يجب أن نفهم كيف يؤثر فصل الشتاء على مرضى القلب، وما الذي يميزه عن باقي الفصول؛ حيث يصعب ضبط ضغط الدم في فصل الشتاء، ويتطلب هذا الأمر من المرضى عناية بصحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ظاهرة زيادة الوزن في الشتاء، فهل هو أمر طبيعي أم أنه يكون بسبب خلل في بعض الهرمونات؟
لماذا يجب على مرضى القلب الاحتياط في فصل الشتاء؟
يجيب ” د. مالك محمد خليل الجمزاوي اختصاصي أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية “، عادة ما يعتاد الجسم على درجة حرارة معينه من ٣٦.٣٠ أو ٣٧، إذا انخفضت درجة الحرارة عن ٣٥ درجة مئوية، يبدأ الجسم في التأقلم على درجة الحرارة عن طريق بعض التغيرات الفسيولوجية، كالانقباض الذي يحدث في الشرايين الطرفية، وهذا الانقباض يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
فبالتالي خلال فصل الشتاء لا يستطيع الشخص التحكم والسيطرة في ضغط الدم، وعندما تنخفض درجة الحرارة يحاول الجسم تعويض ذلك الفقدان، وبالتالي يعمل القلب بشكل أكبر ويزيد عدد نبضاته، وعندما يزيد القلب من عدد نبضاته يؤدي على استهلاك أكسجين أكثر.
فكل تلك التغيرات من ارتفاع الضغط وزيادة نبضات القلب والاستهلاك الأكبر من نسبة الأُكسجين يكون لها أثر على القلب خاصة عندما يكون هناك مشكلة في القلب مثل تصلّب الشرايين أو إذا كان المريض خضع لعملية قلب مفتوح، أو قد قام بتركيب بعض الدعامات، كل تلك التوابع سوف تُرهق القلب ومن الممكن أن تؤثر تأثير عكسي على المريض وخاصة مريض القلب ومريض الضغط.
علاقة زيادة الوزن المرتبط بفصل الشتاء والأوعية الدموية
يعاني الكثيرين من زيادة الوزن في فصل الشتاء وهو أمر شائع، فالوزن له علاقة بما يُسمى” بالاضطراب العاطفي الموسمي”، ونعني بالاضطراب العاطفي الموسمي أن يحدث اختلاف في هرمونين (حيث يزيد الميلاتونين ويقل هرمون السيروتونين).
ويحدث ذلك نتيجة الاختلاف في ساعات الليل والنهار وفي ساعات سطوع الشمس، وهرمون السيروتونين هو هرمون الحالة النفسية، فمن لديه هذا الهرمون بشكل كبير يكون مليء بالطاقة والنشاط والحيوية وتكون الحالة النفسية في أفضل حال.
ولكن ما يحدث أن هذا الهرمون يقل في فصل الشتاء، فيشعر الشخص بحاله مزاجية سيئة ويؤثر في الجوع حيث يشعر الشخص بأنه بحاجه للطعام بشكل مُستمر والأمر الثاني أنه يجعل الشخص في حالة خمول وقلة حركة، فكل هذا يكون سبب في زيادة الوزن، ويميل الشخص إلى السكريات، وبالتالي كل تلك الأمور تزيد من عوامل الخطر على القلب.
الملابس الثقيلة وممارسة الرياضة وعلاقتها بالقلب وفصل الشتاء!
أوضح “الجمزاوي”، الرياضة مهمة جداً في كل الفصول، وممارسة الرياضة في الشتاء يجعل الشخص في حاله إيجابية، حيث يؤثر ممارسة الرياضة على الحالة النفسية للشخص، فالحالة النفسيّة والمزاجية تكون سيئة في الشّتاء بسبب نقص هرمون السيروتونين.
وممارسة الرياضة تزيد من إفراز هذا الهرمون، وبالتالي تتحسن الحالة المزاجية للشخص، ولكن عندما يمارس مرضى القلب الرياضة يجب أن يأخذ الشخص في الاعتبار عدة احتياطات وهي:
- أن يتسم المكان الذي يمارس فيه الرياضة بدرجة حرارة معتدلة، والابتعاد عن ممارسة الرياضة في أي مكان تكون فيه درجات الحرارة مُنخفضة، وذلك لأن ممارسة الرياضة للأشخاص الذين يعانون مشاكل في القلب في مكان بارد يؤدي إلى حدوث آثار سلبية للقلب بسبب المجهود الكبير الذي سوف تتعرض له عضلة القلب.
- عندما تكون الملابس الذي يرتديها الشخص عند ممارسة الرياضة ملابس ذات وزن عالٍ، سيقوم الشخص بمضاعفة المجهود الذي يقوم به، فالمجهود الأول هو المجهود الرياضي والمجهود الثاني مقاومة وزن الملابس، وفي هذا الوقت يؤثر على عضلة القلب.
المشروبات الساخنة في فصل الشتاء
أكد “د. مالك” على أهمية تناول المشروبات السّاخِنة وخاصة الأعشاب، لأن زيادة تناول السوائل تزود الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالأعمال المطلوبة، وللأسف يميل الكثيرون لقلة شرب المياه في فصل الشّتاء، وفي بعض الأوقات تصل إلى الانقطاع عن شرب المياه عدة أيام، وفي هذه الحالة يتعرض الجسم لحالة من الجفاف وبالتالي يزيد نسبة التخثر في الدم.
إذاً من المفترض تناول الكثير من المشروبات الساخنة لما لها من فوائد عديدة حيث أنها تقوم بـ:
- تقوم بتوليد الحرارة.
- تزيد من سيولة الدم داخل الأوعية الدموية.
- تقلل من عوامل تخثّر الدم.