تشتكي الجهات المرتبطة بالسياحة في الدول العربية من ضعف الإقبال هذا الموسم عليها، هذه الجهات تدعي أنها لا تعلم السبب وراء ذلك، خاصة من السياح السعوديين.
المعلومة التي لا يريد الأشقاء العرب الاعتراف بها، تتلخص في أن السعوديين نفد صبرهم من تعرضهم للاستغلال في هذه الدول، فشريحة كبيرة من السياح السعوديين خاصة العائلات تفضل الدول العربية، تحديدا القريبة منها، مثل بلاد الشام ومصر لقضاء الإجازة، لكن هذا التفضيل لا يقابله شيء، فما ان يدخل السائح هذه الدول حتى تجد يده ذاهبة وآتية من جيبه، والأسعار المعروضة على السعوديين مبالغ فيها، أما الخدمات المقدمة فتسير من سيئ إلى أسوأ.
ملل السعوديين من هذا الاستغلال مرده إلى زيادة الوعي عند السياح، إلى جانب أن الأحوال الاقتصادية تراجعت، وبالنسبة للأسر التي تريد قضاء جزء من إجازتها السنوية خارج البلاد لا تريد فقط أن تصرف الأموال دون مقابل في الخدمات، كما أن طريقة التعامل في أغلب الأحوال لا تناسب طبيعة الأسر أو حتى الأفراد.
من الأشياء أيضا التي تشجع على الانصراف عن السياحة في الدول العربية عدم تطبيق القوانين، فيغادر السعودي أرض الوطن وهناك شيء من التوجس في نفسه في أن مستوى الحماية الذي يتمتع به انخفض. جزء من هذا الشعور مرده إلى تحوله من مواطن إلى غريب، لكن جزءا كبيرا من شعوره صادق، فإذا تم استثناء دول الخليج العربية ليس هناك حماية حقيقية من الممكن توفيرها إلا من السفارات السعودية، فالسائح الذي يتعرض لمشكلة يصدم حين يتوجه إلى الجهات المعنية بأن بعضها تمارس ابتزازا ماليا معه، وذلك للبدء في النظر في مشكلته، ولذلك هو عرضة دائمة للابتزاز من أغلب من يقدمون له الخدمات بما فيها الجهات الرسمية هناك.
وليس تجنيا على الأشقاء العرب إن قلنا ان قوانينهم تتجاهل حقوق السياح السعوديين، ما يوجد لدينا حالة من الغبن، فالسائح من حقه أن يحصل على معاملة كريمة تحفظ حقوقه، لا النظر إليه على أنه بنك متنقل.
بقلم: منيف الصفوقي
وقد ترغب أيضًا ببعض المقترحات:
- مثل: كيف اصير غني في السعودية!
- كذلك: مدرسة القرية وأوهام التميز
- ثم: هل يوجد في السعودية فساد؟
- يليه: الخيال الواسع.. اللاعلمي!
- وختامًا: الطائف.. الوجه الخجول