مقدمة: يعجب الوالدان بجرأة وفصاحة أطفالهم عند الحديث وقد يكون ذلك مصدر للفخر وفي حالات أخرى يصيبهم القلق عند تأخر الكلام عند الأطفال، فينتابهم شعور الخوف والشك والسؤال الدائم حول العمر الذي يجب أن يبدأ الطفل بالتكلم فيه، أما أسباب تأخر الكلام فهي عادة ما تكون أسباب عضوية أو نفسية، سوف نتعرف ما الفرق بينهما ومتى يجب أخذ الطفل إلى المختص.
ما العمر الطبيعي الذي يبدأ فيه الطفل بالكلام؟ وفي أي وقت يجب أن نقول أن هناك مشكلة؟
يوضح دكتور «حسين الشمراني» استشاري النمو والسلوك بمستشفي الملك فيصل التخصصي، يبدأ الطفل بتعلم الكلام على مراحل، تبدأ عادة بعد الولادة عندما يكون الطفل في تواصل مع الوالدان وخاصة الأم تبتسم له فيبتسم لها ويتفاعل معها ثم تدريجيا من عمر ٤ إلى ٦ أشهر تقريبا يبدأ في إصدار الأصوات في اللعب والتفاعل مع الآخرين، بعد ٦ أشهر يبدأ في نطق بعض المفردات والأحرف التي ليس لها معنى واضح ولكنها تعتبر فترة ما قبل الكلام ، بعد ٩ أو ١٠ أشهر يبدأ في نطق أول كلمة وتكون لها معنى واضح عند الأهل.
هل نطق بعض الأحرف وان كانت غير مفهومة يعنى أنه لا يملك مشاكل في النطق؟
يجب أن يكون الأهل على خبرة ودراية بحيث إذا بلغ الطفل السنة ولم ينطق فهناك خلل ما ويجب مراجعة الطبيب ، لأن المفترض من عمر السنة يكون لدي الطفل بعض الكلمات ذات معنى واضح عند الأهل وعادة تكون من ٥ إلى ١٠ كلمات أو أكثر.
متى يبدأ الطفل بتكوين الجمل؟
بعد السنة يبدأ الطفل بزيادة المفردات اللغوية ويبدأ بتكوين جمل بسيطة تتكون من كلمتين وتدريجيا في عمر من ٣-٤ سنوات يبدأ بتكوين جمل أكبر وعندما يبلغ ٥ سنوات يبدأ بسرد الأحداث.
هل يمكن أن تختلف قدرة طفل عن طفل أخر في عمر السنة أو السنتين؟
أكمل “الشمراني” بالطبع تختلف، هناك أطفال يتأخرون في الكلام إلى حد معين ويكون نتيجة أسباب معينة منها: الولادة المبكرة الأطفال الذين ولدوا في ٧ أشهر عادة يتأخرون في اكتساب المهارات ويحتاجون إلى متابعة، وأيضا نقص الأكسجين أثناء الولادة أو أي مشاكل بالدماغ أو عيوب خلقية أو الفم المشقوق وغيرها كلها أسباب تؤدي إلى تأخر الكلام.
هل مشكلة اللسان المربوط تعتبر من المشاكل التي يمكن حلها بسهولة أم تعد مشكلة خطيرة؟
إذا كانت تسبب إعاقة في الكلام أو البلع وغيره فيجب معالجتها جراحيا، ولكن في بعض الأحيان لا تسبب مشكلة في الكلام أو البلع فلا تعتبر مشكلة كبيرة ويوجد لها حلول إذا كانت تؤثر على كلام الطفل.
ما هي المشاكل النفسية التي يواجهها الطفل في عمر السنة أو السنتين والتي تؤدي إلى تأخر الكلام عنده؟
أكثر الأسباب المؤدية إلى ذلك هي الإهمال وجلوس الطفل فترات طويلة أمام التلفاز لا يجد من يتفاعل معه ، حيث أن الطفل يكتسب الكلام من خلال التعامل مع الآخرين.
هل إذا كان الوالدان من جنسيات مختلفة قد يؤدي ذلك إلى تأخر الكلام عند الطفل؟
يختلف من طفل إلى آخر، بعض الأطفال تستطيع تعلم لغتين في وقت واحد وعادة اللغة التي تتحدث بها الأم تكون هي الأقوى عند الطفل، وبعض الأطفال يتأثر بذلك إذا كان هناك لغتين في نفس الوقت وفي هذه الحالة ينصح الأهل بالتركيز على لغة واحدة.
هل آلة الكلام عادة بحاجة إلى التمرين بحيث يمكن للطفل نطق الأحرف كما هي، وإذا كان الطفل ينطق الأحرف بشكل مختلف هل يمكن علاجها؟
تابع، الطبيب، بالطبع يمكن علاجها، في أعمار معينة لا يستطيع الطفل نطق الأحرف بشكل صحيح، أما إذا بلغ عمر الـ ٥ أو ٦ سنوات ومازال ينطق الأحرف بشكل خاطئ فيجب البدء بجلسات للتدريب على مخارج الأحرف وغيرها مع أخصائي النطق، أما بالنسبة للتهتهة هناك أسباب كثيرة فعندما يبدأ الطفل في الكلام فيأخذ كلمات كثيرة ويبدأ بالتهتهة حتى يخرج الكلام، و إذا كان عمره صغير من ٣-٤ سنوات فلا داعي للقلق أما إذا استمر في ذلك نبدأ بالبحث عن الأسباب وهل هي وراثية أم نفسية أم عضوية. وفي النهاية ينصح الدكتور «حسين الشمراني» بأن لا نهمل أطفالنا وأن نتحدث معهم بشكل مستمر حتى يبدأوا في اكتساب الكلام.