تقول السائِلة: أنا أبلغ من العمر 24 سنة متزوجة من سنة وشهر، وحتى الآن لم يحدث حمل.
بالنسبة للدورة كانت تأتيني كل 28 يوما في أول الزواج، ثم بعد حوالي 6 شهور أصبحت تأتي كل 32 يوما، وفي آخر مرتين أتت بعد37 يوما. ذهبت إلى الطبيبة وقالت لي عندي كيس ماء على أحد المبايض وبعض الالتهابات الخفيفة، وقالت إنه من الممكن حدوث حمل مع وجود هذا الكيس، لكن الكيس قد يؤخر الحمل، وأعطتني حبوب “سيدوفاج” وأقماع “أميريزول” وقالت لي أن آخذ العلاج لمدة شهرين، ولكن الأقماع 5 أيام فقط، وإذا لم يختف الكيس فستقوم بعمل جراحة.
سؤالي هو: كم المدة التي يمكن أن أستعمل فيها العلاج ليختفي الكيس؟
مع العلم أن العلاج يسبب لي ألما في المعدة وغثيانا.
وهل من الممكن أخذ أدوية أخرى مع هذا العلاج لتساعد على الحمل؟
وأعاني من وجود بعض الشعيرات السميكة في وجهي، فهل من الممكن أن يكون لها علاقة بالموضوع؟
وهل ممكن أخذ علاج لذلك؟
وهل يجب أن أقوم بعمل تحاليل أو فحوصات للتأكد أن هذا السبب الوحيد الذي يؤخر الحمل، أم أن هناك أسبابا أخرى؟
آسفة على الإطالة، وجزاكم الله ألف خير.
الإجـابة
يقول د. سليمان أبو عيده: الأخت الكريمة.. نشكرك على ثنائك داعين الله أن يوفقنا دائما في الرد على تساؤلاتكم.
إن أسباب تأخر الحمل عزيزتي منها ما هو خاص بالزوج، وأخرى خاصة بالزوجة؛ فيفضل أن تبدأ الرحلة بالفحص الطبي للزوجين على التوازي، حيث يلجأ الزوج إلى طبيب التناسلية والذكورة، والزوجة إلى طبيب النساء والتوليد.
بالنسبة للزوج:
لا بد من عمل تحليل للسائل المنوي، ويكون هذا التحليل بعد آخر جماع مع الزوجة بأربعة أيام أو خمسة على الأكثر (لا أقل من ذلك ولا أكثر ليكون التحليل سليما)، ومن ثم يتم عرض نتائج التحاليل على الطبيب المختص، ليتأكد من صحة مقومات السائل المنوي المطلوبة لحدوث حمل بشكل طبيعي.
وهو ما لم تقومي بذكره؛ إذا كان زوجك قام بإجراء هذا الفحص أم لا؟ وما نتيجته؟
أما بالنسبة للزوجة:
فيعد اضطراب التبييض والذي يتبعه اضطراب الحيض أهم الأسباب المؤدية لتأخر الحمل. فلابد أن تعلمي أن وجود بويضة لا يكفي لحدوث الحمل، ولكن المهم هو انفجارها والذي يسمَّى التبييض.
واضطراب التبييض تتحكم فيه أشياء ثلاثة هي:
1- الغدة النخامية الموجودة بالدماغ:
وهي التي تتحكم في إفراز هرمونات غدد الجسم كلها. ولبيان حالة تلك الغدة وسلامتها، نقوم بعمل أشعة سينية عادية أي ما يسمى أشعة إكس، أو الأشعة المقطعية وهي الأفضل، ومن خلال هذه الأشعة يتضح حجم الغدة.
أما للاطمئنان على سلامة عملها بشكل طبيعي فإننا نلجأ إلى تحاليل الهرمونات الخاصة بها، وهي: FSH،prolactin ، LH. هذا بالإضافة إلى تحليل لهرموني الغدة الدرقية T3، T4، فهما يؤثران على التبييض في حالة زيادتهما أو نقصهما.
2- المبيضان: وللكشف على سلامتهما لابد من عمل:
- تحاليل لهرموناتهما: هرمون البروجيستيرون PROGESTERON، وهرمون الإستروجين OESTROGEN.
- أشعة فوق صوتية على المبيضين ابتداء من اليوم العاشر للدورة ومتابعة نمو البويضات، لبيان وجود تكيس بالمبيضين أم لا، حيث إن التكيسات من الأسباب الشائعة لاضطراب الدورة، وهي أمر بسيط ويسهل علاجه، وقد يكون ذلك الاضطراب إن وجد له علاقة بالشعر السميك الذي ذكرته في رسالتك.
3- الحالة المزاجية للمرأة:
فلها دخل كبير في نزول الحيض وانتظام الدورة الشهرية؛ لأنها تؤثر في عمل الغدة النخامية بالدماغ.
ولقد ذكرت إصابتك بكيس على المبيض ولم تذكري حجم هذا الكيس، ومادامت الدورة تأتي في حدود 35 يوما فلا يوجد خوف.. إن كان فحص الزوج سليما وحجم الكيس أقل من 4 سم، ويجب عليك إجراء الفحوصات السابقة للتأكد من عدم وجود أي مشاكل أخرى قد تمنع الحمل.
وبمجرد أن يضع الطبيب يده على السبب من خلال الفحوصات السابقة، فإنه يتبع بروتوكولا خاصا لعلاج هذا السبب من خلال العقاقير أو الجراحة في بعض الحالات.
وللمزيد من المعلومات حول تأخر الإنجاب يمكنك عزيزتي مطالعة الاستشارة التالية:
- ↵ تأخر الإنجاب.. أمراض وأعراض
- ↵ العلاقة بين العمل الشاق وتأخر الإنجاب
- ↵ تأخر الإنجاب وأحدث الطرق لعلاجه تفصيلاً
وفي النهاية ندعو لك ولزوجك أن يرزقكما الله بالذرية الصالحة.