التعامل مع تأخر النطق عند الأطفال
قال “د. رندا الجعفري” أخصائية النطق واللغة عند الطفل. من الطبيعي أن يبدأ الطفل بإخراج أول كلمة له على عمر السنة لكن على الجانب الآخر هناك بعض الأطفال الذين يظلون أكثر من ثلاثة أو أربعة سنوات دون أن يكون لديهم قدرة على الكلام مما يتسبب في قلق الأهل كثيراً حيال هذا الأمر وهو ما يتطلب منهم ضرورة عرض ابنهم على أخصائي نفسي أو أخصائي نطق ولغة حتى يمكن تحديد أسباب تأخر النطق مع أهمية التأكد من إدراك الطفل بطريقة جيدة لما يدور حوله عن طريق عدة وسائل مثل إغلاق المصباح أو فتح الباب فجأة عليه إلخ إلخ.. ثم حينها يمكنهم عرضه على الأخصائيين لفحص مستوى الذكاء عنده من خلال بعض البرامج.
وأضافت ” رندا الجعفري” يمكن للطفل الذي يقوم بالتأخر في الكلام أن يكون صحيحاً لا يعاني من أية مشكلة حيث يقوم هؤلاء الأطفال بالكلام مرة واحدة فيما بعد كما أن بعض الأطفال لا يسمعون الأهل جيداً مما يتسبب في عدم تجاوبهم بصورة جيدة معهم ويكون الحل حينئذ هو عرض الطفل على مركز سمعيات لفحص درجة سمعه.
كيف يمكن مساعدة الطفل على الكلام بشكل أسرع؟
من الضروري أن يتعرض الطفل للكلام عن طريق سماع أكبر قدر ممكن من الكلمات والمفردات حتى يمكنه تخزينها ونطقها فيما بعد عن طريق بعض الدرجات التي تتطور من كلمة ثم جملة إلخ إلخ..، لذلك يُفضل أن يُحكى للطفل بعض القصص القصيرة قبل النوم حتى يستطيع الطفل ربط الاسم بالمسمى ويستطيع النطق بشكل جيد فيما بعد بسبب زيادة مخزون الكلمات عنده.
إلى جانب ذلك، يجب على الأم استغلال روتين الطفل مثل شرب الماء والأكل وغيره ومن ثم يتم الحديث معه ونطق بعض الكلمات أمامه حتى يعتاد الطفل على نطقها فيما بعد بطريقة سهلة.
هل تزاوج اللغة عند الأبوين يبطئ من نطق الطفل؟
من وجهة نظري أرى أن الآباء يجب عليهم الحديث مع الطفل بلغة واحدة فقط حتى يتم التركيز عليها ومن ثم يمكن للطفل فيما بعد تعلم أكثر من لغة، لذلك يمكننا القول بأن هناك بعض الأطفال الذين يتأخرون في النطق نتيجة نطق الأب بلغة والأم بلغة أخرى مختلفة.
وأردفت “رندا” هناك بعض الأشياء الأخرى التي تتسبب في تأخر النطق عند الأطفال مثل ربطة في اللسان كوجود لحمة زائدة التي يمكن علاجها عن طريق تمرين عضلة اللسان للكلام بطريقة طبيعية.
إلى جانب ذلك، هناك بعض الأطعمة التي يمكنها أن تتسبب في حساسية الفم واللسان عند الطفل مما يتسبب في تأخر النطق لديه بسبب تأثيرها على بعض المناطق في الدماغ وهي المسئولة عن الكلام عند الطفل.
أما عن الوصفات الشعبية المتداولة بيننا كعلاج في تأخر النطق عند الأطفال فيجدر علينا الإشارة إلى أنه لا يوجد عليها أي إثبات علمي وإنما يجب أن يتم الرجوع فيها إلى أخصائي طبي حتى يتم وصف العلاج الدقيق لمثل هذه الحالات.
هل يمكن أن يأثر الطفل نفسياً ليصبح غير قادر على النطق؟
يمكن للنفسية السيئة للطفل أن تساهم في تأخر النطق لديه ولكنها ليست عاملاً رئيسياً في هذا الأمر ولكن كلما كان الطفل بحالة جيدة فإن ذلك يوسع مداركه واستقباله ويساعده على النطق بطريقة جيدة وبشكل أسرع.
أما عن تأثير الاليكترونيات على نطق الأطفال فيمكننا القول أن هذه تعتبر مشكلة شائعة للطفل وتتسبب في تأخر النطق لديه بجانب أنها تساهم في إظهار سلوكيات شبيهة بسلوكيات أطفال التوحد مثل العزلة وقلة الذكاء الاجتماعي وقلة التفاعل مع الناس بسبب انحصار الطفل كمستقبل فقط من تلك الأجهزة الاليكترونية دون أن يقوم بالتواصل الجيد مع الأهل والحديث معهم وبالتالي يقومون بتدريبه على نطق الكلام بطريقة جيدة.