وصل أحمد حسن وزوجته زينب إلى الشهرة وتلقيا انتقادات لاذعة بسبب المحتوى الذي يقدمانه على قناتهم على موقع يوتيوب والذي اعتبره البعض انتهاك لحقوق الأسرة باستغلال طفلتيهما التي وثقا منذ ولادتها مراحل رضاعتها ويومياتها كلها ونشراها لتحصل على ملايين المشاهدات ولكن القصة لم تنته هنا، فهل يُعد نشر الخصوصيات والحياة اليومية وخاصة الأطفال له دوره في جلب عدد كبير من المتابعين؟
هل ارتكب الزوجين أحمد وزينب خطأ نشر يوميات طفلتيهما؟
تقول الباحثة في علم الاجتماع “شيما عيسى”، بالطبع يُعد نشر الزوجين أحمد وزينب ليوميات ابنتهما شيء خاطئ لأن الأطفال يعدون مسلوبي الإرادة ولا يستطيعون اختيار مصيرهم أو اختيار ماذا يريدون أن يفعلون كما أن مهمة مراعاة الأطفال موكلة إلى الأولياء والدولة من خلال حمايتهم من كافة أشكال العنف والإساءة والاستغلال ولكن نشر يوميات الأطفال على مواقع الإنترنت المختلفة يمكن أن يعرضهم إلى الخطر حيث يمكن أن يكون الأطفال محل استهزاء من زملائهم أو محل اهتمام مبالغ من الناس وهذا يمكن أن يؤثر على نفسيتهم وعلى قداسة حرمة الأطفال والحياة الخاصة بهم، لذلك فإن مثل هذه الأمور يجب علينا جميعاً أن ننكرها على الأولياء – حسب رؤية الخبيرة.
لماذا تجذب يوميات الأطفال بالذات عدد أكبر من المشاهدين؟
بحسب علم الاجتماع أصبح التواصل الاجتماعي هو محل بحث وأصبحنا نتحدث عن علم اجتماع الشبكات وأصبحنا نتحدث أيضاً عن فضاء عمومي جديد وعن علاقات اجتماعية جديدة ذات بناية رقمية وآلية، لذلك فمن ناحية الوسيلة في حد ذاتها كالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فهي تُعد وسائل سهلة الوصول إليها من الجميع الآن كما أنها وسائل ذات نجاعة وفاعلية وسرعة في إيصال المعلومة والصورة كما هي، كما أننا نرى إزاء الاقتراب والوضع الانساني الهش بصفة عامة نرى أن الناس يتفاعلون أكثر ويُقدمون أكثر على مشاهدة الحياة الخاصة للناس وهذا يعكس مدى الاغتراب الذي نعيش فيه.
لماذا يلجأ الناس لاختيار الأطفال تحديداً في كافة محتويات مواقع التواصل؟
يعتبر الأطفال من أكثر الفئات التي تتحلى بالعفوية كما أنهم من أكثر الفئات التي يمكنهم أن تفاجئ المشاهد بمشاهد مثيرة وطبيعية وردة فعل رائعة، لذلك فإن أي ردة فعل من الأطفال هي محل اهتمام من الناس لأنها تبقى عنصر مفاجئ وشاغف بالنسبة لنا جميعاً خاصة عندما تتحلى تلك المشاهد والصور بالعفوية التي نفتقدها عند الكبار في معظم الأحيان، لذلك يُقبل أكثر المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي على استعمال الأطفال والحيوانات المنزلية في صورهم والفيديوهات والمقاطع التي ينشرونها عن يومياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختفة.
هل يمكن للطفل أن يعي كل حالات الشهرة على مواقع التواصل؟
هناك العديد من الأطفال المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كما أنهم الآن ليسوا واعيين ولكن مع التقدم في السن سيعون هذا ويمكن أن يكون ذلك له تأثيره السلبي عليهم وعلى مستقبلهم لأنه ما أدرى الأهل أن هذا الطفل يود مستقبلاً أن يكون مشهوراً وسيعيش حياة طبيعية في المدرسة والشارع وفي غيرها؟
إننا كثيراً ما نرى أطفال المشاهير وكيف وقع هؤلاء الأطفال في أمراض نفسية هائلة لأنهم لا يعيشون حياة طبيعية لأن الطفل يبقى دائماً ذا نفسية هشة وطابع اجتماعي غير مكتمل وجب على كافة مؤسسات الدول عبر كل القوانين حمايته من الإشهار والاستغلال خاصة وأنه لا يوجد قوانين واضحة لحماية صورة الطفل.
وأخيراً، يمكن أن تكون القوانين هي حل لردع بعض التجاوزات ولكنها غير كافية لأن الصورة في هذه الحالة تتمثل في رؤية حياة أخرى نستنسخها على حياتنا وبالتالي نكون في حالة بطالة فكرية ولا يمكننا أن نبتكر وننجز ونبحث عن حلول لحياتنا الخاصة إلا عبر هؤلاء المؤثرين وبالتالي نحن نكون قد قطعنا حياتنا لنستنسخ حياة الآخر ونلبسها على حياتنا، لذلك فإن الأهم من القوانين هو تعزيز الثقة في الذات عند الأهل والطفل بشكل دائم.