عند تأخر الحمل قد يتجه البعض سريعا بتوجيه اللوم أو بإرجاع السبب في تأخر الحمل بالأساس للسيدات، يحدثنا عن هذا الموضوع د/ طارق الجندي – استشاري أمراض النساء والتوليد واستشاري العقم ووسائل الإخصاب المساعدة لأطفال الأنابيب
ما المقصود بتأخر الإنجاب؟
يعتبر مصطلح تأخر الإنجاب مصلح غير دقيق عند البعض حيث يمكن للعديد من الأزواج عدم الإنجاب بشكل إرادي.
هناك نسب طبيعية للحمل حيث أنه عند التقاء الزوج بالزوجة في شهر ما فإن نسبة حدوث الحمل الطبيعي خلال هذا الشهر هي فقط 15% وهو ما يختلف عنه بعض الحيوانات مثل الأرانب التي تتخطى نسبة حدوث الحمل فيها إلى 90%.
خلق الله سبحانه تعالى هذه النسبة القليلة للحمل ليعوضنا بها بأشياء أخرى وهي المتعة بالعلاقة الجنسية بين الزوجين، وتأتي الحيوانات المنوية الجاهزة للخصوبة عند بعض الأصناف الأخرى من الكائنات الحيوية مرة واحدة فقط بعكس ما خلق الله الإنسان عليه حيث تستمر الحيوانات المنوية طوال السنة، ومن هذه النسب السابق ذكرها فليس معنى الالتقاء الجنسي بين الرجل والمرأة لثلاث شهور أن يكون هنالك تأخر في الإنجاب.
وأضاف الدكتور ” طارق الجندي “: لابد من عدم الهلع والخوف من عدم حدوث حمل في السنة الأولى حيث أنه يجب التفكير في الحمل بعد السنة الأولى حيث تكون نسبة الحمل عند السيدات بين 70 إلى 80% ويضاف 15% إلى هذه النسبة في السنة الثانية بدون أي تدخل طبي ويظل فقط من 10 إلى 15% هم من عندهم مشاكل في تأخر الإنجاب.
لا تعتبر مشكلة تأخر الإنجاب مشكلة خاصة بالسيدة حيث يمكن للرجل أن يكون السبب في تأخر الحمل حيث أنه قد يكون قادرا جنسيا وليس قادرا على الحمل.
كذلك عند تحليل السائل المنوي للرجل لمرة وكانت النتيجة جيدة فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنه قادرا على الإنجاب لأن القدرة على الإنجاب لا يمكن قياسها بشكل دقيق من خلال التحليل الوقتي للسائل المنوي ولكن من هو قادر على الإنجاب فعليا هو الرجل الذي سبق له الإنجاب منذ سنة على الأكثر.
هناك من 30 إلى 40% من الناس من عندهم تأخر في الإنجاب لأسباب مجهولة وذلك بعد عمل تحليل لهم للهرمونات والسائل المنوي وكانت النتيجة جيدة.
من أسباب تأخر عند هؤلاء هو ألا يستطيع الحيوان المنوي الدخول إلى البويضة على سبيل المثال ولا يتم معرفة ذلك إلا من خلال المعمل لذلك يتم في بعض الأحيان للحمل عمل حقن بالسائل المنوي إلى البويضة وهو ما يسمى ب ” الحقن المجهري ” الذي يعتبر مثاليا لحالات تأخر الإنجاب الذي يجب اللجوء إليه بعد 3 سنوات من الزواج على الأكثر.
وتابع الاستشاري ” طارق الجندي “: للمرأة مخزون من البويضات منذ ولادتها في الشهر الخامس يصل إلى 2 مليون بويضة. عند الولادة تحرق السيدة مليون ونصف بويضة من تلك البويضات وتصل إلى سن البلوغ بحوالي من 400000 إلى 500000 بويضة يخرج منهم حاولي 450 بويضة صالحة للإخصاب شهريا وتخرج البويضة الجدية في البداية ثم الأقل فالأقل، لذلك عند كبر عمر السيدة تقل الخصوبة عندها..
عند ترك وسيلة منع الحمل لمن هم فوق الأربعين سنة فإن نسبة حدوث الحمل لا تتعدى ,0001 كما أنه في حالة حدوث الحمل فإن احتمالية إجهاض ذلك الحمل تصل إلى 60% لأن البويضة في حالة غير جيدة حيث أنه بعد 38 سنة تكون نسبة جودة البويضات لدى 80% من السيدات غير جيدة.
عند كبر سن السيدة تكون فرصة تعرضها للأمراض مثل سكر الحمل والضغط كبيرة وهو الطبيعي لضرورة الحمل مبكرا.
كيف يمكن حدوث الحمل لكبار السن من السيدات؟
هناك ذكاء من السيدات في الخارج الذين يلجؤون إلى تخزين البويضات من أجل الحمل متأخرا وهو ما يعتبر موجود هنا أيضا ولكن باختلاف الثقافة بيننا وبينهم.
عند تخزين البويضات فإن فرصة الحمل تزيد عند السن الصغير وليس السن الكبير للمرأة بعكس ما إذا تم ترك البويضة أثناء العمر الكبير الذي يقلل من فرص الحمل لدى المرأة لعدم جودة البويضات.
يمكن نجاح الحمل للعمر أقل من 35 سنة بنسبة 70% في الدورة الواحدة.
وأردف الدكتور ” طارق الجندي “: عند كبر السن فوق الأربعين تكون فرصة الحمل فقط 20% حيث أن من بين 10 بويضات يظهر بويضتين فقط بحالة جيدة و8 بحالة غير جيدة، لذلك لا يجب تضييع العمر في الأدوية والمنشطات التي ليست لها قيمة في تزويد فرص الحمل ولكنها تعمل على تزويد فرص الحمل التوأمي الذي لا يعتبر جيدا مثل الحمل الطبيعي لما يصاحبه من بعض المشاكل مثل الولادة المبكرة وغيرها كما يعتبر الحمل التوأمي بنسبة 1% عند السيدات.
هل للمنشط دور في التبويض للسيدة فوق الأربعين؟
تعتبر المشكلة لدى كبار السن من السيدات هي مشكلة جودة البويضة وليست مشكلة التبويض في حد ذاته.
وأضاف الدكتور ” طارق “: لا يمكن لمنشط أن يخرج بويضات أكثر ولكن للمبيض كل شهر مجموعة من البويضات يموت الجميع وتظل بويضة واحدة، كما تعمل المنشطات على زيادة البويضات التي يمكن أن تموت ولكن ليس للمنشطات دور في زيادة البويضات وليس لها قيمة علاجية.
عند زيادة تلك البويضات فإن ذلك يعني زيادة الأجنة التي لا تكون سليمة بنسبة كبيرة عند السيدات أكبر من 38 سنة.
يمكن للسيدة التي لديها مخزون جيد من البويضات أن تخرج من 12 إلى 15 بويضة، أما من يعانون من تكيسات المبيض يمكنهم أن يخرجوا أكثر من 60 بويضة.
للوصول إلى نسب نجاح كبيرة للحمل لابد من إخراج من 12 إلى 18 بويضة حتى يتم تكوين نسب للجنين تصل إلى 80% يصل عدد الأجنة الجيدة في اليوم الخامس إلى 7 حتى 10 أجنة كاملة حيث يمكن نقل أجنة كاملة بدلا من البويضات وهو الأفضل للحمل، وبهذه الطريقة يمكن اكتمال العائلة بدورة حمل واحدة من خلال تجهيز الأجنة بشكل كامل في مرة واحدة.
كيف تتم عملية التخصيب في الرحم؟
يمكن للسيدات الصغر أن يتم حدوث الحمل لديهم بنسبة 70% ولكن هنالك 30 % من أسباب عدم الحمل غير معروفة حتى الآن رغم تحليل الوراثة للجنين بشكل جيد وحالته داخل الرحم.
كنت اعمل في انجلترا عام 199 وكانت نسبة النجاح لا تتخطى 7% أما الآن فنسبة النجاح تخطت في مصر 60 أو 70% ويظل السبب في عدم الحمل للنسب المتبقية هو سبب مجهول حتى الأن.
يمكن للجنين ان ينزل في رحم السيدة في وقت معين ويختلف ذلك من سيدة لأخرى وفي الغالب يكون من يوم 17 حتى يوم 22 من الدورة وتختلف في ذلك جميع السيدات ولكن يمكن معرفة وقت التبويض بشكل محدد عند حدوث الحمل وليس قبله.
وأضاف الاستشاري ” طارق الجندي “: ليس معنى استخدام تقنية ultra sound عند الحقن المجهري للتبويض في وقت معين معنى لاستقبال الرحم للجنين في وقت ما محدد ولم يثبت جدوى أي تقنية في ذلك إلى الآن.
تتراوح نسبة دخول الجنين الجيد الواحد للرحم في حالة صغر سن الأم والحالة الجيدة بين 35 إلى 40%.
كم دورة تستطيع المرأة تحمل فيها المنشطات؟
عند تناول المنشطات وتم حدوث التبويض ولكن تم نزول الدورة في آخر الشهر يبقى جسم السيدة فارغا من الهرمونات ولابد لها أن تبدأ من الجديد، فبمجرد نزول الدورة تنتهي المنشطات وتصل إلى 0%.
يعتبر الحقن المجهري هو أعلى نسبة نجاح للحمل بأقل نسبة خطورة على السيدة.
وأردف الدكتور ” طارق الجندي “: في أوائل الثمانينات كان يتم وضع نظام علاجي للتبويض لكل السيدات لكن مع تقدم العلم هناك اختيارات علاجية ولكن الآن أصبح هناك اختلاف في علاج كل سيدة على حده حسب وزنها وهرموناتها ومخزون البويضات عندها ومن ثَم يتم معرفة نسبة تخصيبها وتحديدها بشكل دقيق ويتم من خلال ذلك معرفة المنشطات التي يجب تناولها كما أن البويضة هي التي تحدد نسبة نجاح الحقن المجهري.
كيف يتم تحديد جودة البويضة؟
يعتبر سن السيدة من أهم الأشياء التي تحدد جودة البويضة من ناحية التركيب الجيني ويمكن اكتشاف ذلك عن طريق المعمل، وفي حالة حدوث حمل بالحقن المجهري للسيدة الكبيرة عمرا وتم حدوث إجهاض كما حدث لسيدة قبل ذلك حدوث إجهاض عند 8 أسابيع يمكن أن يكون السبب هو حالة الجنين الوراثية لذلك يجب التحليل الكامل للجين وراثيا، لذلك يعتبر السن هو العائق الوحيد لعدم الإنجاب كما أن جراحة المبيض عن طريق علاج تكيس المبيض بالمنظار او غيره فإن ذلك يقلل من تخزين البويضات عند السيدة، لذلك يجب الحرص في مثل هذه الحالات.