كيف لمواقع التواصل أن تؤثر سلباً على صحة المراهقين؟
يقول استاذ متخصص في سيسيولوجيا الإنترنت الدكتور “نديم منصوري” أن دخول مواقع التواصل الاجتماعي على حياتنا بهذا الشكل الهائل قد أثر في حياتنا بشكل سلبي واضح جدًا.
كما أن هناك بعض الدراسات الأمريكية الحديثة قد ربطت بين الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض المراهقين، وبين إصابتهم باضطرابات في تناولهم للطعام؛ حيث أن الوقت الذي يستغرقه معظمنا على مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر بشكل كبير على نوعية الطعام الذي نتناوله.
كما يؤثر على الوقت الذي نتناول فيه الطعام، والالتزام بالوجبات الغذائية الثلاثة المعهودة في نظامنا الغذائي، والأخطر من ذلك هو ما تقدمه لنا هذه الوسائط من نمط، أو سلوك غذائي بشكل غير مباشر؛ حيث أنها تقدم حالة من تنميط الفرد، ونجد المراهقين يلتزمون بهذا النمط بشكل أو بآخر.
كما أن هذه المواقع تُعرض الاعلانات التي تروج لنمط معين من الأغذية، فيعتقد المراهق أن كل ما تقدمه الوسائط الرقيمة هو أمر مقدس لابد من الالتزام به، مما يسبب حدوث الاضطرابات لدى المراهقين بالفعل.
وبشكل عام يعتبر المراهق هو الأكثر تأثراً بتلك المواقع؛ حيث أن المراهق هو أكثر الفئات العمرية تأثراً، وأكثرهم رغبة في التغيير، لذلك فنجد أن المراهق هو الأكثر التزاماً بهذه الأنماط التي يشاهدها، ونحن هنا لا نتكلم عن النمط الغذائي فقط، لكن نتكلم عن أنماط عديدة أخرى، مثل الآراء السياسية، والجسم الأفضل للفتاة، وللشاب، وغيرها.
دور الأهل في ظهور هذه الاضطرابات
من هنا نجد أن غياب الأهل يلعب دوره في ظهور الاضطرابات السلوكية للمراهقين والأطفال الناتجة عن الاستخدام السلبي، والمفرط لمواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أن الأهل لهم الدور الأبرز في ضبط سلوكيات المراهقين والأطفال، وتقديم لهم الوعي اللازم الذي يجعلهم يميزون بين الصحيح، وغير الصحيح فيما يرونه على تلك الوسائط.
ويستكمل الدكتور “منصوري” حديثه مؤكداً أنه يجب على الأهل توزيع وقت فراغ المراهقين، والأطفال بحيث لا يستغرقون وقتاً طويلاً على هذه المواقع، فيكون هناك وقت للذهاب للنوادي، وممارسة بعض النشاطات التي تبعدهم عن الوسائط الرقمية، وحتى فترات المكوث على هذه المواقع يجب أن يحاول الأهل استغلاله في تعليم الأبناء أمور جديدة، وذلك باختيار ما يشاهدونه من برامج وفيديوهات، وغيرها.
ضوابط استخدام مواقع التواصل
أولاً يجب أن نذكر أن مشكلة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تكمن في البيانات، فنحن اليوم عندما نستخدم تلك المواقع نقوم بنشر معلومات كثيرة وتعتبر من ضمن خصوصياتنا، كما نقوم بنشر بعض البيانات السلوكية، وهي البيانات الأخطر، ويمكن تعريف البيانات السلوكية بأنها كل ما نعبر عنه عبر الوسائط الرقمية من أراء اجتماعية، فنية، وسياسية، وغيرها؛ حيث تعتبر هذه البيانات عرضة للخرق، بحيث تصبح البيانات التي نمتلكها، أو نقدمها حسب حرية التعبير، وحرية الفكر، وحرية إلانترنت التي هي حق من حقوق الإنسان، عرضة للخرق بشكل أو بآخر.
ومن هنا يوضح الدكتور “نديم” أن ضوابط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي هي القوانين والتشريعات؛ حيث يجب أن تضع الدول نوعاً من الحماية لمواطنيها، ففي بلد عربي مثل لبنان على سبيل المثال قد تم اصدار مؤخراً في عام 2018 قانون المعاملات الإلكترونية، وقوانين الخصوصية، وبشكل عام يجب أن تهتم الدول العربية كافة بهذا الأمر، وبأن تأخذه على مجمل الجد، حتى نواكب القوانين والتشريعات التي فرضتها الدول الغربية فيما يخص استخدام الوسائل الرقمية.