مشكلة تأخر النطق عند الأطفال تؤرق الكثيرين من الآباء والأمهات، ففي مراحل عمر الطفل يتعلم الكثير من المهارات اللغوية والتطورات الأخرى، ويمكن أن يختلف العمر الذي يتعلم فيه الأطفال اللغة وبدء الحديث. وكذلك يمكن أن تساعد معرفة القليل عن تطور الكلام واللغة عند الطفل الآباء على معرفة ما إذا كان هناك سبب للقلق.
ويعني تأخر الكلام واللغة عند الطفل هو عندما لا يتطور كلام ولغة الطفل بمعدل طبيعي.
فمشكلة تأخر النطق عند الأطفال هي مشكلة نمو شائعة تؤثر على ما يصل إلى ١٠٪ من الأطفال في سن ما قبل المدرسة.
وفي هذا المقال سنتعرف على مشكلة تأخر الكلام عند الطفل وما دور الأهل في علاج هذه المشكلة وكذلك دور الأخصائي في علاج تأخر النطق عند الطفل.
متى تظهر مشكلة تأخر النطق عند الأطفال؟
تقول “د. فاتن الأنصاري” أخصائية نطق ولغة: بكل مجال من مجالات النمو، تظهر العديد من علامات التطور خاصة في الفئة العمرية، فمثلاً الطفل الذي يكون عمره ٧ أشهر ولا يلاغي أو يخرج أصوات عشوائية، تكون لديه مشكلة، وبناءاً على الجمعية الأمريكية للسمع والنطق، هناك مجموعة من العلامات التطورية للطفل خلال الفترات العمرية، فإذا كانت هذه العلامات التطورية غير موجودة في هذه المراحل العمرية، يكون لدى الطفل مشكلة ما، وتبدأ العلامات التطورية للطفل من الولادة حتى ٣ سنوات تقريباً.
الخطوات التي يتبعها الأهل لعلاج تأخر النطق عند الأطفال
قبل معرفة الخطوات التي يتبعها الأهل، يجب معرفة علامات تطور النمو عند الطفل، وفي منصة حبايبنا توجد مجموعة من الجمعية الأمريكية للسمع والنطق لمن يريد الاستفسار على أي أسئلة خاصة بنمو الطفل.
وعند معرفة تأخر النطق عند الطفل يجب على الأهل اتباع الآتي:
- زيارة طبيب الأطفال: وإطلاع الطبيب على مشكلة الطفل، فالهدف من هذه الخطوة هي استبعاد مشكلة تأخر النطق عند الطفل، أي يمكن أن يكون الطفل لديه سوائل في الأذن، أو مشاكل طبية أخرى مثل متلازمات معينة أو غيرها، فالطبيب بدورة يوجه أهل الطفل إلى الجهة المختصة لهذه المشاكل.
- فحص السمع: ولابد أن يقوم به أخصائي سمع، فهو من يحدد نوع الفحص الذي يجرى للطفل، والهدف من هذا الفحص، هو معرفة مدى سمع الطفل، هل الطفل يسمع أم لا، قبل إجراء أي تقييم نمائي أو لغوي، ففي حال عدم سماع الطفل جيداً، يمكن تركيب معينات سمعيه له، لحل مشكلة السمع.
- تقييم التطور النمائي: فأغلب الأهل يشكون أن الطفل لا يتكلم، ولكن المشكلة لا تكمن في الكلام فقط، ولكن يوجد تأخر في المجالات النمائية الأخرى، ظهرت على شكل تأخّر الكلام، فلابد في هذه الحالة من عمل تقييم نمائي، لمعرفة إلى أي مدى وصل تطور نمو الطفل.
عرض الطفل على أخصائي النطق: فأخصائي النطق يقوم بعمل تقييم لمراحل تطور نمو الطفل، ثم يحدد ما إذا كان الطفل يحتاج إلى برامج التأهيل اللغوي، أو بحاجة إلى توصيات الأهل للتصرف الصحيح مع الطفل.
وهذه هي الإجراءات الأربع التي يقوم بها الأهل في حال معرفة أن الطفل لديه تأخر في الكلام أو النطق.
دور الأهل في علاج تأخر النطق عند الطفل
يكون دور الأهل في علاج تأخر النطق عند الطفل أهم من دور الأخصائي، لأن الأخصائي يقوم بتدريب الطفل على مهارات لغوية، وهذه هي طريقة التدريب المعتمدة لديه، أما الأهل يقضون وقتاً كافياً مع الطفل، حيث يمكن التواصل مع الطفل حسب البيئة، فكل بيئة لها طريقة التواصل الخاصة بها.
وبشكل عام لابد للأهل معرفة مهارات الطفل، فدورهم هو التدريب على المهارات التواصلية، وتأثير الأهل يكون أقوى من تأثير المعالج والأخصائي بجانب المهارات التواصلية.
ومن حق الأهل معرفة ماذا يحدث في جلسة تدريب الطفل مع الأخصائي، وما هو دورهم في حل مشكلة تأخر النطق، فالمعالج جزءاً من العلاج وليس العلاج كاملة، والدور الكبير يكون للأهل، وليس الأخصائي.
وحكم أن الأم أغلب الوقت مع الطفل، تقع عليها المسئولية الكبرى، فالأب يقضي معظم وقته في العمل، أما الأم تكون مع الطفل طوال اليوم، وفي أغلب النشاطات والمهارات اليومية، وكذلك هي الأسهل في التعامل، لأنها تسأل الأخصائي وتتابع حالة الطفل، بعكس الأب الذي يكون وقته محدوداً جداً، ولكن يفترض أن يتحمل الأب والأم المسئولية معاً اتجاه الطفل، وفي أحد الجوانب تكون النتيجة مع الأب أعلى من الأم.
وعندما يتحمل الأب والأم المسئولية معاً يخف العبء النفسي والجسدي أيضاً، فيجب توزيع الحِمل على الأبوين معاً لتخفيف الأعباء النفسية، ولكن عادة يكون الحِمل الأكبر على الأم.
نصائح للحياة اليومية للأطفال الذين يعانون من مشكلة تأخر الكلام:
مبدأياً يجب معرفة ما هي النشاطات التي يفضلها الطفل، والنشاطات التي يجب على الأم ممارستها، فغسل الأيدي مثلاً يتم بطريقة تواصلية، وتتلخص مجموعة الأهداف أو المهارات التواصلية التي يجب على الأهل تطبيقها فيما يلي:
- تدريب الطفل على الكلام: ففي حال أن الطفل غير قادر على إخراج كلمة معينة، فتتكلم الأم نيابة عنه وتظهر له النتيجة، تقوم الأم بالربط بين الكلمة والنتيجة.
- استعمال الضمير في الحديث مع الطفل: كضمير المتكلم، فمثلاً لا أقول للطفل أفتحلك زجاجة الماء، ولكن تقول الأم افتحيلي الزجاجة، أي يكتسب الطفل الكلمة كما لو يقولها هو.
- استخدام نبرة الصوت الصحيحة بالمكان الصحيح: بمعنى أن الأم لا تسأل الطفل ولكن تحكي بالنبرة التي يريد الطفل التحدث بها.
فعلى الأم استخدام طول الجملة المناسب للمهارة اللغوية للطفل، وهذه المهارة يحددها أخصائي النطق حسب الطفل، وكذلك يجب على الأم استعمال لغة الجسد وكذلك نبرة الصوت معاً مثال: كأن تقول الأم للطفل أين حِذائي، وليس ابحث عن حذائك.