تقول صاحبة الاستشارة: متزوجة من سنة وسبع أشهر ولم يحدث حمل، أجريت جميع الفحوصات اللازمة والحمد لله كانت النتائج إيجابية ولم يكن لدي أي مشكلة، ولكن زوجي كان لديه نقص في عدد الحيوانات المنوية وخمول في أدائها، وقد تعالج لذلك والحمد لله أصبحت النوعية جيدة والعدد 40 مليونا، وقد أوقف له الطبيب العلاج منذ أكثر من أربعة أشهر، وبرغم ذلك لم يحدث الحمل بعد.
فأرجو منك أن تفيدني بما يجب علي فعله ولك مني جزيل الشكر.
الإجـابة
يقول د. يوسف الدميسي —أخصائي أمراض النساء والتوليد—: الأخت الكريمة.. يبدو من استشارتك عزيزتي أن جميع الأمور بالنسبة لزوجك على ما يرام، أي أنه لا يوجد—حسب الفحوصات المخبرية— أي سبب يمنع الحمل.
وفي الحقيقة أننا نواجه مثل هذه الحالات.. ولا يبقى أمامنا إلا الإكثار من الدعاء إلى الله تعالى أن يرزقك أنت وزوجك بالذرية الصالحة إن شاء الله.
هناك بعض الافتراضات عزيزتي التي تفسر تأخر حدوث الحمل بسبب القلق والتوتر اللذين قد يحدثان تغييرًا في بعض الإفرازات الداخلية كقلة الإفراز في عنق الرحم، وقد يؤدي التوتر إلى تقلص عضلات الجسم كعضلات جدار قناة فالوب فتصاب بانقباض تشنجي يسد فتحتها، وكذلك نذكر تأثير التوتر على الهيبوثالاموس Hypothalamus وبالتالي على المبيض، ولذا ننصح كل زوجين يأملان في إنجاب طفل أن يبتعدا عن التوتر ويتجنبا القلق ويثقا بالله ﷻ.
ودائما وأبدًا نذكر بكثرة الدعاء والاستغفار..
وعلى كل حال ما يمكن أن ننصحك به الآن هو الآتي:
- إن محاولة المساعدة لتنشيط المبايض بالعلاجات، مثل الكلوميد وغيرها يجب أن تتكرر تحت إشراف الطبيب المعالج بشكل منتظم لمدة لا تقل على 3-6 أشهر.
- التركيز على الاتصال الجنسي في فترة الإخصاب التي يحددها لك الطبيب.
- في حالة عدم الحمل يمكن التوقف عن العلاج لمدة ثلاثة أشهر، حيث يحدث الحمل في حالات كثيرة خلال هذه الفترة.
- بعد ذلك يمكن إجراء التلقيح الخارجي بأخذ السائل المنوي وغسله ثم إعادة حقنه في الرحم لمدة 3 أشهر أخرى وبترتيب خاص طبعاً مع الطبيب المشرف، وهذا ما تم عمله لك أيضاً وهو ما نسميه (I.U.I Intrauterine Insemination).
- يمكن اللجوء بعد ذلك إلى إجراء التلقيح بما يعرف بطفل الأنابيب (IVF) أو اللجوء لتلقيح البويضة بواسطة إدخال الحيوان المنوي داخل البويضة بواسطة الإبرة وهو ما يطلق عليه (ICSI intracytoplasmic sperm injection). وربما يحتاج الأمر لأكثر من محاولة.
فلا تقنطي عزيزتي من رحمة الله، وعليك أن تستمري في العلاج في أحد المراكز الموثوق بها التي يتم العلاج فيها.
وكما قلنا سابقاً: أكثري من الدعاء والاستغفار فكما قال ﷻ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} صدق الله العظيم.
وللمزيد.. عليك بالاطلاع على الاستشارات التالية:
ونصيحتنا الأخيرة لك أن توكلي أمرك كله لله، فهو أعلم بما يصلح أمرك.. فرَّج الله تعالى ما تعانيه، ورزقك الذرية الصالحة، وأعانك، وجعل لك مخرجًا قريبا إن شاء الله.