يحسن تسيير العمل من خلال الاعتماد على الخبراء وذوي القيادة الرشيدة.
ما هي النصائح المباشرة لتحسين الإنتاجية وتنظيم العمل؟
لتحسين الإنتاجية وتنظيم العمل علينا في البداية تنظيم الموارد البشرية والمالية تنظيم محكم ثم تنظيم الموظفين والمهام التي يقومون بها من خلال وضع الموظف المناسب في المكان المناسب والمقام المناسب.
إلى جانب ذلك، يجب على الموظف أن يقوم بتنظيم المكتب والمكان الخاص به تنظيماً جيداً لأن هذه الأوراق المتلاشية وهذا الحاسوب المفتوح وهذا المحمول سوف يشتت من العمل الذي يقوم به هذا الموظف، لذلك فإن هناك بعض النصائح التي تُعطى على مستوى القيادة والإدراة ولكن كذلك هناك أخرى تُعطى للموظف لأن يكون منظم ومرتب بدرجة كبيرة لأنه من أبرز الاحتياجات النفسية للعامل هو الشعور بالأهمية في صلب العمل والمؤسسة التي يعمل بها وهذا في النهاية يزيد من شعور الانتماء للمؤسسة أكثر فأكثر وهذا حتماً يدخل في ثقافة المؤسسة التي لابد أن تسعى سعياً دئوباً على تنظيم العمل.
ما هي أهمية ورش العمل داخل المؤسسات لزيادة الإنتاجية؟
يعتبر العمل الفرقي أو team building مهم جداً لتحسين الإنتاجية واليوم يُعد هذا التدريب من أبرز التدريبات التي نقوم بها في حقل العمل لأن العامل يجب عليه أن يواكب التجديدات المتنوعة التي تطرأ عليه في بيئة عمله من حين لآخر ومن ثم تأتي أهمية ورش العمل لتجديد ثقافة ومعلومات هذا العامل أو الموظف وهو ما نسميه بالتكوين المستمر حتى يبقى العامل up to date كما نعني بها.