إن الطب والإجراءات الطبية في تطور مستمر، فلقد تم التوصل إلى العديد من التقنيات الحديثة، منها تقنية تجميد البويضات (egg frozen)، والتي تلجأ إليها المرأة لتجميد بويضاتها والاحتفاظ بها لسنوات حتى تتمكن من استخدامها في المستقبل.
وهذه التقنية تتم عن طريق سحب البويضات من بطن المرأة باستخدام إبر خاصة بخاصية الألترا ساوند، ثم يتم تجميدها وحفظها في المختبر لمدة تصل إلى ١٥ عام لحين حاجة المرأة لاستخدامها.
تقنية تجميد البويضات
يقول الدكتور “مازن الرواشدي” استشاري أمراض العقم وأطفال الأنابيب: هناك الكثير من النساء في هذه الفترة يلجأون لتجميد بويضاتهم حتى يتمكنوا من استخدامها في المستقبل، وخصوصًا النساء المصابون بالسرطان الذين يتلقون علاج الكيماوي؛ حيث أن الكيماوي يقوم بقتل البويضات.
وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب لتنشيط المبايض الخاصة بالمرأة، واستخراج كمية مناسبة من البويضات وسحبهم باستخدام إبرة خاصة بواسطة الموجات الفوق صوتية، ثم يتم الاحتفاظ بهذه البويضات وتجميدها في المختبر لفترة زمنية من ١٠-١٥ سنة، ويمكن استخدامهم في المستقبل.
وهناك طريقة أخرى لتجميد البويضات، والتي تتم عن طريق أخذ جزء من المبيض بواسطة المنظار، ويتم تجميده، ثم يتم بعد عامين إعادة زراعته وتنشيطه ليقوم بإنتاج بويضات ناضجة يمكن استخدامها.
وهذه العملية سهلة وبسيطة، ولكن تتعرض السيدة بعدها للإبر المنشطة لمدة ٨ أيام لتحفيز زيادة إنتاج البويضات.
من الجدير بالذكر أنه قبل إجراء عملية تجميد البويضات تخضع السيدة لفحص شامل أولًا، وإجراء فحص هرمونات ومراجعة مخزون البويضات لديها، وعمل الفحص السريري، ثم يتم بعد ذلك تجهيزها لإجراء هذه العملية، وإدخالها لعملية تحفيز المبايض، وإعطائها يوميًا إبر تحت الجلد لتكبير حجم البويضات، ثم يتم سحب البويضات بعد يومين بواسطة الألترا ساوند.
وأكد الدكتور على أن هذه العملية سهلة وبسيطة جدًا وتتم باستخدام تخدير بسيط لمدة عشر دقائق، ويتم سحب البويضات وتحويلها إلى المختبر للتأكد من كفاءتها ونضجها، ثم يتم بعد ذلك تجميد البويضات وحفظها في مادة خاصة، وتبقى محفوظة لمدة من ٨-١٠ سنوات.
العوائق التي تمنع إجراء عملية تجميد البويضات
تابع د. “مازن”: هناك عدة أشياء يجب أن يقوم الطبيب بالتأكد منها قبل إجراء عملية تجميد البويضات منها:
أن يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي للسيدة، والتأكد أن هذه المرأة لم تتلقى علاجات كيماوي أو أشعة في حياتها، وكذلك التأكد من انتظام الدورة الشهرية ومخزون البويضات؛ حيث أن علاجات الكيماوي والأشعة تقوم بمهاجمة الخلايا المتجددة في الجسم وتعمل على تدمير البويضات.
وكذلك عدم انتظام الدورة الشهرية يؤدي إلى تقليل مخزون البويضات لدى المرأة، وبالتالي عند وجود هذه العقبات لن يتمكن الطبيب من إجراء العملية.
يؤكد د. “الرواشدي” أن عملية تجميد البويضات هي عملية قديمة موجودة منذ سنوات وليست حديثة، كما أن عمليات تجميد الحيوانات المنوية قد تمت سنة ١٩٥٣، وتم التوصل لعملية تجميد الأجنة بعد ٢٥ عام من تجميد الحيوانات المنوية، وكذلك عملية تجميد البويضات قد تمت عام ١٩٨٢.
ولكن قديمًا كانت طرق التجميد بطيئة، وظلت بطيئة حتى عام ١٩٩٩، ولكن تم بعد ذلك استحداث طرق سريعة للتجميد، ونسبة نجاح هذا التجميد السريع قد وصلت إلى ٩٠-٩٥٪.
كما يقول د. “رواشدي”: هناك شركات معينة مختصة في عملية نقل البويضات المجمدة من بلد إلى بلد أخرى؛ حيث يتم وضع نيتروجين سائل بداخل أنبوب اختبار وتظل البويضات مجمدة في النيتروجين تحت ١٩٥° تحت الصفر، ويمكن نقلها محفوظة لبلد آخر خلال ٤٨ ساعة.
نسبة نجاح عملية الحمل بعد تجميد البويضات
من المعروف أن جميع هذه العمليات هي عبارة عن محاولة، وتتضمن المحاولة نسب نجاح ونسب فشل.
ولكن مع تطور الطب حاليًا، والمختبرات، والمواد المستخدمة، أصبح لدى الأطباء خبرات كبيرة في هذا المجال، وقد وصلت نسبة النجاح تقريبًا إلى ٥٠٪، بينما وصلت نسبة نجاح الزراعة المتطورة للأجنة إلى ٦٠٪.
بالنسبة لعمليات أطفال الأنابيب باستخدام البويضات المجمدة، يتم سحب البويضات وتلقيحها، ثم حفظها ملقحة في المختبر، والانتظار لمدة شهر أو شهرين لرجوع المبايض لوضعها الطبيعي في جسم المرأة، والتأكد من سُمك بطانة الرحم، ثم يتم زراعة الأجنة في الرحم، وتصل نسبة النجاح من ٤٠-٤٥٪، وقد تصل إلى ٥٠٪.
ختم د. “الرواشدي”: عملية تجميد البويضات لا تتم فقط للنساء المتزوجات، فيمكن أن تقوم المرأة الغير متزوجة أيضًا بتجميد بويضاتها والاحتفاظ بها حتى تتمكن من استخدامها بعد الزواج.